في القرن الثامن الهجري وفي أيّام سيطرة المغول على ايران وما فعلوه بالشعب الايراني من ظلم وإذلال وابادة جماعية .. وفي الوقت الذي رضي به علماء الدين الذين يمثلون مذهب السنة و الجماعة في العمل تحت إمرة حكام المغول الذين أشهروا وقتئذ اسلامهم في الظاهر في الوقت الذي ساروا به على هوى جنگيزخان بإتجاه تدمير الإسلام اخلاقياً واجتماعياً وفكريا .. انبرى في هذه الأجواء رجل دين - من ابناء السنة والجماعة - وقرر الدخول في خط المواجهة ولكن بعد أن يطّلع بنفسه على كل المدارس الفكرية القائمة في وقته لعله يجد فيها طريقاً للنجاة والتحرر ، وأسمه ( الشيخ خليفة ) ..
بدأ بمدرسة ( الزهد ) فإلتحق برجل زاهد يقال له ( بالو ) ، الّا أنه سرعان ما اكتشف أن الزهد عنده عبارة عن : سكوت في مقابل الظلم ..!
أعرض عن ( بالو ) ومدرسة الزهد عنده وانتقل بعدها الى مدرسة ( التصوّف ) ، وتوجه تحديداً الى مدينة سمنان حيث يوجد ( ركن الدين عماد الدولة ) الذي ذاع صيت عرفانه وتصوّفه ، الّا أنه واجه خيبة أمل جديدة ، حيث وجد التصوّف عنده يعني : هروباً من مواجهة الواقع وتنصّلاً عن تحمّل المسؤولية ..
تركه وانتقل الى مدرسة ( الفقه ) ، الى شيخ الاسلام والامام غياث الدين هبة الله الحموي القاطن في ( بحر آباد ) ، لينتهل منه أحكام الدين وفق مذاهب أهل السنة لعله يصل الى ينبوع الحقيقة ..! ، ولكنه وجد ان الفقيه يتوفر على ألف مسألة شرعية في آداب التخلّي دون أن يقدّم مسألة واحدة وحكماً شرعياً واحداً يتعلق بمصير الأمة والبلاد ..!
سخط الشيخ خليفة على إسلام السلطة وأعلن رفضه لكل تلك الأطر وقرر اختيار مذهب الرفض والشهادة " إسلام علي " . قدم الى سبزوار واستقر في جامع المدينة وبدأ بالوعظ والإرشاد واستطاع أن يجمع الناس حوله وأصبح له موضع ومركز قوّة .. وهنا بدأ الدور التقليدي لوعاظ السلاطين وبدأوا يروّجون الاشاعات : هذا الشيخ يتكلم في المسجد بأمور الدنيا - هذا الشيخ يشوش على عقائد الناس ...
استطاع ذيول السلطة أن يحصلوا على فتوى ذبح مع حكم السلطان .. جاء الناس لإستماع محاضراته كالعادة فوجدوه مقتولاً في باحة المسجد ..!!
الا أنه سرعان ما نهض تلميذه وأسمه ( الشيخ حسن الجوري ) بأعباء الأمر ، أعلن التعبئة العامة وقامت الثورة التي عمّت كل ايران معلنةً رفض كل من : الاستعمار الخارجي والاستحمار الداخلي .. وكانت هذه آخر ثورة علوية قبل التشيّع الصفوي الذي جاء بعدها بمائة عام ..
القصة أخذتها - مع التصرف وإعادة الكتابة - من كتاب التشيع العلوي والتشيع الصفوي لعلي شريعتي ..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat