(اختلاف أحكام الرجل والمرأة في التشريع الديني) من محاضرات السيد محمد باقر السيستاني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أسئلة حول منهج التثبت في الدين (٣) ▪️
س - كيف يكون اختلاف أحكام الرجل والمرأة في التشريع الديني من العدل رغم عدم التسوية بينهما؟
ج - إنّ الرؤية الدينية ترى أنّ الرجل والمرأة ليسا متساويين ومتماثلين في الخلق تماماً، بل إن كلاً منهما يؤدي دوراً مختلفاً ومكملاً لدور الآخر، وتكون نتيجة مثل هذا التفاوت أن تختلف المهام والوظائف المنوطة بهما ـ والمتمثلة في ثوابت الأحكام الشرعية في حقهما ـ.
وإنما يُفسد الأمر ويهيج المشاعر تعسف الرجل في استعمال حقه، أو سعي المرأة إلى التماثل مع الرجل في خصائصه، من غير تقدير كون هذا الاختلاف ناتجاً عن تفاوت طبيعي بين الجنسين.
كما أن المرأة ــ لظرافة تكوينها وعمق عاطفتها ــ تكون أكثر تضرّراً من الرجل بالمظاهر غير العفيفة والحوادث التي تستتبعها ـ كما يُنبّه عليه الاطلاع على الواقع الاجتماعي ـ، وكأنّ هذا المعنى ملحوظ لتشريع الحجاب في حقها.
وهذا التفاوت على الإجمال أمر ظاهر وفطري، ومن ثم يكون الاهتمام بمراعاة الفتيات لمقتضيات العفاف أكثر.
ولذلك نجد أن كثيراً من الآباء والأمهات حتى في البلاد الغربية يشعرون بحرص أكثر على عفاف فتياتهم بالقياس إلى الفتيان، وإن كانت الثقافة السائدة في تلك البلاد لا تساعد على رعاية أمثال ذلك.
ومع ذلك، لا شك أنّ هناك ظلماً تتعرض له المرأة بعنوان الأعراف القبلية أو المآرب الشخصية لبعض الرجال، وقد يتفق العكس، ولكن المنظور الديني لا ينطلق من التنقيص ولا من السيطرة بل من منطلق وجود تفاوت في التكوين البدني والنفسي؛ بما يؤدي إلى اختلاف الدور الأسري والاجتماعي المنوط بالطرفين.
المصدر أضغط هنا
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat