لماذا يُخطّئ الدين سائر الاعتقادات والافكار الأخرى؟ السيد محمد باقر السيستاني يجيب.

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لماذا يُخطّئ الدين سائر الاعتقادات والافكار الأخرى المختلفة عنه بنحو جازم؟
لماذا لا يثقّف الدين أهله على أن يعتقدوا بأن عقيدتهم صواب يحتمل الخطأ، وعقيدة الآخرين خطأ يحتمل الصواب؟
ألم يكن في هذه الحالة أساساً متيناً للسلم الاجتماعي؟

آية الله السيد محمد باقر السيستاني حفظه الله يجيب :

💠 [الجواب عن ذلك:]

"من الطبيعيّ في الدين بعد افتراض حقّانيّته أن يوجّه الناس توجيهاً جازماً إلى أصول تلك الحقائق، ويمنع من العقائد المصطنعة والمجعولة والمبتدعة واتّباعها، فتلك ضرورة معرفيّة وتربويّة في مقام توجيه الناس، وليس من المتوقَّع أن يذعن الدين في خطابه وتعاليمه بكلّ طريقة واعتقاد حتّى يتفنّن الناس في جعل عقائد يبتدعونها ويكونون رأساً في الدعوة إليها، أو أن يثقّف الناس على أن يحتملوا الخطأ فيما يبلّغه الدين أو الصواب في ما يكون ضدّ ذلك؛ فإنّ ذلك أدعى للخطأ والتفرقة.
بل من شأن الدين أن يدعو إلى البحث الجادّ عن الحقيقة ثمّ الإيمان الجازم بها كما هو شأن العقلاء في سائر الحقائق التي يشهدونها مثل التعليمات المتضمّنة لقواعد السلوك الصحيح والصائب في مختلف نواحي الحياة.

وأما السلم الاجتماعي العادل فهو من جملة وصايا الدين وأصول تعاليمه، ولم يخرج عنه إلا في حالات استثنائية رعايةً لمقتضيات عادلة وحكيمة [وقد ذُكر ذلك بشيء من التفصيل في محور (الدين والعدالة) من هذا الكتاب].
وأما الشحناء والبغضاء بين الناس فلم يسبّبه الدين ولكن سبّبته مزاجيّات الإنسان واستغلاله للدين لإشباعها، أو إهماله وتفريطه في البحث عن الحقيقة، أو إمعانه في مضادّتها، وإنّ سوء استغلال أيّة حقيقة أو تعليم لا يقتضي التقاعس عن بيانها ولا الإعراض عن ذكر صوابها ما دام أنّ سنن الحياة وحقائقها لن تتغيّر في جميع الأحوال، فهي صائرة إلى غاياتها سائرة إلى نهاياتها".

المصدر: (اتجاه الدين في مناحي الحياة، ص١٢٢).
✍🏻: السيد محمد باقر السيستاني.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/06/25



كتابة تعليق لموضوع : لماذا يُخطّئ الدين سائر الاعتقادات والافكار الأخرى؟ السيد محمد باقر السيستاني يجيب.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net