ثورة الحسين عليه السلام عزيمة تغيير وأراده أصلاح
صبيح الكعبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صبيح الكعبي

ليلة أمس أثارني منشور لصديقي ابو عمار الابراهيمي عبر صفحته على التواصل الاجتماعي يعمل خياطا بشحمة عيونه كما يقولون , ناذرا نفسه وماله كحال غيره لأحياء شعائر سيد الشهداء وبنيه , بالسماح لأقامه الشعائر الحسينية برغم جائحة كورونا وتكهنات الكثير ومراهنتهم على عدم قيامها هذا العام , إلا ان مظاهرها حزنها غزت مدن العراق جميعها متشحة بالسواد ونصبت منابر الخطابة وبنيت سرادقات الحزن وصدحت اصوات الرواديد بقصائد واللطم وانين النعي , وسُيرت المواكب الراجلة, ضمن الشروط التي وضعتها خلية الأزمة الصحية في البلاد وتوجيهات المرجعية العليا , وبذلك خسر المراهنون وخسأ الشامتون ممن أجزم استحالة أقامتها وحرمان المحب والعاشق من ثوابها :
أحضَر مجلِسَك يا حسين خلّيني خلها تجيبني الدمعة وتِوَدّيني
بجاه اختَك المسبيّة تساعدني خلّيني أحضَر وأرجوك سامحني
الحب الإلهي والذوبان في روحية حب الحسين عليه السلام يثير العجب , فجموع المعزين تتوافد على هذه المنابر لسماع المواعظ وتشارك في تعزية الزهراء على ولدها وفلذة كبدها, انحناءة رأس وتعظيم سلام لكم ايها المنادون ( أحنه غير حسين ما عدنه وسيلة والذنوب هواي كفته ثجيلة) , الناس تسارع الخطى للخدمة والبذل والعطاء ممزوجة ببكاء لا يسكن ودموع لا تجف تذكرت عند ذاك روايات ذكرتها في مقالي السابق (ما هكذا تورد الابل ياسعد السامرائي) , رواية أم سلمه (كيف ان جبرئيل أخبر رسول الله بما يجري على ولده , وبكاء فاطمة الزهراء عليه وكذلك أخبار أمير المؤمنين علي عليه السلام اثناء مروره بكربلاء في طريقه الى معركة صفين عما يجري على ولده صبرا يا ابا عبد الله ), وما يضيف لواقعة الطف شرفا ونبلا ان جبرئيل عليه السلام أخبر رسول الله محمد (ص) ان عزاء ولدك الحسين (ع) قد أقيم في عليين . أي شرف هذا وأي تضحية تلك وانت تصارع قوما لا يعرفون للخلق ذرة ولا للشجاعة موقفا ولا للأيمان قلب ولا للإنسانية طيب , ذلك المنظر المأساوي اللاصق بجبين العار في أمة الغدر والضغائن بقتل ابن بنت نبيهم , الذي اصر على مواجهة حتفه بعد ان أستجاب لدعوة الناس اليه في الكوفة لأنفاذهم من براثن غدر يزيد وسلطة القهر والظلم التي حكم الناس بها :
فيا عاشوراء أوقدت في من الحزن نيرانا مدى الدهر لا تخبو
وقد كنت عيدا قبل يجني بك الهنا فعدت قذى الأجفان يجني بك الكرب
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat