صفحة الكاتب : اسعد عبدالله عبدعلي

متى تعود لشوارعنا مصلحة نقل الركاب
اسعد عبدالله عبدعلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 ذاكرة ايام الحصار ممتلئة بالأحزان والصور المتعبة, كانت ايام هي الاصعب التي مر بها الشعب العراقي, عندما أعود بالذاكرة لعام 1996 حيث كنا نعمل مع العم  أبو رياض في سوق بغداد الجديدة, أنا وحسن وحيدر وناجي, وكانت وسيلة التنقل لأغلب الناس هي باص المصلحة, ذات اللون الأحمر, التي تنقل الناس بأجور رمزية, كانت العون الكبير لنا ولفئة واسعة, وكانت خطوط مصلحة نقل الركاب تصل للإطراف, فمازلت أتذكر باص المصلحة ذات الرقم 117 تنقلنا من بغداد الجديدة الى منطقة المعامل, وهي تعمل بخطوط متناوبة ومن الصباح والى المساء, مما أعان الطلاب والموظفين والكسبة والعمال.

بعد زوال الطاغية حلمنا كثيرا بحياة افضل, وان تكون هناك خطوط نقل بتوقيتات ثابتة وبأجور رمزية, لتنقذ الناس من جحيم أجور النقل, التي تشكل عبئ كبير على الفئة محدودة الدخل, واحيانا كنا نتمادى بالحلم فنحلم بخطوط مترو تصل بنا الى كل مكان في العراق وبأجور رمزية, لكن مع تقادم سنوات عهد الديمقراطية, تبخرت الأحلام وتحولت لكوابيس, فحتى حافلات نقل الركاب التي كانت متوفرة في عهد الطاغية, تم الغاء خطوطها التي تتجه للمناطق الفقيرة, كسياسة حكومية محكمة لسحق الفقراء والبسطاء.

·       مناطق اطراف بغداد والحاجة للمصلحة

تعتبر المناطق من حي ألعبيدي وحي البتول وحي النصر والرشاد والعماري وصولا للمعامل, من الإحياء الفقيرة وذات الكثافة السكانية, وكان أهلها ينتظرون الفرج بزوال صدام وحكمه وان تنصفهم الحكومات الجديدة, لكن مع الأسف تبخرت الأحلام, ولم تحقق هذا الحكومات المتعاقبة شي مهم, بسبب الإهمال والفساد, فقط تهتم الطبقة الحاكمة بأصوات هذه الإحياء, فتكثر زياراتها في موسم الانتخابات للضحك على الناس, وبعدها يختفون الى الانتخابات اللاحقة.

من أهم ما يعاني منه الناس أجور النقل الأهلي المرتفعة, لذا كان على الحكومة توفير حافلات نقل الركاب لهذه المناطق المعدومة, بدل من توفيرها في المنصور والكرخ واليرموك والخضراء, تلك المناطق التي تسكنها ذات الأغلبية المترفة, فهل من العدل توفير الخدمات للمناطق الأغنياء! وإهمال الخدمات عن المناطق المحتاجة, انه تكبر ونفاق, بل هو تسافل ما بعده تسافل, وهي عودة لنهج صدام اللعين.

 

·       العمال يحتاجون خطوط نقل بأجور رمزية

من مناطق الإطراف ينطلق ألاف العمال يوميا نحو أعمالهم, وهم يتحصلون على أجور يومية بالكاد تجعلهم مستمرين بالعيش, وكان في زمن الطغاة تواجد خطوط نقل "مصلحة نقل الركاب" من الباب الشرقي الى بغداد الجديدة, وخط أخر من بغداد الجديدة الى المعامل, أي يصبح ذهابهم وإيابهم بأجور رمزية تمكنهم بتوفير بعض أجور عملهم اليومي, لكن هذه الخطوط اختفت في زمن العهر السياسي, مع أننا كنا نطمح بشكل خدمات اكبر, لكن حتى القليل الذي كان متوفر في عهد الطاغية تبخر أيضا في عهد الديمقراطية.

لا اعلم هل أن الحكم بكل أنواعه الدكتاتوري والديمقراطي متفق على سحق الفقراء, أم هو جهل بطرق الحكم, وهذا يحدث عندما يصل الصعاليك وأبناء الزنا لكرسي الحكم, فيفعلون كل قبيح, ويعمدون للضغط المستمر على الطبقة محدودة الدخل والفقراء, حيث يعاملونهم كعبيد ليس الا.

 

·       اخيراً

ننتظر من الحكومة الحالية ان تلتفت الى هذا الامر, وتساعد في رفع الضغط عن محدودي الدخل والكسبة والفقراء.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبدالله عبدعلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/07/18



كتابة تعليق لموضوع : متى تعود لشوارعنا مصلحة نقل الركاب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net