ينبغي تحديث عتبة الصدمة الأخلاقية العربية.
نصير غدير
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نصير غدير

نكسة تشرين ١٩٦٧، شكّلت كل نوازع الضمير القومي العربي، ولا أقصد بالضمير القومي النزعة القومية الآيديالوجية، بل أقصد الهوية الثقافية والسياسية للمجتمع العربي، وهي العتبة التي تمت محاكمة كل المواقف في السبعينيات والثمانينيات وحتى تسعينيات القرن المنصرم على صنجتها،
حتى إن كامپ ديفيد، واتفاق أوسلو، تم الرد عليهم انطلاقاً من آلام هذا الجرح.
لكن كل من يتابع تحولات النوازع في الضمير العربي في العقود الثلاثة الأخيرة، وتشكلات الضمير القومي لدى الأجيال الجديدة، يعرف أن غزو العراق من قوى الغرب عام ١٩٩١ والذي في نظري يمثل سيادة القطب الواحد بطريقة أكثر تمفصلاً من انهيار جدار برلين عند العرب وفي قواعد الاشتباك الدولية عموماً، سيعلم أن العرب صاروا ينطلقون من هذا الجرح.
ماذا جرى وقتها؟! أُسقطت الوحدة العربية، وفلسطين فكرتها العاصمة، بتوجيه الحراب العراقية ضد الكويت، ثم توجيه الحراب العربية والدولية ضد العراق، بعدها انطلقت مدن الملح كما يسميها منيف، لتكون مدن الأبراج الشاهقة، والعواصم الشتوية للوردات رأس المال الغربي، وتم تحطيم الإيمان بقضية الوحدة وعاصمتها، وصار هناك جيلان يصطرعان، وضميران ينقض بعضهما بعضاً، من متمسك بالاستقلال والكرامة ورفيقهما الفقر والتفرقة، ومن راغب بالالتحاق بركب العبيد ليلبس الجواهر على عنقه..
لاحظ أن العرب حينها استبدلوا إسرائيل بالعراق كعدو أوَّل. لاحظ أنهم يستبدلون إيران بالعراق وإسرائيل اليوم، هذه ليست لحظة ١٩٦٧، هذه لحظة ١٩٩١.
تحديث عتبة الصدمة الأخلاقية، وقراءة ١٩٦٧ في ضوء ١٩٩١ وبالعكس، وكيف قادتنا الأولى إلى الثانية، وكيف حلت الثانية بالأولى، هو من مهمة المثقف القيادي العربي، ليضع الأمة على طريقها القويم، لتستعيد المبادرة بمعادلة كرامة + تنمية.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat