الدعاية الصهيونية Zionist propaganda
صلاح الاركوازي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صلاح الاركوازي

يعتبر هذا الموضوع من الموضوعات الشائكة والمعقدة جدر لما تلعبه الدعاية دور مهم في تكوين الرأي العام، لذلك يعتمد السياسيون على الإعلام في تهيئة الرأي العام لتقبٌل السلوك السياسي، وقد عملت الحركة الصهيونية منذ البدء على إقامة كيان صهيوني يضم يهود العالم، لذلك كانت دعايتهم تقوم على كل السبل التي تؤدي إلى هذا الهدف، وقد ظل هذا الهدف محور الدعاية الصهيونية، تحيط به الأهداف الأخرى مكملة له، وأصبح هدف الدعاية الصهيونية الأساسي العمل على إقامة الكيان الصهيوني ودعمه سياسيا وعسكريا واجتماعيا وثقافيا، ولذلك نظمت الدعاية الصهيونية اساليب مدروسة لتناسب عقليات وعواطف الجماعات المختلفة التي وجهت اليها رسالتها الإعلامية، سواء أكان هذا المتلقي يهوديا أوفلسطينيا أو عربيا أو مواطنا في المجتمع العالمي، لقد تفهم الصهاينة تأثير الرأي العام في البلدان الليبرالية وتأثيره على القرار السياسي في هذه البلدان ولهذا فقد جعلوا من الرأي العام شغلهم الشاغل، حيث أغرقوه بالمعلومات التي تبشر بآرائهم وأفكارهم السياسية، حتى أصبحت تلك البلدان حكرا عليهم ومغلقة أمام خصومهم.
هذا وتعتبر الدعاية الصهيونية من أنجح الدعايات الإعلامية التي تقوم بأكبر عملية غسل أدمغة على المستوى العالمي، يساعدها في ذلك امتلاك اليهود للإمكانيات الإقتصادية والمالية، إضافة إلى معرفة اليهود لأنسب الطرق لمخاطبة العقل الغربي، حيث سهلت عليهم جذورهم الأوروبية أن يحققوا اكبر عملية غسل دماغ بشرية في التاريخ لصالح قضيتهم التي عملوا من أجلها، ألا وهي تهويد فلسطين وتغيير معالمها.
الحرب النفسية (الصهيونية – الاسرائيلية)
(Psychological war (Zionism – Israel
ان المهتمين والمختصين بهذا الشأن يتبين لهم من خلال الدراسة ان الحركة الصهيونية ومنذ نشوءها اهتمت بشكل كبير بالعمل الدعائي لتحقيق اهدافها السياسية ذات الابعاد الاقتصادية والعسكرية والروحية من خلال توظيف العديد من الوسائل والادوات خصوصا في حربها ضد العرب سيما وان تلك الحرب ذات استراتيجية شاملة تحاول ان تحتمي تحت مظلة الدعاية الصهيونية للتعبير عن خططها ورؤيتها مما يجعلها اكثر تأثير في الراي العام ومراكز صنع القرار خصوصا الولايات المتحدة الامريكية الدولة الاكثر هيمنة على النظام العالمي الجديد .
وبالرغم من وجود جهاز دعائي ضخم متطور ومتكامل له ابعاد سياسية واضحة المعالم الا ان ذلك لم يمنع من التوصل الى حقيقه كون ان الصهيونية حركة عنصرية استيطانية توسعية عدوانية ارهابية امتدادا للاستراتيجية الامبريالية .
وهذه الرؤيا تجلت عبر المراحل الزمنية التي مرت بها الدعاية الصهيونية الذي مثل مجال الدراسة منذ عام 1897 والمتمثل بانعقاد اول مؤتمر للصهيونية العالمية وحتى الغزو الاسرائيلي للبنان عام 1982 ، تمكنت فيها الدعاية الصهيونية تحقيق الكثير من المكاسب لبناء مشروعها المتمثل باصطناع الكيان الصهيوني ورفده بكل عناصر القوة لتمكنيه مستقبلا من تحقيق حلمه (من النيل الى الفرات).
وقد اعتمدت الصهيونية على فلسفة دعائية ذات ابعاد سياسية تقوم على اسس ايدولوجية ومعرفة تامة بجمهورها المستهدف ثم العمل على تغيير صورة اليهودي امام الراي العام و انتهاج منطق دعائي مزدوج يتجه نحو تأكيد (الشرعية الصهيونية) وتشويه صورة العرب بما يخل بميزان القوى لصالحها تحقيقا لأهدافها المرحلية والمستقبلية .
لذلك فان قبل اي حديث عن الحرب النفسية الصهيونية و(الاسرائيلية) لابد ان نميز بين (اليهودية والصهيونية والاسرائيلية) على الرغم من اننا نلمس الخلط والمزج بين المفاهيم الثلاثة في تصور واحد الا انه لكل مفهوم معناه وحدوده.
اولا- اليهودية: عقيدة دينية استطاعت ان تحتفظ بنوع من الاستمرارية مع الاندماج المرتبط بوحدات اجتماعية معينة، فاليهودية بهذا المعنى هي عقيدة دينية، ممارسة دينية، استمرارية تاريخية وحدة اجتماعية، هذه هي المفاهيم العامة في تشكيل المفهوم العام لليهودية.
ثانيا - الصهيونية: فهي تعميق لليهودية مذهبا وتصورا حضاريا للوجود السياسي، فهي تعبير عن اليهودية في احدى مراحلها من جانب وفي احد تطبيقاتها بالوجود السياسي من جانب اخر، دون ان تفقد التصور الحضاري بل تؤكده وتعلن صراحة ان ما تريده هو نقل اليهودية من مفاهيم حضارة العصور الوسطى التي عرفتها اليهودية في المجتمعات الاوربية الى مفاهيم عصر النهضة اي التصور الغربي اللاحق للثورة الفرنسية.
ثالثا - الاسرائيلية: هي ارادة سياسية تمركزت حول الوجود الحكومي والتعبير النظامي من منطلق التصور الصهيوني وبهذا يتحدد مفهومها فهي دولة واداة سياسية وادارة حكومية وعضو في الاسرة الدولية ولكنها في كل ذلك تنطلق من منطلق التصور الصهيوني.
الدعاية الصهيونية: النشأة والتاريخ
Zionist Propaganda: Origination and History
يمكن القول إن ثيودور (1860 -1904) صاحب كتاب الدولة اليهودية، والذي يعتبر مؤسس الصهيونية السياسية الحديثة قد أدرك أهمية الدعاية من أجل تحقيق أهداف الحركة الصهيونية، ولذلك انشا جريدة أسبوعية أطلق عليها اسم (دي وولت) (العالم) صدر العدد الأول منها في الثالث من حزيران العام 1897، وقد جاء في افتتاحيته: « يجب على هذه الجريدة أن تكون الدرعاً وسلاحاً للشعب اليهودي، سلاحاً يستعمل ضد أعداء الشلت البردي بلا فرق، وأول تفكير في إنشاء وطن قومي لليهود كان عقب طرد الرومان لهم وقتل عدد منهم لا يقل عن 600 الف يهودي وذلك في سنة 133 للميلاد، ومن الثابت أنه في سنة 1882 ميلادية أعلن أقطاب اليهود تأسيس الحركة الصهيونية وذلك على أثر مذبحة أخرى لليهود حدثت في روسيا ( ).
ومنذ ذلك التاريخ بدأت الدعاية الصهيونية بتشويق اليهود إلى العودة إلى أرض الميعاد). وشاعت بينهم شعارات فعالة مثل قولهم ومن سار أربعة أمتار في أرض فلسطين خصه الله بمكان في الجنة ومثل قولهم أولى بك أن تعيش في صحراء فلسطين من أن تسكن قصراً عظيماً في بلاد بعيدة عنها.
ترجع جذور الدعاية الصهيونية بمعناها ومدلولها السياسي إلى أواخر القرن التاسع عشر، حيث تركز النشاط الدعائي الصهيوني على قاعدة دعائية أوضحها هرتزل في قوله كل ما يهمني هو أن تتكلم، حتى لو تكلمت ضد الصهيونية) وقد انتحلت الحركة الصهيونية منذ البداية ذرائع لتبرير دعواها في انشاء الدولة اليهودية في فلسطين، وكان من بين تلك الذرائع الادعاء الاديني حيث يقرر الصهيونيون أن فلسطين في الأرض التي وعدهم الله بها، والادعاء التاريخي حيث زعموا أن لهم حقاً تاريخيا في ان وايرات الدعاية الصهيونية هذين الأدعانين مؤكدة على إن استقرار اليهود في دولة يهودية، وفي ظل سيادة يهودية يكون عاما لهم من الاضطهاد الذي تعرضوا له عبر العصور.
خصائص التخطيط الدعائي الصهيوني:
The characteristics of Zionist propaganda planning
يمكننا استعراض خصائص تخطيط الدعاية الصهيونية من خلال النقاط الآتية:
1 . المركزية: تعمل الدعاية الصهيونية من خلال جهاز ضخم يضم الخبراء المختصين الذين يشكون تخطيطها الشامل ثم يرسمون خططها المرحلية ضمن استراتيجية عامة للعمل الدعائي وفق سياسة الدولة فالدعاية الصهيونية، وعلى الرغم من امتلاكها نوعاً من الاستقلال الذاتي، فإنها ترتبط مع أدوات تنفيذ السياسة الخارجية.
2- التخصص: ان التخصص بالنسبة للدعاية الصهيونية يعني ان تعدد مجالات الدعاية الصهيونية يتطلب مختصين متعددين حسب تلك المجالات من حيث المؤهلات والخبرات الشخصية.
3 – التركيز: تعتمد عملية التخطيط الدعائي على خاصية التركيز، وهنا يأخذ التركيز الهدف بعين الاعتبار، ثم يعمد إلى التكرار كصفة عامة يجب أن تتضمنها أية عملية تخطيط دعائي براد لها النجاح.
4- التوقيت: يشمل التخطيط الدعائي الناجح أن تنطلق الدعاية الناجحة في الوقت المناسب مع تهيئة الجو وعوامل القبول والتصديق.
5- المرونة: هو مرونة التخطيط الدعائي الصهيوني من خلال تعاملها مع الواقع وأسلوب المرحلة حيث لكل ظرف ولكل مرحلة أسلوبها ومرتكزاتها وأهدافها.
6- الهجوم: إن من خصائص الدعاية الصهيونية أن تتسم بالتحريض والاستفزاز، لذلك ترى أن القائمين على تخطيط هذه الدعاية لن يقفلوا هذه الخاصية.
7 . التكامل: يتكامل التخطيط الدعائي الصهيوني حيثما تمارس الدعاية الصهيونية عملها بمنطق مزدوج وعلى اتجاهين: أ- منطق إيجابي: يدور حول تأكيد الشرعية الصهيونية في فلسطين ب . منطق سلبي: يدور حول فكرة تشويه الطابع القومي العربي.
أساليب الدعاية الصهيونية Zionist propaganda methods
استثمرت الدعاية الصهيونية ضعف الاعلام العربي في ابعاده الدولية وتحركت بشكل نشط وفعال في عديد من البلدان وبنيت تحركها على منطلقات دعائية نذكر بعضها فيما يلي:
١. التركيز على اعتبار مدينة القدس عاصمة ابدية موحدة للكيان الاسرائيلي واستمرارية وجود المستوطنات وتسميتها في الاراضي العربية المحتلة.
٢. اثارة ما يسمى بمشكلة اللاجئين اليهود من الدول العربية وضرورة تعويضهم عند اثارة مسالة اللاجئين الفلسطينيين الذين اجبروا على الرحيل عن وطنهم في حرب عام ١٩٤٨.
٣. الحرص على تقديم اسرائيل كدولة راغبة في السلام من اجل تحسين صورتها لدى الراي العام العالمي لإحراز النجاحات الدبلوماسية.
٤. اتباع اساليب المماطلة والتسويف الاطالة والدخول الى التفاصيل الفرعية والابتعاد عن القضايا الجوهرية كسبا للوقت واستثمارا لما يجري على ارض الواقع من تهويد للارض وخلط للادوات وتغييرات ديموغرافية وغير ذلك.
مصادر الدعاية الإسرائيلية Israeli propaganda sources
بشكل عام تتلخص هذه المصادر فيما يلي:
أولًا: التوراة وما يرتبط بالدعاية اليهودية من معتقدات ومبادئ تقليدية:
حيث تعد الديانة اليهودية وتعاليم التوراة من المصادر الرئيسية للدعاية اليهودية من أجل التحكم بوعي الجماهير واستغلال الكادحين، عبر شعارات أهمها الاستقلال الذاتي لليهود، الشعب اليهودي المختار، الحرب المقدسة، إسرائيل التوراتية، وغيرها.
ثانيًا: فلسفة وآراء المفكرين الإمبرياليين والعنصريين:
نهج زعماء إسرائيل نهج الفيلسوف فريدريك نيتشه وعنصريته وكرسوها في كتبهم ومقالاتهم وأعمالهم، خاصة تأييدهم لأقوال زعيمهم الروحي “تيودور هرتزل”.
ثالثًا: الأفكار الفلسفية للصهيونية الثقافية:
يتمحور هذا المصدر حول ما يسمى بالاشتراكية الصهيونية وشعاراتها المزيفة، مثل الهستدروت، الكيبوتسات، اشتراكية دولية، اشتراكية صهيونية، ديموقراطية شعبية، وكلها تهدف إلى تخريب الصراع الطبقي في إسرائيل.
رابعًا: الآراء الفلسفية للصهيونية الثقافية:
وهي واحدة من مصادر الدعاية الرئيسية في إسرائيل، حيث تبوأت مكانة بارزة في الفكر الصهيوني المعاصر، وركز دعاتها على شعارات “الروح القومية الأبدية، والشعور المشترك اليهودي، وحقوق الفرد اليهودي، ورسالة الشعب اليهودي”.
أسس الدعاية الصهيونية The foundations of Zionist propaganda
اهم هذه الاسس ما يلي:
1 - أستدار العطف على حق اليهود التاريخي في أرض الميعاد وعلى أن اليهود شعب متجانس وليس مجرد دين، بقصد تشجيع الهجرة أو التبرع لإسرائيل والمساهمة في تمويلها.
۲ - تأكيد دور اسرائيل في الشرق الأوسط كرمز للتقدم والشجاعة وكمعقل للديموقراطية والثقافة الغربية مع التأكيد على فضل الفكر اليهودي على الحضارة الإنسانية عامة.
3 - تغذية الشعور بالذنب بين الراي العام العالمى كأساس السيولوجي من شأنه تدعم اسرائيل مادية ومعنويا ، وتسليط سيف الاتهام باللا سامية فوق رأس كل مناهض للصهيونية.
4 - تأكيد القرابة الروحية بين المسيحية واليهودية.
5 - ابراز مثالب العرب ومسؤوليتهم الكاملة على ضياع فلسطين.
موضوعات الدعاية الصهيونية Zionist propaganda topics
لقد برعت الدعاية الإعلامية في دولة إسرائيل في استخدام موضوعات معينة من خلال استقلال وسائل الإعلام، ومن موضوعاتها:
1- الجماعات اليهودية في واقع الأمر أمة يهودية واحدة لابد من جمع شمل أعضائها التأسيس دولة يهودية في فلسطين.
2- تحطيم معنويات العرب، وتعليم الشخصية القومية العربية، وغرس مفاهيم: مثل جيش الدفاع الإسرائيلي الذي لا يقهر، والسلام العبري.
3- التزام الصمت الكامل حيال العرب لتغييبهم، وعند ذكرهم وصفهم بالصفات السلبية.
4- اسرائيل ليست دولة معتدية: وإنما تحاول الحفاظ على بقائها وأمنيا، وتختلف طبيعة هذا البقاء من فترة لأخرى.
5- في إبراز الحقوق التأريخيةالمطلقة للمستوطنين، والاشتال المقدمة لحقوق السكان الفلسطينيين أصحاب الأرض.
6- التهديد المستمر الذي يتعرض له اليهود من الفلسطينيين مما يوجب عليهم البقاء مستعدين.
7- إسرائيل واحة لدولة الديمقراطية وسط عالم عربي متقلب.
8- التذكير دائما بالإبادة النازية لليهود لابتزاز الغرب، وتبرير عملية اقتلاع الفلسطينيين من بلادهم.
بينما هنالك من المختصين والمهتمين من يعتقد بان الاستراتيجية الدعاية السياسية الصهيونية ، توصلنا الى جملة من الاستنتاجات والحقائق التي عززت الآتي :
- تبين من خلال الدراسة أن الحركة الصهيونية نشأت بسبب ظهور النزعة القومية المعادية لليهود في أوربا ، مما دفع بكبار الحاخامات والمفكرين اليهود بالدعوة الى الهجرة الى فلسطين لإنشاء ( الدولة اليهودية ) من خلال العديد من الأهداف الاستراتيجية سياسياً وروحياً واقتصادياً وعسكرياً التي كشفت عن طبيعة تلك الحركة كونها حركة ديناميكية ، ليست دينية ، لا اشتراكية ، استعمارية ، عنصرية ، استيطانية ، وهي حركة إرهابية .
- إن أهمية العمل الدعائي السياسي في الحركة الصهيونية تتضح من خلال مرتكزاته التي اعتمد عليها في توجهاته نحو الرأي العام اليهودي والأوربي ، إذ جرى التركيز على مسألة توظيف الدين لتحقيق أغراض سياسية من خلال الترويج لأسطورة ( شعب الله المختار ) و ( الوعد الإلهي ) ، كما جرى التركيز على مسألة العداء للسامية ، وتحسين صورة اليهودي ، وركز أيضاً على أسلوب التعامل النفسي سيما في توجهاته نحو مراكز صنع القرار السياسي في أوربا .
- -إن نشوء الدعاية السياسية الصهيونية ارتبط بظهور الاطار الفكري للحركة الصهيونية الذي ينطوي تحت نظريات عنصرية تمثل الأساس الفكري والتطبيقي للعقيدة الدينية المستنـــدة على ( الوعد الإلهي ) ( التاريخي ) لتبرير إنشاء ( الدولة اليهودية ).
- وقد مرت الدعاية السياسية الصهيونية بالعديد من المراحل تبنت فيها توجهات وأهداف أساسية، حسب ما تقتضيه المرحلة ، مما أدى الى تباين منعطفاتها من استدراج وعطف الرأي العام العالمي ، سيما مراكز صنع القرار السياسي في العالم وفي مقدمته الولايات المتحدة بصفتها الدولة الاكثر تحكما بالنظام الدولي الجديد ، وتنقية وتمجيد ( الطابع القومي اليهودي ) وبالمقابل تشويه الطابع القومي العربي ثم تسليط الضوء على القوة الفائقة للكيان الصهيوني
- إن الدعاية السياسية الصهيونية دعاية ضخمة منظمة وواسعة جندت العديد من الأدوات واستخدمت العديد من الأساليب التكتيكية حسبما تقتضيه طبيعة وتطور الحرب الصهيونية الموجهة ضد العرب لإحداث إرباك نفسي في الخصم خدمةً للاستراتيجية الصهيونية .
- تقوم الفلسفة السياسية للدعاية الصهيونية على أربعة محاور أساسية ، الأول يمثل الأسس الايدلوجية الهادفة الى فرض عودة الاستعمار الاستيطاني على فكرة وحضارة القرن الحادي والعشرين ، أما الثاني ينصرف الى تحديد نوع الجمهور المستهدف لكسب أكبر قدر ممكن من الأنصار ، والمحور الثالث يمثل منطق دعائي مزدوج يركز الأول على ( الشرعية الصهيونية) باعتباره منطق ( إيجابي ) ، في حين ان المنطق الدعائي الثاني يركز على تشويه الطابع القومي العربي وهو منطق سلبي ، وبالنسبة للمحور الرابع ينصرف الى تحسين صورة اليهودي أمام الرأي العام العالمي من كونها شخصية عدوانية ، انعزالية ، مادية ، إباحية ، لا تحترم القيم ، مستعدة للخيانة ، وتجلب النحس والدمار الى كونها شخصية ( عبقرية ) ، ( عالمية ) ، ( شجاعة ) و ( محافظة ) .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat