صفحة الكاتب : فاروق الجنابي

الشعب العراقي من فايروس المحاصصة الطائفية الى وباء محاصصة السحر والشعوذة
فاروق الجنابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

منذ ان وجد الانسان نفسه محاطا بآفة الفقروظنك العيش ومحكوما بحزمة الاعراف المجتمعية ونواميس السلوك الروحاني الذي نجده غالبا ماينشأ في مجتمعات نامية يسودها التخلف ويعشعش في فضاءاتها الجهل وتزدهرفي ربوعها الشعوذة ويتعاضم في عليائها السحرلتجعل من ذلك الانسان اسيرا لادواتها الى الدرجة التي لم تترك امامه خيارا سوى اللجوء للسحرة كمن يضطر الى الحرمات غير باغ ،ليتخذها سبيلا يلوذ به عندما يشتد وطيس الحياة وتتشابك بوجهه حلقات الفرج وتتحالك في خلوته عتمة الليل،وتفترسه اشباح الظنون لتلقيه في متاهة البحث عن ذاته المفقود ولو في حدود الخرافة وطقوس الخيال كونها بالاصل لاتلتقي مع الواقع في ادنى حدود العقلانية والمنطق بل تتناغم مع العواطف البشرية لتنسج آمالا في مديات الذهن تكون أوهن من بيت العنكبوت وليكون الانسان ضحية لهذا السلوك الغير سوي ولتبقيه بين مطرقة الجهل وسندان (فتاحي الفال) وما دعاني الى البحث عن فصول هذه القضية انها اصبحت آفة مجتمعية تنخر في منظومة الفكر الانساني وتُخلط في رحابهاالامور لتعيد الانسان الى عصر ماقبل النهضة الفكرية المشرقة التي تبناها الاسلام ورعتها الانسانية وتواكبها عصرنة الحداثة المعلوماتيةوالتطور العلمي ،فليس غريبا ان نعيش عصر الانتعاش السياسي التوافقي ، عصرالمحاصصة الطائفية والولاء الحزبي ،عصرالتفكك المؤسساتي وانهيار البناء الوطني الذي طالت فايروساته جميع اركان الدولة العراقية ،ولكن الغرابة ان تتجاوز فايروسات المحاصصة وبكتيريا الولاءات مساحة السياسة والطائفة والعرق والحزب لتنتقل الى (فتاحي الفال) (المشعوذين والسحرة والدجالين)فبالامس القريب اصدر الفوال ابو علي الشيباني (مرسومه السحري) معلنا استعداده لاستقبال مجاميع المرضى وفقا للمحاصصة التي اوردها في (مرسومه العاجل)و(قسمته الفلكية )(خمسة مرضى من مقلدي السيد السيستاني ،وخمسة من اتباع السيد الحكيم ،وخمسة من اتباع السيد اليعقوبي ،وخمسة من اتباع السيد مقتدى الصدر،وخمسة من اتباع السيدالمدرسي ،وخمسة من اتباع الشيخ محمد اسحاق الفياض )باشتراط ختم العلماء الاجلاء لتتم معالجتهم بتكنولوجيا الخرافة السحرية على نفقة السيد الشيباني وتكون نفقات الاقامة على مضاربه الروحانية ،والاكثر غرابة ان سماحة (فتاح الفال)الديمقراطي التعددي الاتحادي  لم يتطرق الى باقي المكونات التي يتكون منها النسيج المجتمعي العراقي كاخوتنا العرب السنة واحبتناالكرد وشركائنا في الله والوطن المسيح والتركمان والصابئة وغيرهم ،معتقدا ان هذا النداء سيضيف لرصيده البائس سيلا من الترحاب لدى السادة العلماء الذين اورد الفوال اسمائهم ،متجاهلا ان تكليفهم الشرعة والاخلاقي يتجاوز حدود الطائفة ليرتقي الى حدود رعية الانسانية التي تستوطن ضمن مديات ذلك التكليف ، لكنه كان يبتغي من خلال هذا النداء الاعتراف الضمني باعماله التنجيمية التي تتقاطع في اصلها مع المفهوم القرآني وحيث ان المعالجة بالقرآن لاتعني تظليل الناس بالبدع والخرافات والشعوذة من اجل ان يقع بسطاء الناس في شباك هؤلاء المحتالين ويكونوا ضحايا تبتزهم هذه العصابات وتسلب اموالهم بطرق احتيالية ،وكان المدعو ابو علي الشيباني احد امهر هؤلاء السحرة واكثرهم قدرة على ايصال رسالته الى عواطف الناس بطرق مخابراتية سلسة  ،كيف لا وهو صاحب التوقيتات المشبوهة في تظليل الرأي العام بان المسؤول الفلاني سيقتل في السنة الفلانية كذا والمسؤول الاخر سيقتل في السنة كذا ،وآخر صيحاته في هذا الصدد تنبؤه باغتيال احد المسؤولين الكبار في العراق في السنة القادمة ؟ نحن ندرك تماما ان مالك الغيب والساعة هو الله ؟واذا كانت النفس لاتعلم باي ارض تموت وماتكسب لغدها ! فكيف لدجال لم يتجاوز تعليمة سوى فك الرموز ان يعلم بمقتل مسؤولين من الوزن الثقيل ،نحن نعتقد جازمين ان خلف هذا الفوال الديمقراطي هالة من الجهد المخابراتي والاجندة السياسية لدول لها السطوة في اختلاق ما يتناسب ومصالحها القومية والاقتصادية التي تستطيع من خلاله تجسيد اعمالها  من تصفيات جسدية لخصومها بطريقة هوليودية باجادة الادوار يجيد ابطالها جميع ادوارهم بحنكة متناهية في الدقة حبكتها اجهزتهم المخابراتية لتنطوي على الكثير من العقول التي لاتفقه في حياتها سوى الاكل والشرب ولابعاد الشبهات عنها عند تصفية اولئك الخصوم وادخال ذلك الفعل في منظومة التنجيم الروحاني وربطها بالقدرية التي وضعوا لها حجر الاساس لينسبوها الى القدرية الالهية وهي منها براء  ،مثلما نعتقد وبذات القدر من الجزم ان هؤلاء تجاوزوا بؤرا للفساد المالي والاخلاقي والاجتماعي ليكونوا احد اهم حواضن الارهاب النفسي الذي يجرد الانسان من ذاته البشرية حتى يجعلوه اسيرا لافعالهم المشبوهة  هؤلاء السحرة الذين يستنزفون اموال الناس بهذه الطرق الاحتيالية ليلقوهم في متاهة الضياع دون وازع من ضمير ولارادع من سلطة نتمنى ان يدرك هؤلاء الحثالة من السحَرة َوالدجالين ان الارواح القديسة التي ازهقوها بسحرهم والاجساد الطهورة التي نهشتها اعمالهم ستقف ندا عنيد لهم يوم لاينفع مالا ولابنون يوم يفر المرأمن ابيه فاسلام هو الدين الذي يتساوى الناس في  رحابه بالحقوق والواجبات ولايفرق بينهم الابالعطاء والتقوى والصبر كل الصبر لشعبنا الذي القت به الاقدار من فايرس المحاصصة الطائفية والسياسية الى وباء محاصصة السحر والشعوذة والله من وراء القصد                 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فاروق الجنابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/02/28



كتابة تعليق لموضوع : الشعب العراقي من فايروس المحاصصة الطائفية الى وباء محاصصة السحر والشعوذة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net