اوراق كتبت بالدم عندما وصلت (ام البنين) الى تكريت !!!!!
عزيز الدفاعي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عزيز الدفاعي

( ألا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء ، بحزب الشيطان الطلقاء ، فهذه الأيدي تنطف من دمائنا ، والأفواه تتحلب من لحومنا وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل ، وتعفرها أمهات الفراعل ولئن اتخذتنا مغنما ، لتجدنا وشيكا مغرما ، حين لا تجد الا ما قدمت يداك وما ربك بظلام للعبيد ، والى الله المشتكى وعليه المعول . )"
السيده زينب ( ع) في بلاط الطاغيه
تذكرت مساء امس والدموع تمنعني عن رؤيه الحروف مقوله فلوبير ( كل ما يعذب حياتك .....يعذب اسلوبك في الكتابه ) في ذات الوقت الذي كنت أتصفح فيه رائعة حنا مينا في روايته (الشراع والعاصفة) التي يقول فيها (أن المسافة بين العين ومرمى البصر ليست الوحيدة للرؤيه فالعاشقون والمغتربون والمحزونون وكل الذين نأت بهم الديار هؤلاء جميعا لايرون بعيونهم فحسب بل بقلوبهم) ...
فمنذ يومين وانا أقف ممزقا إمام صوره لجرف اسمنتي على النهر في تكريت الغدر بالامس واليوم عند احد قصور الفرعون ربما لم يتجاوز طوله مترين.... قد لا يعني شيئا لأحد لكنه كان (المذبح) الذي نفذت فيه عملية إعدام المئات من الابرياء في حزيران 2014 وأبت تلك الدماء ان تجف او تمحى رغم ان المئات من الاضاحي طفت أجسادهم وجرفها التيار او غاصت في أعماقه الحزينه.....
ثم يخرج عليك من يتبجح ويطالبك بان تمد يدك لمن نحر ابنك بدم بارد متمنطقا بعباره (النسيج الاجتماعي) وحين اساله من يسكت أما وأبا مزقت صرخاتهم حجب السماء ومن سيعيد هؤلاء الابرياء للحياه لنتصالح وكيف سيكون المشهد لو ان هوية الضحايا تغيرت وهل هي اول او اخر مجزره . ومن سيقدم لنا ضمانات بان ذئاب اخرى تشم رائحتنا على بعد اميال لن تغدر بنا لنصفح ونغفر , لا يجيب او يتهمنا بالطائفية !!!!
ليس التلاعب بالمفردات او البحث عن الشهرة والكسب اللامشروع والارتزاق السياسي و الإعلامي والتحالفات القذره هو من ذبحنا.... بل تشويه الحقائق والنواح على الجلاد واتهام الضحايا بالخيانة الوطنية وتدنيس حتى المقدسات والتاريخ وسحبها لتكون صفات لمن يمارسون دورا تنكريا ويجيدون لبس الاقنعه او يكون لهم دور عابر وهامشي في التاريخ ابسط من دور الكومبارس في مسرحيه هابطه.... وأتساءل أي نصر حققه ناصر الامونه وابناء وطبان وسبعاوي باعدام طلبه ابرياء غير التشفي والغل والانتقام وكيف نتصالح مع من لازالت يده تقطر من دمائنا ؟؟؟؟
ليست الكارثة فقط ان اغلب الذين ركبوا سفينة السلطة الجديدة في العراق سقطوا في وهم الاحتماء بالقومية والطائفة والاستقواء بالخارج على الداخل وهو ما عقد المشهد وأخرجه وأسقطه ليغلي في اتون العنف المسلح الذي لم يتورع عن هتك الإعراض وخنق الأطفال وحفلات الاغتصاب الجماعي والتشفي وحرق السجناء في بادوش دون ان يتحرك الشارع العراقي كأننا أمه من العبيد والمخصيين بل لان الكثير من قاده الشيعه لايبصرون ان ابشع مافي الكارثه ان اغلب ضحايا الفاشيه ودوله المقابر واحواض التيزاب هم نفسهم ضحايا الإرهاب الطائفي في العراق بعد عام 2003 ومن لايصدق فلينظر لجغرافيه ساحات الاعدام ليتاكد !!!!
!
اعرف جيدا ان الكثيرين سيتطلعون باعينهم الى تماسيح الوطن الجدد وبعض ورثه السلطة ومن ينعتون مدن الغدر التي احتضنت القاعده وداعش بانها (ثائره) ومن طالبونا بقبض ثمن معارضتهم بالأمس دون النظر الى مئات الآلاف من الذين ذبحوا غدرا او انهالت على رؤؤسهم المطارق في سراديب الامن ألعامه او الشعبة الخامسة او غاصت جثثهم في الاهوار او نحروا في مغامرات القائد القومي ونزفوا حتى فارقت الروح الجسد في الحجابات والذين تناساهم من تنكروا لاستحقاقات الوطنية والمشروع النهضوي ومواجهه تحدياته وانخرطوا في لعبه المصالحة مع ألقتله في المنطقه الخضراء لمجرد البقاء في السلطة بأي ثمن
هؤلاء انفسهم من وقف صامتا على مدى 11 عاما وضباع الغدر تنتقي ضحاياها على الهوية وتجهز عليها وكنا ولا زلنا الضحايا الذين بقتلون ويدفنون بصمت تحت يافطه كبيره كتب عليها إنكم خلقتم للشهاده والقبور ولا تصلحون للحكم الذي انزله الله على غيركم !!!!! بجره قلم ياتيك من يشطب شعبا عمره مع هبوط ادم وحضارته سبقت ثقافه الغدر والخيول والعاقول والصحراء وشرب بول البعير وطبخ راس مالك ابن نويره واكله بشهية !!!!!! ثم يتهم من وصل الى ساحه الاعدام ليقرا المقتل وينحب على اولادنا الصرعى بلا ذنب بانهم ميليشيات وقحه ! والقتله هم نفسهم من اغتال اباه وعمه واشقائه !!!!
