فرات القلوب..
نعمه العبادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 هذه اربعون وصية وفقنا الله سبحانه وتعالى لكتابتها قبل سنتين، وقد لاقت اهتماماً من الكثير من الاحبة، حيث تم نشرها بطرق مختلفة، ومع تجدد المسير الى كعبة العشق الالهي، ولخصوصية هذا السنة، ازيد عليها بعض الملاحظات المهمة، وهي الآتي:
- يوجد موقفان متقابلان في الرأي تجاه موضوع المسير الى الحسين هذه السنة، الاول، مستنده طبي وشرعي واجتماعي، يؤكد على ضرورة تجنب الاختلاط والتجمعات العامة، وان المشي مدخل للاحتكاك والتقارب حتماً، والثاني، يتبنى فكرة ضرورة الالتزام بالمشي على كل حال وفي كل حال، بل يرى البعض، ان هذه العقبات والتحديات هي نحو من الاختبار لصدق الوفاء للحسين ع، لذا من الضروري ادامة هذه الشعيرة، وكلا الموقفان يحمل قدراً كبيراً من الراجحية، لذا من غير المناسب، ان يدخلا في جدل او اتهام لبعضهما الآخر، ولتبقى النوايا التي هي مكشوفة عند الله سبحانه وتعالى هي فيصل الامور.
- من الضروري بل الواجب شرعاً، ان يتجنب اي شخص مصاب او لديه علامة مشكوكة الاختلاط بالناس والاضرار بهم سواء من خلال المسير او من خلال استقبال الزوار، وان صدق النية لا تكفي في هذا المورد، فهذا وباء بغيض وخطره عظيم.
- على كل شخص ضمن المسير الحسيني، ان يراقب اوضاعه الصحية بدقة، ويفرق بين اعياء السير والعلامات الاخرى، وحال وجود اي شك، فعليه تجنب الزوار ومراجعة اقرب طبيب، والعودة الفورية لاهله سلامة له وللآخرين، كما ينبغي على الزائرين ان يتفقد بعضهم الآخر.
- من المهم الالتزام العالي بشروط السلامة مثل الكمامات ولبس الكفوف واستخدام المعقمات وعدم استخدام الاواني متكررة الاستعمال وتجنب شرب الماء من اناء او موضع متعدد الاستعمال، كما على الاهالي والمضيفين استقبال اعداد محدودة وعدم خلق مناطق اكتظاظ وتماس كبير، وكل انسان معذور في موضوع الضيافة بالقدر الذي يؤمن الوضع الصحي، كما ان على المضيفين والضيوف التعاون الكبير في قضايا النظافة والتعقيم المستمر وضمان التهوية وكل الشروط التي تحفظ السلامة والامان.
- على الزائر ألا يحمل الآخرين اكثر من طاقتهم، فظروف المرض والخوف منه، خلقت رعب وقلق كبير بين الناس، وهناك اشخاص من باب الاحتياط او لزيادة قلقه او لظروفه النفسية، يعتذر عن استقبال الزوار هذا العام، فمن الصحيح تفهم موقفه وحمله على الصحة وعدم احراجه باي تصرف.
- اننا في لحظة استثنائية من البلاء ولا احد يعرف قادم الايام الى اين تسير، لذا من المهم ان يكثر السائرون من الدعاء بالفرج وكشف الغمة وزوال الوباء وشفاء المرضى والرحمة للاموات.
- ليتذكر الذين يقومون على رعاية مريض او مرضى او يقدمون خدمات صحية على مستوى البيت او الوظيفة بانهم يقومون بعمل عظيم ومهم، وان بقائهم والتزامهم بعملهم وواجبهم فضيلة عظيمة وان الله سبحانه وتعالى سوف يؤجرهم اجر المسير بناء على صدق نياتهم.
اسأل الله جل وعلا ان يحفظ الجميع ويتقبل اعمالهم ونسألكم الزيارة والدعاء...

أربعون في الاربعين
اولا:ليكن همك الحسين ع وليس همك السير إليه.
ثانيا: ليسر عقلك وقلبك مع بدنك فلكل منهما مسيره الخاص وخطواته.
ثالثا : تذكر ان المسير عمل عبادي موقوف على صدق النية واخلاصها.
رابعا: لا تنسى ان المسير وإن عظم قدره وعلا شأنه فهو عمل مستحب فلا يجوز ان تتخلف او تقصر عن واجب بذريعته.
خامسا: لا يتزاحم المسير مع اي محرم ولا ينبغي التهوين من فعل محرم بحجة المسير.
سادسا: احذر ان يتسرب لك التعود والنمطية فيصبح المسير تمرينا بدنيا لا اكثر.
سابعا: تذكر ان حضرة الحسين ع تمتد بقدر ابعد قاصد إليه مشيا وبذلك سيكون سيرك في حضرته فاحفظ ذلك وراعه حق رعايته.
ثامنا: لا يمنع ان يكون بعض المقاصد الدنيوية مضمومة لنية التقديس و الولاء في زيارتك وتذكر كلما زادت المقاصد والاهداف الثانوية انخفض رصيد زيارتك واجرها.
تاسعا: على الرغم من حرمة الجدال والمراء والفسوق منصوص عليها في حالة الاحرام للحج وعدم الالتزام بها يوجب الكفارات إلا ان المسير إلى الحسين ع رغم استحبابه له كرامة الاحرام فاترك المراء والجدال والفسوق واشعر نفسك انك محرما.
عاشرا: لا تنصب نفسك نائبا عن الله جل وعلا او الحسين ع في كتابة الاجر او الحساب واترك الناس مع ربهم ونواياهم.
حادي عشر: انشغل بنفسك انشغال تدبر واجتهاد دون ان يكون ذلك انانية وتقديم لمصلحتك على الاخرين.
ثاني عشر :لا تزاحم الاخرين على اي شيء يقدم انت لست بحاجة إليه واقتصر على الضروري من كل شيء فهناك الملايين غيرك التي تحتاج الى الكثير.
ثالث عشر: قم بأي عمل تستطيع فعله من الخدمة ولا تستصغر اي شيء مهما كان.
رابع عشر: المشي هو نحو من تحمل العناء والتعب والتقديس بدرجة اكبر من الزيارة بالوسائل السهلة مثل الذهاب من خلال السيارات فلا تضيع عنائك بما لا يستحق ولا قيمة له.
خامس عشر : أشع ثقافة الشكر وادع لكل من يقدم لكل خدمة مهما كانت.
سادس عشر : اعفو عن الاساءة وتذكر ان تسامح استجابة لاعتذار الحسين ع نيابة عن زواره.
سابع عشر: لا تنقطع عن الدعاء لمن اوصاك الدعاء او لارحامك واهلك والمؤمنين.
ثامن عشر : احفظ الادب في جلوسك وقيامك مسيرك وكل حالاتك.
تاسع عشر: كن خفيف الظل على مضيفيك لانهم متعبون وتمسكهم بخدمتك كرامة وحبا للحسين ع.
عاشرون: استثمر المسير في التفكير بالخير والصلاح وحب الخير لكل الناس.
احدى وعشرون : اشرك معك ثواب المسير من لم يستطع حضوره وخصوصا والديك وارحامك ومن لهم فضل عليك.
ثاني وعشرون: تجنب المزاح والضحك المفرط والتصرفات المبتذلة وتذكر  دوما انك منظور من الحسين ع.
ثالث وعشرون: ساعد رجال الامن وكل من يساهم في حمايتك وتقديم الخدمة لك ولتكن واعيا منتبها حذرا.
رابع وعشرون : لا تطلب لنفسك خصوصية في طعام او منام وساوي نفسك مع الآخرين ترتفع كرامتك عند الله عز وجل.
خامس وعشرون : ليكن مسيرك مستوفيا لشروطه وشرائطه فلا يصح بدون اذن الزوج او مع رفض الابوين او مع الحاجة الماسة لك في عمل حكومي او خدمة عامة او اي امر ضروري.
سادس وعشرون : لا تمن على الاخرين بمسيرك فهو اختيارك ولك اجره وثوابه.
سابع وعشرون : احرص على النظافة في كل شيء وساهم بكل جهدك في اظهار معالم النظافة في كل الامكنة.
ثامن وعشرون: وقر الكبير وارحم الصغير واحترم المرأة وحاول ان تقدمهم عليك في الخدمات والضرورات.
تاسع وعشرون : المسير ومحطاته فرصة لكسب اخوة واخوات واحبة في حب الحسين ع وليس مشروعا لخلق جماعات وتجمعات ترفيهية.
ثلاثون :حافظوا على اسرار بيوتكم وخصوصياتها ولا تجعلوا من محطات الزيارة بمثابة جلسات اعتراف للماضي او لمسيرة حياتكم.
احدى وثلاثون : رب الحسين ع ونبي الحسين ع ودين الحسين ع  اسبق من الحسين ع في جمعه للناس وهديهم الى شرعة واحدة فلا تتفرقوا وتتشتتوا في صراع مواكب او تكايا او مسيرات او توجهات جزئية.
اثنان وثلاثون: الحسين ع وجع في الارواح والقلوب وغصة في النفوس تنعكس الى تهذيب للارواح وتلطيف للطباع والقلوب فليكن ذلك كله غنائم مسيرك.
ثلاثة وثلاثون: الحسين ع انتصار الحق على الباطل والعدل على الجور فالمسير إليه فرصة لمراجعة النفس خوفا من تورطك في ظلم او حيف او ترك لمناصرة حق.
رابع وثلاثون : جرب ان تنسى خلافك واختلافك عن الاخرين وركز على وحدتك مع الجميع في مقصد واحد وطريق واحد وهدف واحد هو الحسين ع.
خامس وثلاثون:تاكد من ان المسير غير في نفسك وذاتك شيئا ايجابيا.
سادس وثلاثون :ليكن في مسيرك ما يشوقك لمسير في عام قادم من خلال ما تحصل عليه من مردودات روحية وعقائدية واخلاقية.
سابع وثلاثون: تذكر ان بقائك في بيتك وان تقوم بما يسعد الحسين ع افضل واقرب الى الله من مسير لا ينوبك منه إلا التعب.
ثامن وثلاثون : ليكن المسير رسالة تحدي لاعداء الله ومظهر عزة وكرامة بلبوس حسينية فحافظ على هذه الاهداف العظيمة.
تاسع وثلاثون : عند اتماك زيارتك بسلام وامان ادع الله بحق الحسين ع ان يعيدك إليها سالما في دينك وبدنك.
اربعون: تلطف بالدعاء لصاحب هذه الحروف اذا ذكرتها واكثر من دعائك لجميع المؤمنين.

الموضوع السابق عندما تفلت البوصلة ..

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat