الشاعر سليم البياتي من الشعراء الحسينين، شاعر معروف في كربلاء وله شهرة واسعة بكتابة القصائد الحسينية ،كتابة المستهلات (الردات) التي كانت ولاتزال تعتبر منطلقا ولائيا مهما ومظهرا من مظاهر الطقس العاشورائي، له تأثر واضح بالشاعر المرحوم الحاج كاظم المنظور ، حاول الشاعر سليم البياتي كسر حاجز الالتصاق بتجربة المنظور الشعرية من خلال القراءة المثقفة والوعي المثابر ، اختط لنفسه سبيلا منفردا رغم قرب المسافة، أن القصدية بهذا التقرب كان مفهوما مدروسا ارتكز عليه الشاعر البياتي وهو يتابع تجربة الجيل الذي سبقه من الشعراء مثل ( كاظم الطيار، شيخ كريم، محمد علي الطرشتي، علي أكبر الفراتي) نلاحظ أيضا تأثره الواضح من حيث الوعي النغمي باستاذه وخاله المرحوم (كاظم البناء)، وعايش الشاعر البياتي جيله الشعري أمثال الشاعر ( محمد حمزة الرادود، والشاعر الحسيني عودة ضاحي التميمي، الحاج عبد الزهرة السراج) وكان الشاعر البياتي يختص بالقائيات موكبين من مواكب كربلاء المهمة (موكب باب الطاق) محل سكناه و(موكب الصياغ) أبناء مهنته ،أول قصيدة كتبها كانت (دم أبو السجاد سال بكربله) قرأها له الرادود الحسيني المرحوم (مهدي الأموي) عام 1961 ، ومن ثم قرأها له عدد من الرواديد، انطلقت بعدها قصائده لتقرأ في جميع انحاء العراق وقرأت في أغلب دول الخليج ـــ الكويت ـــ البحرين ــــ السعودية ـــ سوريا ـــ ايران وليقرأ له أغلب الرواد الحسينين في العالم الاسلامي، يرى الشاعر البياتي أن هناك تطورا واضحا في البنية الشعرية العامة أثربتطور بنية القصيدة الحسينية لكن الحاصل العام هو كثرة الشعراء الحسينين مع ضعف الانتاج الكلي لضعف الامكانية الثقافية لمعظم الشعراء وعدم سعيهم الجاد للقراءة والاطلاع على تجارب الغير والاستفادة من هذا التنوع، و كثرة المواكب التي يرتبط قسم منها في اسم المحلة أو الطرف والقسم الاخر يرتبط بنوعية المهنة التي يمثلها اسم الموكب، وهذا الكم الهائل كشف لنا الكثير من التباينات بين التجارب وتلك حسنة ، لكن المقلق فيها هو المأخذ التطريبي الذي بدأ يختلف عن تجارب السابقين ،شاعر الجيل الاسبق كان يحاول تغيير ملامح المصدر اللحني وهذه القوة يراها الشاعر البياتي بحاجة إلى ثقافة وادراك عال ،هي ليست صدفة أو عملية اعتباطية ـ المواكب الان من حيث الهتافات الحسينية الموالية ( المستهلات) اخذت بطبيعة الحال جانب الضعف لعدة اسباب وهي قلة الخبرة عند الشباب الذي حرم من ممارسة مثل هذه الطقوس لعدة عقود وتعب الشيوخ من كبار السن، لا بد من اندماج مثمر بين حماس الشباب وبين خبرة كبار السن وهم البركة في إدارة الصوت الجماعي وللأسف بتنا نرى هناك ارتكاز واضح على الالحان الخفيفة التي لايستسيغها الجيل الاقدم، ولا هي أساسا تليق بالمواكب الحسينية وبتمثيل موكب سيد الشهداء الحسين (عليه السلام) ولذك فقدنا القشعريرة التي كانت تنتابنا كلما نستمع إلى المرحوم الحاج (حمزة الصغير) إذا يرى الشاعر البياتي أن وروده للمقامات الغير متداولة ومن زوايا بعيدة من أجل عدم كشف الاوراق اللحنية التي تميزت بها الساحة الشعرية الان، ويبقى لنا أرشيف الشاعر سليم البياتي الذي قال عنه الشاعر المرحوم الحاج كاظم المنظور كما هو مثبت في ترشيحه لما بعد زمن المنظور وأجاز له وللشاعر (محمد حمزة) التصرف في قصائده ويرى البياتي أن هناك الكثير من الشعراء يموتون حين يموتون وهناك من الشعراء يولدون في قصائدهم بعد الرحيل، وأخيرا نتمنى لجميع الشعراء الحسينين الموفقية لهذه الخدمة الجليلة، رحم الله من قرأ سورة الفاتحة
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat