صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

الشيخ خليفة
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في القرن الثامن الهجري وفي أيّام سيطرة المغول على ايران وما فعلوه بالشعب الايراني من ظلم وإذلال وابادة جماعية .. وفي الوقت الذي رضي به علماء الدين الذين يمثلون مذهب السنة و الجماعة في العمل تحت إمرة حكام المغول الذين أشهروا وقتئذ اسلامهم في الظاهر في الوقت الذي ساروا به على هوى جنگيزخان بإتجاه تدمير الإسلام اخلاقياً واجتماعياً وفكريا .. انبرى في هذه الأجواء رجل دين - من ابناء السنة والجماعة - وقرر الدخول في خط المواجهة ولكن بعد أن يطّلع بنفسه على كل المدارس الفكرية القائمة في وقته لعله يجد فيها طريقاً للنجاة والتحرر ، وأسمه ( الشيخ خليفة ) ..

بدأ بمدرسة ( الزهد ) فإلتحق برجل زاهد يقال له ( بالو ) ، الّا أنه سرعان ما اكتشف أن الزهد عنده عبارة عن : سكوت في مقابل الظلم ..!

أعرض عن ( بالو ) ومدرسة الزهد عنده وانتقل بعدها الى مدرسة ( التصوّف ) ، وتوجه تحديداً الى مدينة سمنان حيث يوجد ( ركن الدين عماد الدولة ) الذي ذاع صيت عرفانه وتصوّفه ، الّا أنه واجه خيبة أمل جديدة ، حيث وجد التصوّف عنده يعني : هروباً من مواجهة الواقع وتنصّلاً عن تحمّل المسؤولية ..

تركه وانتقل الى مدرسة ( الفقه ) ، الى شيخ الاسلام والامام غياث الدين هبة الله الحموي القاطن في ( بحر آباد ) ، لينتهل منه أحكام الدين وفق مذاهب أهل السنة لعله يصل الى ينبوع الحقيقة ..! ، ولكنه وجد ان الفقيه يتوفر على ألف مسألة شرعية في آداب التخلّي دون أن يقدّم مسألة واحدة وحكماً شرعياً واحداً يتعلق بمصير الأمة والبلاد ..!

سخط الشيخ خليفة على إسلام السلطة وأعلن رفضه لكل تلك الأطر وقرر اختيار مذهب الرفض والشهادة " إسلام علي " . قدم الى سبزوار واستقر في جامع المدينة وبدأ بالوعظ والإرشاد واستطاع أن يجمع الناس حوله وأصبح له موضع ومركز قوّة .. وهنا بدأ الدور التقليدي لوعاظ السلاطين وبدأوا يروّجون الاشاعات : هذا الشيخ يتكلم في المسجد بأمور الدنيا - هذا الشيخ يشوش على عقائد الناس ...

استطاع ذيول السلطة أن يحصلوا على فتوى ذبح مع حكم السلطان .. جاء الناس لإستماع محاضراته كالعادة فوجدوه مقتولاً في باحة المسجد ..!!

الا أنه سرعان ما نهض تلميذه وأسمه ( الشيخ حسن الجوري ) بأعباء الأمر ، أعلن التعبئة العامة وقامت الثورة التي عمّت كل ايران معلنةً رفض كل من : الاستعمار الخارجي والاستحمار الداخلي .. وكانت هذه آخر ثورة علوية قبل التشيّع الصفوي الذي جاء بعدها بمائة عام ..

القصة أخذتها - مع التصرف وإعادة الكتابة - من كتاب التشيع العلوي والتشيع الصفوي لعلي شريعتي ..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/06/26



كتابة تعليق لموضوع : الشيخ خليفة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net