الغدير ، التنصيب الثاني لعلي ع
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يحيى غالي ياسين

كلّف رسولُ الله ص وآله الأمّة بالرجوع الى علي بن ابي طالب عليه السلام وعترته في جانبين مهمين - كما يحددهما السيد محمد باقر الصدر قدس سره في احدى كلماته - ، وخصص لكل جانب من جوانب التكليف حديثاً - نصّاً نبوياً - مهمّاً ، كان هذان الحديثان مصدر ازعاج وإحراج لكل من خالفهما رغم الجهود التي بُذلت في سبيل تحريفهما لفظاً أو معنى .. !
أما الحديث الأول فهو حديث الثقلين ، وتضمّن هذا الحديث تكليف الأمّة بالرجوع الى علي بن ابي طالب وبقية العترة كرجوعهم الى القرآن الكريم ، شريعةً وفكرا ، ولهذا قرن رسول الله في هذا الحديث العترة مع القرآن ( كتاب الله وعترتي ) وجعلهما صنوان لا بفترقان ، وكل من تركهما أو احدهما فإن الضلالة مصيره .. وهذا التنصيب الأول .
أما الحديث الآخر فهو حديث الغدير ، الذي كلّف رسول الله من خلاله الأمة بالرجوع الى علي بن ابي طالب رجوع خلافة وولاية وقيادة ، ولهذا قرن صلى الله عليه واله علياً بنفسه ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه ) إشارة الى هذا التكليف المكمّل للتكليف الأول ، وكل من ترك هذا التكليف فهو مخذول من الله ورسوله .. وهذا التنصيب الثاني .
وبهذين النصَّين الشريفين كلّف رسول الله ص واله الأمّة بالرجوع الى أمير المؤمنين وعترته كرجوعهم الى رسول الله والكتاب الذي جاء به ، رجوع شريعة ورجوع ولاية ، وبهما نصّب رسول الله ص واله بأمر من السماء علياً مرتان ..
وقد يسأل سائل ، هل يمكن الالتزام في الخارج بتكليف دون آخر ، اي هل يعطي كل تكليف غرضه منفصلاً عن الاخر .. ؟ و الجواب أن الخارج نفسه أثبت عدم جدوى ذلك ، ولهذا نرى واقع المسلمين واقعاً مزرياً ومريراً ، سواء واقع من زهد بالتكليفين معاً ونقصد بهم اتباع مدرسة الخلافة ، أو من اضطرته الظروف الى الالتزام بالولاية كعقيدة ، وبالشريعة كمدرسة يرجع بها الى رأي العترة ، ولكن كل من الولاية والرجوع الشرعي يخامرهما نقص قصوري او تقصيري مما ادى الى قصور في تحقيق الغرض نفسه .. وها نحن بإنتظار من يجمع بينهما ، عجل الله فرجه ، ثبتنا الله وإياكم على ولاية علي بن ابي طالب والعترة الطاهرة ..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat