صفحة الكاتب : مصطفى الهادي

السر في عقم حفصة وعائشة . ثم اسرار الأرحام الطاهرة . رحم الزهراء نموذجا
مصطفى الهادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الكاتب : الله يعلم حيث يجعل رسالته . وهو الذي يعلم مستودع الاصلاب ومستقر الارحام  لقوله تعالى . ونقر في الأرحام ما نشاء .
انطلاقا من هذا المبدأ تكفلت الرعاية الإلهية بالأنبياء وأوصيائهم وتعهدتهم في كل مراحل حياتهم منذ أن خلقهم تعالى وحتى وفاتهم ، لا بل أن هذه الرعاية تشمل حتى مراحل الآخرة حيث يكون للنبي شأن آخر في ذلك العالم . منها الشهادة ، والشفاعة والمرتبة حيث القرب من الحضرة الإلهية والسكن وحتى زوجاته في الدنيا يكون لهن شأن في الآخرة . فليس كل أزواج الأنبياء يكن معهم ، لربما يفترق الرسول عن بعض أزواجه في حياته فراقا ابديا حيث لا تشملهن الشفاعة لأن من يعصي الرسول فقد عصى الله ، ولربما يفترق عنهن في الآخرة كما أخبرنا تعالى بذلك في آيات محكمات في كتابه العزيز: ((وقيل ادخلا النار مع الداخلين)) . سورة التحريم آية : 10. ولقوله ص : إن من أصحابي من لا يراني بعد وفاتي ولا أراه (م).
من هنا وانطلاقا من مبدأ الرعاية واللطف الإلهي ، فإن الله تعالى يعلم بأزواج الأنبياء ((يا أيها النبي إنا احللنا لك أزواجك )) سورة الأحزاب آية :50.
ولكنه تعالى على الرغم من معرفته تلك إلا أنه يترك الأمور تسير على سجيتها ، لكي لا تكون الأمور من باب الجبر ، فيترك المجال لأزواج الأنبياء الاحتجاج عليه يوم القيامة . فقد بين الله لهن الخطأ من الصواب ووهبهن عقول يحتج بها عليهن خصوصا وأنهن كن تحت عباد الله الصالحين.
وأولاد الأنبياء أيضا بعلم الله تعالى كما قال تعالى : ((فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه)) الأنبياء آية : 89.
وكلمة وهبنا له . هي التي تخدم هذا المعنى .
لأن اختيار الإناء الذي سوف يحمل نطفة النبي أيضا في علم الله تعالى ، فكما تُجمع الكتب السماوية على أن العقم والإنجاب هما من الله تعالى كما يقول تعالى : ((. وأصلحنا له زوجه يهب لمن يشاء ذكورا ويهب لمن يشاء اناثا ويجعل من يشاء عقيما)) . الشورى آية :49.
فعملية العقم ، وكذلك عملية إصلاح الرحم وخلق إمكانية الإنجاب هي من الله تعالى ويؤيد ذلك نصا آخر يقول فيه تعالى : ((فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم)) الذاريات آية: 29.
فبعد أن أعلنت تلك الزوجة الطيبة بأنها عقيم ، لا فائدة منها وإذا بالبشارة تأت على لسان الوحي بأنها سوف تحمل وتنجب ، وليس مرة واحد بل سوف تحمل مرتين كما قال تعالى : ((فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب .قالت يا وليتي ءألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب قالوا أتعجبين من أمر الله رحمت الله وبركته عليكم أهل البيت)) سورة هود آية : 72.
إذن هو أمر الله تعالى ، والثاني أن هذه الآيات بيّنت من هم أهل البيت ؟ وأن هؤلاء أهل البيت عليهم بركات من الله تعالى .
ولكن اللافت للنظر في مسألة نبينا صلوات الله عليه ، أنه لم يرفع يده بالدعاء لكي يرفع حالة العقم عن عائشة وحفصة فتُنجبان له أطفالا .كما فعل زكريا : ((هناك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة)) وبمجرد أن انتهى هذا النبي الصالح من دعائه وإذا بالبشرى تحملها الملائكة : ((فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يُبشرك بيحيى )) سورة آل عمران آية : 39.
وعندما استفسر هذا النبي عن مصدر الولد الذي سوف يرزق به بعد أن بلغ من الكبر عتيا وان امرأته عاقر أجابه تعالى بأن ذلك على ربه هين ، وقد خلقه من قبل ولم يكن شيئا . قال كذلك يفعل الله ما يشاء .
الكتب المقدسة أيضا بما فيها من هنّات ذكرت حرفيا ما ذكره القرآن الكريم الذي جاء مؤيدا لتلك النصوص . فجاء في التوراة : ((وصلى اسحق الى الرب لاجل امراته لانها كانت عاقرا.فاستجاب له الرب فحبلت رفقة امراته وتزاحم الولدان في بطنها سفر)) التكوين 25: 21
إذن هي المشيئة الإلهية التي تقرر متى يكون عند الأنبياء أولاد ، ومن أي النساء سوف يكون هؤلاء الأولاد حتى أن رفقة زوجة اسحاق حملت بتوأم تزاحموا في بطنها .
وفي نص آخر يقول الكتاب المقدس : ((وراى الرب ان ليئة مكروهة ففتح رحمها.واما راحيل فكانت عاقرا. 32 فحبلت ليئة وولدت ابنا ودعت اسمه راوبين.لانها قالت ان الرب قد نظر الى مذلتي.انه الان يحبني رجلي. 33 وحبلت ايضا وولدت ابنا وقالت ان الرب قد سمع اني مكروهة فاعطاني هذا ايضا.فدعت اسمه شمعون. 34 وحبلت ايضا وولدت ابنا.وقالت الان هذه المرة يقترن بي رجلي.لاني ولدت له ثلاثة بنين.لذلك دعي اسمه لاوي. 35 وحبلت ايضا وولدت ابنا وقالت هذه المرة احمد الرب.لذلك دعت اسمه يهوذا.ثم توقفت عن الولادة ))
سفر التكوين 29: 31.
ولم يكن الأنبياء وحدهم تشملهم العناية الإلهية بألطافها . لا بل حتى الناس الصالحين تشملهم رحمة الله ومن ذلك ما يقوله الكتاب المقدس : ((وكان رجل من صرعة من عشيرة الدانيين اسمه منوح وامراته عاقر لم تلد. 3 فتراءى ملاك الرب للمراة وقال لها.ها انت عاقر لم تلدي.ولكنك تحبلين وتلدين ابنا. 4 والان فاحذري ولا تشربي خمرا ولا مسكرا ولا تاكلي شيئا نجسا)) سفر القضاة سفر 13 : 2
لا بل أن الله تعالى تعهد لبعض الأنبياء بأن يُزيل كل الأمراض من أرضه ، ويفتح رحم كل عاقر : ((وازيل المرض من بينكم. لا تكون مسقطة ولا عاقر في ارضك.)) . سفر الخروج 23: 26.
وشملت العناية الإلهية حتى الحيوانات ، حيث فتح الله رحمها فأنجبت : ((لا يكون عقيم ولا عاقر فيك ولا في بهائمك)) سفر التثنية 7 : 14.
ومن هنا تتضح الحكمة الإلهية في عدم دعاء النبي لعائشة وحفصة بالإنجاب ، وكذلك أبت الحكمة الإلهية ان تفتح رحم هاتين المرأتين لعلمه تعالى بدخائل نفوسهما ، وقد هيأ الله لنا من الأسباب ما نعرف به حكمته تعالى في ذلك . حيث أن عائشة أخذت ابن أختها عبد الله بن الزبير بن العوام . فربته عندها ، فنشأ على بغض الله ورسوله وانتقل بغضه إلى آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . ( 1)
أما بغضه لله ، فإن ابن الزبير سمع النبي ص. وهو يقول بأن مكة حرم الله وانه لم يحلها لأي أحد قبله ولا بعده وإنما أحلها الله له ساعة من نهار في فتح مكة ثم جعلها حرما آمنا هي وما حولها على عدة فراسخ .
وسمع عبد الله بن الزبير كذلك ، النبي وهو يقول : بأن في مكة كبشا يستحل حرمتها (2 ). فلو كان ابن الزبير يحب الله ورسوله ، لأمتثل لأمر الله ورسوله وامتنع عن استحلال حرمة حرم الله الكعبة . فصدقت نبوءة النبي به .
وأما بغضه للرسول ص . فقد منع ابن الزبير الصلاة على النبي في مكة وبقية الأمصار التي دانت له . وعندما سأل عن ذلك قال : أن له آل بيت سوء تشرئب أعناقهم لسماع الصلاة .( 3)
وأما بغضه لآل بيت رسول الله ص ( 4)فقد تبين للخاص والعام حربه لعلي بن أبي طالب عليه السلام . وأنه جمع الحطب لحرق بيوت آل الرسول ص .كيف لا يفعل ذلك وهو يسمع عائشة تصيح بأعلى صوتها عندما أرادوا دفن الحسن مع جده ، فصاحت : لا تدفنوا من لا أحب في بيتي .
لقد ضرب الله لنا مثلا مبينا أسباب عقر عائشة ،وذلك في تربيتها لعبد الله بن الزبير عدو الله ورسوله وآل بيته . وهذا المثل الذي وضعه الله تعالى امامنا غايته سد الذرائع أمام أي شك حول مسألة عقم عائشة .
لقد انعكست شخصية عائشة في شخص عبد الله بن الزبير ، فكان لها ربيبا وحبيبا ، منها أخذ وعلى يدها شذّ . أليس في عدم اختيار الله لها لتنجب ذرية من النبي حكمة عالية اتضحت معالمها في شخصية عبد الله بن الزبير ؟ فهو تعالى الذي شاء أن تكون عائشة وحفصة عقيمتان هذا إذا علمنا أن أختها أسماء لم تكن عقيمة وبهذه القرينة نقول أن عدم إنجاب عائشة هو إرادة إلهية .
هذا القول يجرنا إلى اتجاه خطير وهو أن شخصية عائشة وحفصة إنما تكونت في بيوت آبائهم فهذان الفرعان من تلكما الأشجار فانظر بماذا سقى الآباء قلوب الأبناء؟ لقد حمل قلب حفصة وعائشة كل تلك الدفائن الخطيرة واطلعتا على أسرار دارت في تلك البيوت هي التي صاغت شخصيتهما لأن الإنسان يعطي مما يأخذ وكل أناء بالذي فيه ينضح . ولو دققنا بكل ما قامت به هاتان المرأتان (5 )لعرفنا مدى خطورة ما كان يدور في تلكم البيوت من تآمر على الرسول والرسالة وبكل ما يتعلق بالرسول ص . لأن المرأة التي تعصي الله ورسوله ولا تتورع عن قيادة الجيوش وإهلاك العباد وكأنها في مهمة أو دور أنيط بها تم توقيته لفترة معينة من الفترات هذه المرأة عكست بسلوكها وبصورة لا إرادية حقيقة ما كان يجري في بيوت آبائهما وما كانت تسمعه وتراه من اجتماع المتآمرين وتخطيطهم للنيل من الرسول والرسالة فترسخ في قلبها حقدا ، ونما في أحشائها بغضا وحسدا لا يزول. ولكن أبت الإرادة الإلهية إلا أن تعقمهما لكي لا يكون هناك أصنام تعبدها الأمة الإسلامية على أنهم من ذرية نبي . ألا ترى ان الغالبية العظمى من الأمة الإسلامية تعبد هذين الصنمين ، حتى أن الاهتمام بآثارهما فاق الاهتمام بآثار الرسول صلى الله عليه وآله وسلم . فما بالك لو رزقت ابنتاهما بأولاد من النبي ؟؟ فهل سيكون هؤلاء الأولاد إلا نسخ أخرى من شخصية عبد ا لله بن الزبير ربيب عائشة .
خاتمة البحث .
التجارب الماضية مع نساء الأنبياء أفرزت ذرية عصاة أمثال زوجة نوح التي أنتجت ولده العاصي وعندما استغرب نوح ذلك ، قال له تعالى : إنه ليس من اهلك . أي أنه انتسب إلى أمه بأفعاله وانتماءه .
وكذلك امرأة لوط التي أنتجت بنتان راودتا الأب على الفاحشة لتُنتجان نسلا جديدا وبشرية أخرى بعد هلاك الناس ـ حسب زعم رواية الكتاب المقدس ـ على ضوء هذه التجارب قرر تعالى أن يتعهد ذلك بإرادته فلم يجعل بعد موسى لعيسى ذرية وأن يخلق آل بيت نبيه محمد ص من أفضل زوجاته ، ومن ثم أفضل بناته . وبحكمته ودرايته أبقى فاطمة من ذرية النبي لحمل تلك الذرية الطاهرة . فبعد أن كانت النبوة والإمامة تجتمع في شخص النبي شاءت القدرة الإلهية أن تكون فاطمة المستودع الأخير لأسرار الإمامة . لأن الأم هي المدرسة الأولى التي تغذي الطفل بكل أوجه نشاطاته المستقبلية . وضربنا لذلك مثلا في امرأة نوح ولوط ، وعائشة التي ربت عبد الله بن الزبير بن العوام .
فنساء الأنبياء اللاتي تغربن عن الأهل والعشيرة أنجبن ذرية صالحة أمثال هاجر ، ولكن نساء أنبياء الله نوح ولوط بقيتا في قومهما ومع اهلهما ، وحتى آخر لحظة بقى هواهما مع قومهما وليس مع النبي ولذلك صدر الأمر الإلهي بهلاكهما وخلودهما في النار: ((وقيل أدخلا النار مع الداخلين)) . سورة التحريم ، آية : 10.
ظهور الأنبياء حواظن لبذرة الأنبياء التي تنتقل في أصلابهم من جيل إلى جيل وصولا إلى النبوة الخاتمة . كما جاء في خطبة الإمام علي عليه السلام : ((ينتقل بكم من الأصلاب الطاهرة إلى الأرحام المطهرة لم تنجسكم الجاهلية بأنجاسها ولم تلبسكم من مدلهمات ثيابها)) ( 6) ومن هنا نرى العناية الإلهية قد تكفلت بوضع نطفة النبي عيسى (ع) في رحم مريم لربما ولفترة من الفترات لم يكن هناك صلب طاهر يستطيع حمل أمانة بذرة عيسى ع . فرفعها الله إليه وحفظها في خزائنه إلى أن تم تهيأة الرحم الذي يستحق أن تنمو فيه هذه البذرة المقدسة .
وفي الديانة الخاتمة تجاوز تعالى كل إرهاصات الفترات السابقة حول الأصلاب والأرحام وختم تلك المسيرة وطوى مراحلها بصلبين ورحمين . صلب محمد وصلب علي ورحم خديجة ورحم فاطمة حواظن لا يوجد أطهر منها في الأرض ولا في السماء ، ومن هنا كان النبي الخاتم لعملية انتقال بذرة النبوة في الأصلاب . وكان رحم فاطمة الصديقة مستودعا لبذرة الإمامة من صلب علي عليه السلام . فأنتج هذا الخليط القدسي أطهر مخلوقات على وجه الأرض مصابيح الهدى وسفن النجاة عدل القرآن لن يفترقا عنه حتى يردى الحوض.
عقمت أرحام النساء أن تلد أمثالكم ويبست أصلاب الرجال أن تسقي بذرة غير بذرتكم . ولذلك نراه تعالى في آخر مطاف الحكمة الإلهية ومسيرة هذه النطف يقسم النور الكلي الجامع للنبوة والإمامة إلى قسمين بعد أن كان في صلب عبد المطلب , فوضع تعالى في صلب عبد الله بذرة النبوة الخاتمة . ووضع في صلب أبو طالب بذرة الإمامة (7 ). بعد كل هذه المسيرة التكاملية لمرحلة التخطيط الإلهي والوصول إلى نهاية الحكمة التي خلق لأجلها الكون وما فيه فأودع كل ذلك في صلب علي ورحم فاطمة ، ومن هنا يُقال لفاطمة سلام الله عليها : ((السر المستودع فيها)) لأن رحم فاطمة سلام الله عليها صُبت فيه كل أسرار التخطيط الإلهي المتمثل في اثنا عشر إماما خاتمهم سيكون سيف العدالة الإلهية الذي سيقود البشرية إلى عالمها المنشود الذي هٌيأ لها والذي جاء القرآن على ذكر بعض مشاهدها .
فكما أن الله تعالى طوى كل مراحل النبوة حيث انتهت مسيرتها بشخص الرسول ص النبوة الخاتمة حيث ختم الله ذلك به . كذلك انتهت وانطوت كل مراحل الإمامة بشخص علي فكان لابد لهاتين المرحلتين أن تنتجا آخر مرحلة القطاف الإلهي . فلم يكن في الأرض غير رحم فاطمة سلام الله عليها قادر على أن يحضن كل أسرار ما سبق وقادر أن يُنتج أسرار كل ما سيأتي بإذن الله حيث الخليط المقدس لبذرتي النبوة والإمامة فلا يوجد مكان اطهر وأفضل من رحم فاطمة لنقل هذا الخليط المقدس إلى صلب الحسين عليه السلام وسره الكامن فيه ، وهو بذرة المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف الذي جمع النبوة في اتصالها بالسماء ، والإمامة في إدارتها للأرض . فيمحص البشرية فيهلك من يهلك عن بينه ويحيا من يحيا عن بينه . ثم ينتقل بالصفوة من البشرية إلى عالمها المثالي الذي خلقت عليه وجاءت منه كوكب الفردوس المنشود . فلم يكن هناك مكان يستطيع أن يمزج هذا الخليط القدسي الحامل لكل الأسرار إلا رحم فاطمة . فبعد أن افترق في صلبين اجتمع مرة أخرى في رحم فاطمة . فهل هناك سر أعمق من ذلك استودعته العناية الإلهية في رحم فاطمة سلام الله عليها .
فأنظر إلى فاطمة في أي بيئة نشأة ومن أي ماء سقيت ، كانت تتقلب خلية في بذرة أبيها النبي العظيم . تتقلب في أصلاب الساجدين ( 8). ومرت خلال مسيرتها بكل الأرحام الطاهرة التي اختارها الله لحضن بذرات الأنبياء وأوصيائهم .
على ضوء ما تقدم ، هل عرفنا السر الكامن وراء عقم بعض نساء الأنبياء ؟
مصطفى الهادي .

الهامش وفيه التوضيحات .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(م) مسند أحمد ، باقي مسند الأنصار ، حديث أم سلمة زوج النبي ص. الحديث رقم 25284 1-

اشتهر ابن الزبير بعداوته وحقده على بني هاشم وبالأخص على سيّدهم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمير المؤمنين عليه السلام وهذا واضح لمن راجع التاريخ وكمثال ننقل ما ذكره المسعودي في مروج الذهب ط. كتاب التحرير بتحقيق محمد محي الدين عبد الحميد ذكر في ص59 : وكان ابن الزبير عمد إلى من بمكة من بني هاشم فحصرهم في الشعب و جمع لهم حطباً عظيماً لو وقعت فيه شرارة من نار لم يسلم من الموت أحد ، وفي القوم محمد بن الحنفية.
2-الذي يؤيد القول بأن عبد الله بن الزبير كان هو الكبش الذي سوف يُذبح في الكعبة وبه تستحل حرمة البيت أنه عندما دخل على أمه قبل مقتله وقال لها : أخشى إن قتلت أن يقوم القوم بالتمثيل بي ـ طبعا وهذا يعكس لنا شخصية عبد الله بن الزبير وجبنه ـ فقالت له أمه : يا بني أن الشاة لا يهمها السلخ بعد الذبح . فأسماء كانت تعرف بالحديث الوارد عن رسول الله وأنها عرفت أن ولدها عبد الله هو الكبش ، ولكنها لم تطق قولها له فأبدلتها بالشاة . بدلا من الكبش وكان المفروض بها أن تقول له : أن الكبش لا يهمة السلخ بعد الذبح . فتمعن .
3- ذكر عمر بن شبة النميري عن مساور بن السائب أن ابن الزبير خطب أربعين يوما لا يصلى على النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم
4- وقد اعترف بذلك ابن الزبير فقال: إني لأكتم بغضكم أهل هذا البيت منذ أربعين سنة .
5- حتى أنها لم تتورع عن الطعن في شرف رسول الله ص . عندما عرض النبي ص وليده ما مارية على عائشة قائلا لها : فقال ياعائشة كيف ترين الشبه؟ فقلت .. ما أرى أنه شبهك . معرفة الصحابةللأصبهاني ج6 ص 3248 . و (المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري ج4/ص41
6 - وهو الدعاء المأثور في زيارة وارث .
7- عن معاذبن جبل أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إنّ الله خلقني وعليّاً وفاطمة والحسن والحسين من قبل أن يخلق الدنيا بسبعة آلاف عام، قلت: فأين كنتم يا رسول الله؟ قال: قدّام العرش، نسبّح الله ونحمده ونقدّسه ونمجّده، قلت: على أيّ مثال؟ قال أشباح نور، حتّى إذا أراد الله عزّوجلّ أن يخلق صورنا صيّرنا عمود نور، ثمّ قذفنا في صلب آدم، ثمّ أخرجنا إلى أصلاب الآباء وأرحام الاُمهات، ولا يصيبنا نجس الشرك، ولا سفاح الكفر، يسعد بنا قوم ويشقى بنا آخرون، فلمّا صيّرنا إلى صلب عبد المطّلب أخرج ذلك النور فشقّه نصفين، فجعل نصفه في عبدالله، ونصفه في أبي طالب، ثمّ أخرج الّذي لي إلى آمنة، والنصف إلى فاطمة بنت أسد، فأخرجتني آمنة، وأخرجت فاطمة عليّاً، ثمّ أعاد عزّوجلّ العمود إليّ فخرجت منّي فاطمة، ثمّ أعاد عزّ وجلّ العمود إلى عليّ فخرج منه الحسن والحسين _يعني من النصفين جميعاً_ فما كان من نور عليّ فصار في ولد الحسن، وما كان من نوري صار في ولد الحسين، فهو ينتقل في الأئمّة من ولده إلى يوم القيامة.
8- عن ابي الجارود قال: سألت أبا جعفر سلام الله عليه عن قوله عزّ وجلّ: «وتقلّبك في الساجدين» قال: يرى تقلّبه في أصلاب النبيين من نبيّ إلى نبيّ حتّى أخرجه من صلب أبيه من نكاح غير سفاح من لدن آدم سلام الله عليه.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى الهادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/03/02



كتابة تعليق لموضوع : السر في عقم حفصة وعائشة . ثم اسرار الأرحام الطاهرة . رحم الزهراء نموذجا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : مصطفى الهادي ، في 2012/03/03 .

حضور الأخ هادي أيده الله
تحياتي وامنياتي لكم بالتوفيق
شاكرا لك مرورك الكريم واسأل الله تعالى أن يتقبل منا جميعا .
تحياتي

• (2) - كتب : هادي ، في 2012/03/02 .

انه موضوع على درجه من الدقه في البحث الهادف لمعرفة قوانين السماء على اهل الارض




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net