صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

قراءة انطباعية في قلم حر
علي حسين الخباز

 قسمت الكاتبة منتهى محسن كتابها ( قلم حر) الى قنوات متعددة وكل قناة فيها محتوياتها، في القناة الأولى ( دبابيس) الأسلوب الذي استخدمته هو ولوج الى أعماق المدلولات لتحقق نصوص قادرة على ايقاد جمرة المفهوم الدلالي وفي دبوسها الأول ( مدونات) تقف عند دلالة جملة ( قد يفلت القلم لسانه) ودلالة الإفلات تعني التحرر فهي تشير الى مواقع الخلل والخراب، والإنتاج المعنوي هو اطاحة نفوس اهل الفساد بينما السياق الاسلوبي يدفع الى إيجاد قوى مناوئة تعمل على اسكاته او موت معناه , ليس من اجل التفسير بل لمتابعة مستويات المهيمنة لعلاقات متنوعة منها كم الافواه / وخرس بعضها الاخر / ازهاق انفس / صولات وجولات / وإزالة مناصب واملاك وفقدان أموال , لتستمر مهيمنة التحديات بقلم يعزف نغم الحرية باوتار الاحزان وتقاسيم الجياع بالمقابل هناك الاعتقالات والعقوبات ومن ثم نزالات وخصومات ومصادرة حرية القلم يسكت برهة ثم ينطلق يوجه الضوء نحو زوايا الخلل والضوء انزياح يدخل على الارشاد القويم ( يفلت) حركّت المشهد وعضّدت رمز المواجهة , المقاومة وكل قناة لها تناص ارتكازي لمعنى ، في موضوع كلمات هناك حديث شريف ( الكلمة الطيبة صدقة) يأخذنا الواقع الاستهلالي الى سياقات دلالية نجده ولج من قوة الكلمة الى معالم رمز تاريخي هي السيدة زينب عليها السلام مستوحيا دلالة المعلومة للولوج الى بلاغة السيدة زينب عليها السلام بلا سيف او رمح زلزلت عروش الظالمين بمعول الكلمة الصادقة , استنهضت الهمم وخاطبت الوجدان واستنطقت الضمائر وتنطلق بنا الكاتبة ثانية من الواقع التاريخي الى الواقع المعاش وتدخلها ناقدة (البعض صمّوا اذانهم وذابوا تحت غطاء سماعات الاذن تطربهم كلمات الاغنية الفاجرة ويسحبهم (ساهرهم) حتى اذان الصبح , سيغطون في نومهم كالبهائم ) تتحدث عن ( البعض) الذي الغى حاسة السمع كي لا تصدمهم نصائح الاهل ولتصل الى كشفين مهمين للتقييم الأول ..
(تحولوا فجأة الى خفافيش ليل مرعبة )
التقييم الثاني ..
(جيل تهمه المظاهر لا الجوهر, ) أبقت الجوهر مفردا بينما جمعت المظاهر وكأنها كتبت بعناوين تجميلية واخر تأويلية ففي موضوع( تأوهات ) ندخل المفتتح الاستهلالي بتناص تعريفي ( المال ...سمي المال مالا لميله عن الحق) وتنطلق من محور ذاتي الى عام بموحيات دلالية فللدرهم مدلولاته الزمانية تعني البركة وللدينار والدولار اسراف بسرعة خارقة هناك ملاحظة للكاتبة تشتغل على عناوين الكلمة الواحدة بهذه القناة لتنتهي بمفردات جمع مؤنث ذات جرس موسيقي واحد (حرف الروي) (مدونات / كلمات/ تأوهات/ تحديات/ زفرات / تحذيرات / تنهدات / تشظيات / جمرات/ فضاءات / ضربات) مع تركيزنا على تناصات كل مدخل استهلالي مثل كلمة تأوهات تعني جمع الاه التي تأتي تعبيرا عن الألم والتأوه والحسرة والاسف , ونجد أيضا ان جميع هذه العناوين نكرة ليس فيها ال التعريف لتعطي معنى الشمولية وليس التخصص تبقى إشارات التأسف في ثنايا كل جمله ومقارنة (صارت الرشاوي تدعى هوية / السرقة تسمى حق / وتشتغل على تشخيصات استنباطية تقول( عرفت من خلال الأيام ان المال كلما زاد زادت شقاوة الانسان ) فالثراء هنا مقصد للمجرمين وتشخيصها الثاني تبعض المدلولات الشمولية فتقول بعض الناس يفقد توازنه امام المال وبعضهم يرمي نفسه للتهلكة لو استدعى الحال , وتشخيص الجزء الأخطر( الذين مهما سرقوا لا يشبعون ) والجميل في اغلب كتابات الكاتبة منتهى محسن تربط الخاتمة كنتيجة بالمدلول الاستهلالي في موضوع (تحديات) استثمرت الصفة بانها معادلا مرتبطا بشواهد وجدانية مثلا ( ان الصلاة المقدسة صارت بمرور الوقت مجرد لقلقة لسان) وهناك تشخيص ذكي اذ ترى ( في تمحيص المال تذوب كل الاعتبارات وترى ان الربا قد يخالط تلك الأموال , والسرقة تماشي دنيا الامال وتتلاشى من خلال تلك المعاملات الكثير من القيم والأخلاق واستشهدت بعض الصور المتناقضة في المجتمع في اغلب المظاهر يتغافل الواهي عن دينه وتبدأ الصور المتناقضة فهناك من يبيع المنكر بحجة الاسترزاق ومن يتخلى عن عفافه بحجة مواكبة العصر وفي موضوع ( زفرات ) هناك دلالة أصبحت عباءة الجدة والتي كانت عباءتين واحدة على الرأس والثانية تغطي الهامة والزفرات تجذرت في الواقع السياسي والاجتماعي وفي تشخصيها الذي عودتنا عليه في كل موضوع ،(الطموح لا يصل لحدود عباءة جدتي ويبقى الهدف الاسمى كيفية صون العرض والدين ) وقد كانت القرائن تنهض التأويل الإحالة الى تلك القرائن لها واقع دلالي ،ثمة شيوع دلالي للواقع في موضوع تحذيرات فقد كان المرتكز من التراث ( واحذروا من شيطان البيوت ) مأخوذة من قول يروى للامام علي عليه السلام (سيأتي زمان على امتي في كل بيت راية لشيطان) تنطلق منه الى فعل الانقلاب الأخلاقي عبر التلفاز ومواقع التواصل , تعاملت مع الزمن المستمر والحدث الحياتي المستمر وانعكاسات الواقع ففي مواضيع تنهدات / تشظيات / جمرات / فضاءات / ضربات , دائما هناك زمانين صورتين علاقات جديدة

بين المتنافرات ففي (تنهدات) هناك فرق بين طابور وطابور طابور للخبز وطابور للايتام وطابور للثكالى ويبقى بين الطوابير طابور الغيب المنتظر لوعد الحق الإلهي في دولته العادلة ،وفي ( تشظيات ) هموم تكبر وتتشظى وتتفاعل والنتيجة ما لها غير رضا الله ولن يصير الا بعقد القلوب على القرب الى الله وترك الدنيا من خلال تعيين الوظيفة المناسبة لكل معين استهلالي يكشف بواسطة الاشتغالات الموضوعية تعني جمرات استثمار حديث نبوي شريف ( القابض على دينه كالقابض على جمرة من النار) حديث لتصل الى تشخيص مهم ان الواقع للأسف يعني الدين بشكله لا بجوهره , تشييد فضاءات الواقع في فضاءات يأتي عبر مشاهد الانتخابات لتعطينا تشخيص دلالي مهم هو بان الانسان قابل للتراجع والسقوط للأسف وفي موضوع ( ضربات) هناك موروث ديني قوة الفاس المقدسة التي علقها نبي الله إبراهيم على رأس كبير الاصنام في معبد الشرك , تفاعل دلالة الضربة تعمق الإحساس بقوة الضربة التي وجهت للاصنام وكان القصد منها هو تهديم العقول المتحجرة، بما توالد من احتياج لمثل هذه الضربة اجتماعيا فهناك من يحتاجون الى فأس تهوي على رؤوسهم تذكرهم بالوعد الإلهي نتيجة بطشهم وتعنتهم المقيت , تبدأ بدراسة الهفوات الاجتماعية التي سقط فيها المجتمع فتضع سؤالا مهما اعتبره جزء من التشخصيات التي ابدعت فيها الكاتبة ترى ايهما نحتاج في عصرنا هناك اكثر فأس إبراهيم الخليل عليه السلام ام كلمات الوعد والوعيد


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/07/22



كتابة تعليق لموضوع : قراءة انطباعية في قلم حر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net