والا بماذا نفسر مجزره سبايكر وتغاضي الإعلام العربي والعالمي عنها بل الاحتفال بالنصر صباح يوم الغدر ورقص الرفاق للجوبي وسكب الخمر كالأنهار مع إطلاق ا غاني القادسية وتكريم روح الدكتاتور في ارقي فنادق عمان.... من هرب السفاحين من تكريت بطائرات الشينوك ومن منحهم جوازات سفر عربية.... ولماذا ؟؟؟؟؟؟
تذكرتك يا ام البنين قبرا ضائعا بين قبور البقيع مثل قبور شهدائنا في وادي السلام وحضورا يشبه المعجزة في ضمائر المحرومين والفقراء ونسائنا المكفنات بالسواد من المهد الى اللحد .... مفتاح حل اخير لمن أوصدت بوجوههم ابواب الشفاء والرزق وانهكتهم الهموم في دوله اللصوص فلم تردي أحدا خائبا لان الله يفتح أبوابه قبل كل عباده لامهات الشهداء وأنت ام لأشقاء السبط الفادي .
و رغم ان المئات استحضرن فيك بطوله وجلد وعظمه وعنفوان الدم والصبر والقدره على مواجهة نحر الابناء الاربعه غدرا لتكوني رمز علويا اخر في هزيمه ألدوله الغاشمة الظالمة واستكمال رسالة الإمام الشهيد ليهز ضمير ألامه الخانعة ويعدل اعوجاجها وانحرافها وبغيها ولو رفعت الرؤؤس على الرماح الاثمه وسبيت الحرمات الهاشميه المطهره واقتدن سبايا ولو قتل الابناء في سبيل العقيده والوطن والشرف الا انك كنت دائما خيمه بكاء عراقيه خضراء لمن فقدن فلذات الاكباد على يد الفئة الباغيه وبلسم لجراح المستضعفين من اتباع اهل البيت الاطهار . وكنت تسقين المفجوعات من بسلم الشفاء والجلد والصبر
.
والتشبيه هنا لايتعلق بقدسيه جوهرها النسب الطاهر المطهر فقط بل الإصرار على السير الى المذبح والصمود حين يسقط الابناء صرعى من اجل قضية عادلة ليتحول دم الأهل والاطفال والصحب الى نافورة حمراء تنطلق نحو عنان السماء تستحضر وتبقي جذوه الإباء والشهادة والعزة والصبر الحسيني خالدة ابدا تكسر كل مقولات التوازن الاستراتيجي والمداهنة والخطاب الزائف وباعه صكوك الوحده الوطنيه الزائفه وسراق الرايات الوطنية... فبكم نحيا.. وبكم نقتدي....وبكم ننتصر
سيدتي االبطله : امهات شهداء العراق ومجزره العار الطائفي في تكريت يوقدن هذا المساء الحزين شمعتين احدهما لك ولأبنائك الابطال وأخرى لشباب لم يزفوا وبعضهم نبتت شواربهم للتو فاعدموهم في تكريت غيله وحقدا وغدرا فامست امهاتهم بحق من السائرات على طريقك وهودج زينب شقيقه إمام الحريه والسلام والعدل
من نفاخر بانها سائره على طريق ام البنين وزينب الكبرى وبنت الهدى واميه الجبوري هي إلام العراقيه التي زغردت لولدها حين القوا بجسده إمام المشرحة في سنوات القهر والفاشية وراحت تهزج في باب المعظم( عفيه ابني الما نزل راسي) وتلك التي اجبرت على دفع ثمن الرصاصات التي اعدم بها نجلها ومنعت حتى من نصب سرادق العزاء عليه.... للواتي خرجن في تيه الصحراء بعد ان غدرت انتفاضه شعبان. للواتي لم يبعن لحمهن في ازقه عمان والساحه الهاشميه وفنادق دبي بل افترشن الارض وبعن حتى كلاهن من اجل ان يبقى بيرغ العشيره ابيضا مرفوعا كقامات الرجال
يا ام البنين استحلفك بحق كفي ولدك العباس واخوته ان تكوني هذه الليله في سرادق عزاء امهات الشهداء الذين نحروا في هذا المكان على النهر بلا رحمه ابكي معهن غدر الذئاب الطائفيه بنا في وطن طالما طاردتنا ذئابه وخذلنا من توهمنا انهم منقذونا ومن اودعانهم وديعه ولدك العباس كفيه القطيعين .... فخانوها
لعل في دموعك بعض من مواساة يعيد تلك الارواح ال 1700 لترفرف على بيوت الأهل التي توشحت بالسواد والعويل المكتوم لتكون غيمه تمطر دما ... وذكرى تحكي للاجيال ان شبابا بعمر الورد اعدموا لمجرد ان اسمائهم ممهوره بالطين والملح ورئحتهم بها بخور اضرحتكم وهي يمضون على طريق ألطف ... لا غير !!!!!!
فهل أصبح الاسم سببا للإعدام الظالم في العراق...؟؟؟؟؟؟
٣ نيسان ٢٠١٥
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat