صفحة الكاتب : د . سمير ايوب

ولأحرار العرب قولُ الفَصْل ...إضاءة على المشهد العربي
د . سمير ايوب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في حربٍ شموليَّةٍ مُشرَعةٍ على أمّة العرب وكلِّ مَواطِنِها الصغرى ، إستخدم مؤخرا ، بعضُ بَلاعيطِ المال في ممالك الرمل (صغار الضفادع ) ، فلسطينَ قميصَ عثمانٍ مُعاصِرٍ ، لِتَسوُّلِ مَناصبَ مِنْ قلقٍ . بِوَقاحةٍ لا يُحسدون عليها ، قايضوا شيئا من أوهامِهُم جَهارا نَهارا ، بِترابِها وتاريخها ودمِ أهلها ووجعهم وآمالهم . ظنًّا منهم أنَّ القرارَ الفلسطيني باتَ بِتخاذُلِ الأوسلويين وغيرهم من عرب ، مُلكَ يَمينِهم . وأنَّ سقفَ العُنفوانِ العربي الفلسطيني العام ، باتَ مُتدنِّياً .

بَلاعيطُ مالِ السُّحتِ ، وهُمْ يزوِّرون التاريخ العربي المعاصر ، يُحاولون تزويرَ عقول السُّذَّجِ مِنّا ، بالقول : نُوَقِّعُ مُعاهدات السلام والتَّطبيعِ معَ " إسرائيل " حَقْناً للدِّماء .

للتّكرار نَصفعُ وجوهَ الواهمينَ مِنْهُم ، بالقولِ : أنَّ معاهداتِ السَّلام لا تكون إلا بينَ دُوَلٍ مُتحارِبَة ، وأنتُم لستُم مِنْ دُوَلِ الطَّوقِ ، ولا على أيِّ تَماسٍّ جغرافي مع العدو الوجودي للأمة ، ولا في حالة حرب أو إستنزاف معه . وعلى سبيلِ الفَرضِ الساقِطِ نَسألكم : بأيِّ صفةٍ تُوَقِّعون ، وتُقايِضون ؟!

أنصَحُكُم وأمثالَكم مِنَ المنتظِرينَ في الخليج أو وادي النيل ، أنْ لا يَغرنَّكُم هدوءُ الظاهرِ الفلسطيني . فالرَّسمِيُّ منه ، مُختلفٌ تماما عمَّا يَمورُ في أرحامِ أحرارِ أمَّةِ العرب . وفي مقدمتهم الجبارون في كل فلسطين ، يَستذكرُون اليوم ، عنفوانَ عيِّنَةٍ مِمَّن مضى من إخوتهم ، وقادَتِهم ورفاقهم ، كأبي علي إياد ، ووديع حداد ، وصلاح خلف ، وجورج حبش ، وخليل الوزير ، و أحمد جبريل ، وأبو العباس ، وأبو نضال ، وأبو داوود ، واكوموتو ، وجيفارا غزه ، وليلى خالد ، ودلال المغربي ، وتيريز هلسه وسناء محيدلي ، وسمير القنطار ، وعهد التميمي ، ورامبو ، وآلاف الشهداء والاسرى والمعتقلين من أسود ونمور وجباري النضال العربي الفلسطيني المعاصر ، وغيرهم كثير كثير .

مَنْ لا يُحسِن قراءةَ تاريخ أحرارِ العرب والعالم في فلسطين ، مِمَّنْ طارَدوا عدوَّهُم في كلِّ مَكانٍ ، يَرتكبُ حماقاتَ الظنِّ والوَهمِ والكَذِبِ على النَّفسِ ، وتلك والله حماقاتٌ قاتلة . حُدودُ الأوطان كحدود الله لا تَهاوُنَ فيها . فالسارق ولو حبة تراب مِنْ فلسطين ، عاجلا أمْ آجلا ستُقطَعْ يَدُه .

نصيحةٌ بِلا مُقابلٍ لِكلابِ الصَّيدِ المُتَصَهْيِنَة ، لا تَستَوْطوا حيطانَ فلسطين او أيِّ منْ مواطن العرب الأخرى . ولا تَتطاولوا على حقوقها . ولا تَدْخُلوا في مواجهةٍ معَ أحرارها . فمَهما اختلفوا فيما بينهم ، يَدُهم طويلةٌ وطائِلةٌ ، أكثر مما قد يخطر ببالكم ،أو قد يُوَشْوِشْ به مُستشاروكم أو خَدَمُكم .

دَعْكُم مِنْ أوسلو وعَشائرَها ، فصاحبُ القرار الفعلي في فلسطين العربية ، ما زالَ باقٍ في يدِ جِنرالٍ عربي طفلٍ ، يُواجهُ المِيركافا هناك وال إف 15 والوَنّانات ، بِحجرٍ وصَدرٍعارٍ ، إلاّ مِنْ إيمانٍ بحتمية النّصر ، أو الشهاده واقفا غيرَ راكع .

نَصيحةُ بِجَملٍ ، قبلَ فواتِ الأوان ، فَلْيَقرأ كلٌّ مِنكم درسَهُ بِعنايةٍ ، ولا يَلْعَبَنَّ بنارِ فلسطين ، فَوَرَبُّ العِزَّةِ نارُها مُحرِقَةٌ . ولا تَسْتَقووا بالصهاينة ولا بالأمريكان ولا بأيٍّ كانَ عَلَيها ، فأنتم ساعتها كالمستجيرِ منَ الرَّمضاءِ بالنارِ ، والتاريخ مُضْطَرٌّ لأن يعيدَ نفسَهُ ولو بَمَهْزَلَةٍ .

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . سمير ايوب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/08/23



كتابة تعليق لموضوع : ولأحرار العرب قولُ الفَصْل ...إضاءة على المشهد العربي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net