صفحة الكاتب : رحمن علي الفياض

زمن القوارض والجرذان .
رحمن علي الفياض

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ليس كل جرذ هو "ميكي ماوس" ذلك الذي أضحكنا لسنوات، ورسم البسمة على شفاه طفولتنا، ففي كل مرة يطل فيها علينا ننتظر الجديد منه، ورغم أنها قد تكون بعض الأحيان قاتلة وخلفها أهدافها وأجندات خارجية، وهذه حقيقة تكشفت لدينا مع مرور الزمن.

مع حلول الليل وارتداء السماء لونها الأسود، وسكون الناس وخلودها إلى منازلها ، تنتشر الجرذان في الشوارع والمدن وتهدد سكانها فتجدها تعيث فسادا في الأرض، تخطف وتسرق وتخرب وتنشر الأمراض، ومع بزوغ فجر الصباح تختفي عن الأنظار وهي تتمسك بكل شيء تحصل عليه حتي و أن كان ملوثا بالقاذورات.

تلك جرذان الأنفاق ومجاري التصريف.. اما اليوم فلدينا جرذان وأبناء عمهم الفئران ينتشرون في المدن والساحات مرتدين أفخم الملابس ويتجولون في الأسواق بكل أريحية بمرأى ومسمع من الناس والقوات الأمنية، فسيطروا على ممتلكات الناس ومصادر ارزاقهم، وعطلوا الحياة في بعض المحافظات وأصبحوا نجوما في مواقع التواصل الأجتماعي لهم من المتابعين الأف من الناس.

هذه الفئة من القوارض أصبحت تظهر في وسائل الإعلام تتحدث بكل حرية وتطالب بحقوقها في العيش الكريم، والأدهى من ذلك أصبحت تضغط على مراكز القرار وترتبط بعلاقات واسعة مع القوات الأمنية فهم يصولون ويجولون أمام مرأى منهم، فبعد إن كانت لا تظهر إلا في الظلام أصبحت تظهر بوضح النهار بلا خوف لاسيما أن رفع هذا الجرذ راية المطالبة بالحقوق المسلوبة للقوارض .

لن نستغرب اذا شاهدنا جرذا قد تقلد منصبا رفيعا في الحكومة لاحقا، فقد أصبح يملك المال والإعلام والقوة التي تأهله لذلك.. فهو يملك جيشا من القوارض المسلحة التي لها القدرة على القتل والتهديد والضغط، على الرأي العام وقد يكون لدية تأثير على مراكز القرار الدولي والأمم المتحدة.

الحكومة هي من تتحمل المسؤلية اولأ عندما سمحت بوجود جحور وثغور، لتلك القوارض ولم تبدأ بمكافحاتها وتخليص الناس منها ومن أثارها، فالمبيدات التقليدية أصبحت لاتجدي نفعا معها..

نحن أيضا يقع على عاتقنا الكثير عندما جاملنا على حساب حياتنا تلك الجرذان، فسمحنا لها بالتجوال والظهور في وسائل التواصل الأجتماعي وقد نكون قد روجنا لهم في بعض الأحيان من باب التعاطف مع حقوق الحيوان.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رحمن علي الفياض
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/06/08



كتابة تعليق لموضوع : زمن القوارض والجرذان .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net