صفحة الكاتب : صادق غانم الاسدي

المجتمع الدولي يسعى لتدمير أيران
صادق غانم الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ما يجري اليوم من أحداث ومنازعات وحروب على وجه الكرة الأرضية لم تكن أكثرها مشروعة وليس بدافع الحق والمحافظة على السلمَ الدولي والاستقرار السياسي للعالم بل أن معظم تلك الحروب جاءت نتيجة لاجراء تجارب على الأسلحة الحديثه لغرض اختبار كفاءتها أو تصريف بضائع مرّ عليها فترة من الركود أو ربما البحث عن مواد أولية تدخل في الصناعات , ولا يختلف الأمر في حب السيطرة وفرض سياسة الاستعمار الحديث للتحكم بالطرق والمواد الاقتصادية لاسيما النفط الذي يعتبر عصب الحياة , فتسعى الدول العظمى وحلفائها بين فترة وأخرى أيجاد مبررات أمام الرأي العام لإطلاق حملاتها الإعلامية بتشويه صورة دول ما تريد أن توجه لها ضربه وقائية , فترسم لها مخططا يبدأ من النقد ثم التشهير وبعدها تفرض سيطرتها على المنظمة الدولية بمجموعة قرارات تصوغها ثم تصوت عليها , وعادة يجري مع الدول التي تخالف أمريكا وإسرائيل وبريطانيا بالرأي وتعاكسها في السياسة وتنتقد إعمالها الاجرامية ,مع أن الدول الكبرى ليس لها تعامل ثابت في جميع المواقف الدولية وتتخذ أكثر الأحيان سياسة الكيل بمكيالين وغض النظر كما يخطط وينفذ له اللوبي الصهيوني , ومعروف لدى كل المحللين والسياسيين في العالم أن من حق أي دولة أن تمتلك المفاعل الذري والمنشات النووية طالما تستخدم للإغراض السلمية  ,إلا الجمهورية الإسلامية في إيران لم يسمح لها بذلك في حين سمح لإسرائيل والهند وكوريا وباكستان , وتكالبت عليها قوى الشر من العرب والدول الأجنبية لتحطيم هذه القاعدة الأساسية للإسلام المعتدل على وجه الكرة الأرضية , إيران واسمها القديم بهلوي ثم فارس ودعاها العرب العجم وهي من أقدم البلدان في التاريخ القديم امتدت مملكتها من الهند إلى اليونان مساحتها 1622000  كم2 يحدها شمالا الاتحاد السوفيتي وبحر قزوين جنوبا الخليج العربي غربا العراق وشرقا باكستان وأفغانستان , دخلت بالإسلام واعتنقت المذهب الشيعي وتمسكت به وحسب ما يقوله العلامة السيد محمد الموسوي الشيرازي ( هو عدم وجود العصبيات القبلية والنزاعات الطائفية والدواعي العشائرية عندهم , لأنهم لم يكونوا ينتمون لأي قبيلة من قبائل قريش أو غيرها الموجودة في الجزيرة العربية , وبعيدا عن كل هذه , وجدوا الحق في علي بن أبي طالب عليه السلام فنحازوا أليه , كما يقول الذكاء والتعقل عندهم يمنعهم من التعصب الباطل والتقليد الأعمى ) روى الإمام احمد في مسنده 2/ 420 ـ 422  عن النبي صلى الله عليه واله انه قال( لو كان العلم بالثريا  لتناوله ناس من بني فارس ) اليوم إيران تقوم بمساعدة حركات التحرر في جميع العالم بغض النظر عن انتماءاتها العرقية والطائفية فتارة ترسل المساعدات الى منظمة حماس وكذلك إلى المقاومة الإسلامية في لبنان ضد إسرائيل , ولها مواقف مشرفة في الصراعات العرقية في البوسنة والهرسك عندما وقفت إلى جانب المسلمين ومدتهم بالمعونة والأسلحة والخبرة اللوجستيه وقد عبر بذلك الرئيس البوسني علي عزت بيوغوفيتيش إثناء زيارته إلى إيران وإمام ضريح الإمام الخميني قدس سره  وبحضور السيد علي الخامنئي , وأشاد بقوله أن إيران أكثر الدول التي قدمت مساعدات إلى مسلمي البوسنة , كما لم يعبر أي جندي أمريكي عبر الأراضي الإيرانية لضرب العراق ,فهل هذا يروق إلى أمريكيا وحلفائها , في الوقت الذي يجب على جميع المسلمين في العالم وحكوماتهم  ان يفتخروا بدولة إسلامية وصلت قمة التطور على كافة المستويات واعتمدت سياسة الاكتفاء الذاتي وأخذت تتقدم في مجال التكنولوجيا والصناعات الحربية , فبدأ التأمر من الولايات المتحدة وحلفائها وبعض أذناب الاستعمار من العرب الحاقدين على الدين الإسلامي بأن  يزعجهم صوت إسلامي يتربع ويصدح مستقبلا في أروقة هيئة الأمم المتحدة يدافع عن كل القضايا المصيرية العربية والإسلامية , فبدأ التأمر بتصفية بعض العلماء الإيرانيين وإشعال فتيل فتنة سياسية تتبناها أفكار من الغرب لجعل من دولة إيران ساحة لا ضطرابات واقتتال بمساعدة أيادي خفية من الخارج ولم يفلح ذلك بسبب التفكير الوطني والمصلحة العليا للدين الإسلامي  مما جعل جميع الإيرانيين أن يكونوا في حالة من اليقظة ليكشفوا خطط التأمر ويؤيدوا خطوات المرجعية , لو نظرنا في خارطة العالم لوجدنا أن أكثر من مئة وخمسين دولة اغلبها تعلن الولاء للامبريالية وحليفتها الوهابية حين ما حققت مأرب الصهيونية العالمية وأضعاف الوحدة الإسلامية عندما أشعلت فتيل حرب بين جاريين وشعبين مسلمين استمرت لمدة ثماني سنوات راح ضحيتها الكثير من الأبرياء واستنزفت ثروات اقتصادية لو استثمرت ببناء المشاريع الإسلامية ومساعدة فقراء المسلين في أنحاء العالم بدلا من حرب طاحنة أضعفت الإسلام وعمقت الخلاف بين المسلمين وتهشم مشروع الوحدة والمقاومة الإسلامية والتقارب المذهبي الذي شكل انعطاف جديد في مستقبل العلاقات العربية مع إيران في الوقت الذي يكون القاسم المشترك بين الدول العربية وإيران هو لا اله إلا الله محمد رسول الله , التي تشد المسلمون مع بعضهم فوق كل اعتبار ومصالح دنيوية , وتسعى كل من إسرائيل وقطر والسعودية والأردن وبعض الحكام العرب للاطاحه العلنية بإيران وتؤيد جميع الاجراءات التي تتخذ بحقها من المنظمة الدولية ,وقد تعرضت القوافل الإيرانية في العراق إثناء زيارتها إلى المراقد الدينية إلى الكثير من التفجيرات والخطف والمعاملة السيئة من بعض الحاقدين على الدين الإسلامي ولا يخلوا الأمر غرابة لبعض السياسيين الذين يتهمون إيران بالتفجيرات والتدخل السافر في إصدار القرارات الوطنية , وأبطل تلك التهم قادة الجيش الأمريكي في تحليلهم للمواقف العسكرية والتي برأت ساحة إيران من العمليات الانتحارية ,كما انعكس ذلك أيضا على التعامل اليومي ومحاربة كل السلع الإيرانية وإطلاق عبارات صفوية  , قال لي احد الأشخاص أثناء تبضعه من منطقة السنك أن بعض من الحاقدين بمنطقة أبو غريب اخذوا  يتربصون لكل شخص يشتري مبردة إيرانية الصنع وما اعرف ماذا سيحل بمصيره  فاضطر قسم منهم أن يقوم بطلاء المبردة  بنوع مغاير للون الأصلي تمويها من  العناصر الإرهابية والحاقدين , إنا من خلال زيارتي إلى الإمام الرضا عليه السلام تجولت في إحياء الجمهورية الإسلامية ووجدت أن الإيمان وحب الوطن والالتفاف حول المرجعية وكره الشعب لأمريكا وتوحيد المواقف والروى وتشخيص العدو الواحد  والصيحات التي سمعتها إثناء الصلاة ( الموت لامريكيا ) , صيحات نابعة من القلب لم يكن أي مسؤول أيراني يحث الشعب على تلك الأفعال , فستفشل محاولات الغرب بفرض الحصار عليها وستتهشم كل الخطط  والنيل من بلد جعل شعاره (الإسلام رايتنا ومحمد نبينا ).
 
 
 
 
sadikganim@yahoo.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صادق غانم الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/02/22



كتابة تعليق لموضوع : المجتمع الدولي يسعى لتدمير أيران
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net