كشف المقامات العليه بلسان سيدالبريه
الشيخ صادق الحاج احمد الدجيلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 حينما نريد أن نعرف انسان رجل او امرأة صغير ام كبير شاب او شيخ او كهل معرفة دينية واجتماعية واقتصادية وسياسية وغيرها ما علينا الا الرجوع الى الميزان الذي وضعة الله لنا و الأمانة التي خلفها فينا رسوله صلى الله عليه واله وسلم وهو القران والعترة فنرى التزامة وتطبيقة وعملة بالقران وتعاليم النبي والعترة صلوات الله عليهم اجمعين فيظهر لنا رتبته وقربه من الله ورسوله واله صلوات الله عليهم اجمعين 

ولمعرفة ام المؤمنين خديجة عليها السلام بميزان القرآن الكريم والنبي والعترة صلوات الله عليهم اجمعين  
حيث روي عن عائشة  قالت : استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله صلى الله عليه وآله ، فعرف استيذان خديجة ، فارتاع لذلك ، فقال " اللهم هالة " قالت : فغرت ، فقلت : ما تذكر من عجوز من عجايز قريش ، حمراء الشدقين ، هلكت في الدهر قد أبدلك الله خيرا منها ! ؟ وفي مسند أحمد بعد هذا: " فتغير وجه رسول الله تغيرا ما كنت أراه إلا عند نزول الوحي أو عند المخيلة حتى ينزل، أرحمة هو أم عذاب (مسند أحمد، ج/٦،ص١٥٠)  
   وفي رواية  قال لها : " ما أبدلني الله خيرا منها ، قد آمنت بي إذ كفر بي الناس ، وصدقتني إذ كذبني الناس ، وواستني بمالها إذ حرمني الناس ،  ورزقني الله عزوجل  ولدها إذ حرمني أولاد النساء " انتهى   (مسند احمد،ج/٦،ص/١١٧)

      هنا خمسة اوسمة , انحلها الرسول الاكرم صلى الله تعالى عليه واله  , لامنا الكريمة ,خديجة بنت خوليد سلام الله تعالى عليها, 
   المقام الاول : ويسمى مقام الخير
قوله, صل الله تعالى عليه واله (...ما ابدلني الله خير منها...) ,: 
يقابله قوله تعالى ,   (   وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (البقرة/110)(   والآية التي تؤكد نفس المعنى , وتذكر نفس الوسام , (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ ۖ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (البقرة/215)(    وكذلك اية اخرى , (وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (الانعام/17)
     المقام الثاني   :    مقام الايمان ,
      ويستشف من , قوله صل الله تعالى عليه واله : (وأمنت بي ...) وله من القرآن الكريم ما يقابله , في الايات المباركة ,:( رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ۚ رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (ال عمران/193)(    واية اخرى , بنفس الدلالة , ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (البقرة/285)  ,

 المقام الثالث : مقام التصديق :
    وهذا يظهر من قوله صلى الله تعالى عليه واله , ( وصدقتني اذ كذبني الناس  ...) وبهذا المعنى من الايات , (   لَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ) (البقرة/١٠١) والآية الاخرى , (وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ)(ال عمران/٥٠) واية اخرى في نفس المعنى( ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ ۚ)  (  ال عمران/٨١)
المقام الرابع: المواساة بالمال:
 وهذا يظهر جليا في قوله, صلى الله تعالى عليه واله, (... وواستني بمالها إذ حرمني الناس...)
     والايات التي تتحدث عن هذا الوسام , (لَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ (الليل /18)(  ,  والاخرى , (  الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (البقرة/3)(  , والاية التي تصب في نفس المعنى (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ)  (فاطر/٢٩ )
  المقام الخامس: مقام الرزق: 
      وهذا يستفاد من قول الحبيب المصطفى صلى الله تعالى عليه واله , (ورزقني الله عزوجل ولدها إذ حرمني أولاد النساء)
     وهناك شواهد له في الكتاب العزيز , نذكر منها على سبيل الاختصار , لا الحصر , (قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ ۚ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ )(الأنعام/١٤٠) وفي هذه الاية , تبين ان الولد رزق من الله تعالى , وهناك ايضا اية اخرى تتحدث على ان الرزق هو من عند الله تعالى , مثل : (  قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ على بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ ) (هود/٨٨) وهنا الاية تتحدث ان الله تعالى رزق النبي الاكرم ضلى الله تعالى عليه واله , رزقا , ثم انه وصفه بالحسن 
     وفي الرواية يقول, (رزقني الله عز وجل ولدها...) فإذن هذا المقام يشير بابي هو وامي الها صراحة.
 واية اخرى  تتحدث عن ان الله تعالى هو يقدر الرزق (اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ )(العنكبوت/٦٢)

المقام السادس: مقام السلام,
  وقد افردناه وجعلنا ختامها مسك بهذا المقام الرفيع , وكل مقامتها كذلك سلام الله تعالى عليها .
    وهذا يذكر في الرواية التي رويت عن ابي هريرة , 
       أخرج البخاري في صحيحه ( ص٢١٠) ، في باب غيرة النساء من كتاب النكاح عن عائشة ، قالت : " ما غرت على امرأة لرسول الله كما غرت على خديجة ، لكثرة ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله إياها وثنائه عليها ، وقد أوحى الله إلى رسول ان يبشرها الله ببيت في الجنة من قصب .
   ورواية اخرى :    
       (عن أبي هريرة  قال: أتى جبريلُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال يا رسولَ الله، هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام، أو طعام، أو شراب ، فإذا هي أتتْك فاقرأ عليها السلام من ربها، ومنِّي، وبشِّرْها ببيت في الجنة مِن قصب، لا صخبَ فيه ولا نصب._القصب اللؤلؤة المجوف والصخب الصوت العالي المزعج والنصب التعب _
   ومن الايات التي تتحدث عن هذا المقام ,  وهبي كثيرة  (  سَلَامٌ عَلَىٰ إِلْ يَاسِينَ)  (الصافات /١٣٠)
واية اخرى (وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ)(الصافات/١٨١)
  واية (   سَلَامٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ )(الصافات/٧٩)
واية(سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ)  (الصافات/١٠٩) فاي مقام لخديحة عليها السلام يساوي مقام الأنبياء عليهم السلام 
       والحمد لله تعالى رب العالمين  وصلى الله تعالى على سيد خلقه محمد   واله الغر الميامين

الموضوع السابق اقلام وتخيلات تحليلية تمليها مواقف متشنجة..

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat