يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ
بشار ابو كلل
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بشار ابو كلل

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفرُهُ، ونتُوبُ إليه، ونعُوذُ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، والصلاة والسلام على فخر الكائنات وسيد المرسلين محمد وآله الطاهرين.
وبعد فلا يخفى ان للعلم والعلماء مكانة في الدين لا تنكر، وفضل كبير لا يكاد يحصر، فقد جاءت نصوص الشرع متضافرة متعاضدة تعزز من مكانتهم وتبين فضلهم، فهم ورثة الانبياء والنبراس الذي يضيء للناس في ظلمات الجهل، فيأخذون بأيدي الناس الى طريق الهدى وسبل الرشاد وهم أكثر الناس خشية لله تعالى، وخوفاً منه قال الله تعالى في محكم كتابه: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ).
فتعظيم العلماء وتقديرهم مصداق من مصاديق تعظيم شعائر الله، قال الله تعالى (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ).
وعلى هذا فالنيل من العلماء وايذاؤهم يعد إعراضاً أو تقصيراً في تعظيم شعيرة من شعائر الله.
ومع ذلك كله نجد من ابتلي بضعف الإيمان، وسلاطة اللسان، فصرف همته، ووجَّه طاقته، وضيع أوقاته، سبًّا وتجريحًا، وتنقيصًا وتسفيهاً لعلماء المذهب، الذين نذروا أنفسهم لحماية حوزة الدين، وإرشاد المؤمنين.
واليوم خرج علينا من تلبس بلباس أهل العلم ـ وليس منهم ـ يريد تكوين صورة ذهنية سيئة عن العلماء لدى عامة الناس حتى لا يرجع إليهم، ويخف تأثيرهم مما يجعل العوام لقمة سائغة للتغريب والإفساد، فيكون من مصاديق قوله تعالى: (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)، فتكلم على من ذاع صيته بين الأنام، شامخ القامة، غزير العلم سديد الرأي، تقي نقي، وهو الحجة على الأنام، شيخنا وملاذنا، الشيخ مرتضى الانصاري (اعلى الله مقامه وطيب ثراه)، فنسب له كذباً وزوراً أنه رحمه الله كان يستلم بعض المبالغ المالية من جهات أجنبية، والتاريخ شاهد على كذب مدعاه، وسفاهة قوله، ولا حول ولا قوة الا بالله.
ان المرجعية الدينية لا تزال تهاجم من قبل اناس لا خلاق لهم، ينعقون وراء كل ناعق، ينسبون لها من قديم الزمان تلك التهم التي هي براء منها براءة الذئب من دم يوسف.
فأقول لاخواني المؤمنين: إن العلماء حراس الشريعة، وحماة الدين، ومنارات الكون، بهم صلاح الناس وهدايتهم، وبهم ديمومة الحرية ونقاؤها، وسطوع الذكر وانتشاره، العلماء كالنجوم لأهل الأرض إذا أضاءت اهتدوا بها، وإذا أفلت ضلّوا وتحيروا، من مثلهم في نشر الدين، ودرء الفتن، ونبذ البدع وسائر الخرافات.
ولنعم ما قيل:
همُ العدولُ لحمل العلم كيف وهم
أولوا المكارم والأخلاق والشيمِ
هم الجهابذةُ الأعلام تعرفهم
بين الأنام بسيماهم ووسْمِهمِ
هم ناصرو الدين والحامون حوزته
من العدو بجيش غير منهزمِ
لم يبق للشمس من نور إذا أفلت
ونورهم مشرقٌ من بعد موتِهمِ
وأخيراً أقول: إن ناقة صالح ليست بأعز على الله من الشيخ الانصاري (رحمه الله)، وكما أقول للكاتب الذي تلبس بلباس أهل العلم ليخدع الناس بزيه وما أكثرهم:
وما من كاتب إلا سيلقى
غداة الحشر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء
يسرُّك في القيامة أن تراه
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat