دور سنة العراق في العملية السياسية بعد 2003
محمد اللامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

جاء الاحتلال الامريكي الى العراق من الدول السنية المجاورة والقريبة له من الكويت والسعودية والاردن و قطر وتركيا وغيرها , وهي مولت الاحتلال ولا تزال قواعد امريكا في هذه الدول تنطلق منها جيوش وطائرات امريكا نحو العراق وغيره من البلدان للتدخل في شؤونها , والقوى والاحزاب السياسية السنية داخل العراق كلها تتبع وتمول من تلك الانظمة السنية العربية سواء كانت احزاب دينية مثل الحزب الاسلامي او احزاب وكتل تسربلت بلباس الليبرالية والعلمانية مثل كتلة الكرابلة والبزاز وغيرها _ وان كان بعضها في حقيقتها فلول وباقيا البعث الصدامي المقبور _ , فهذه الكتل والاحزاب السنية لا يمكن ان تكون مخالفة لمنهج انظمة الخليج والدول العربية التي دعمت احتلال العراق , ولكن لماذا شاهدنا ولمسنا طوال عدة سنوات من الاعلام الخليجي سواء قناتي العربية والجزيرة وغيرهما وقنوات الاحزاب السنية محاولات عبر مواقف وبرامج مختلفة لإظهار انهم ضد الاحتلال الامريكي للعراق ؟! , الاحتلال الذي انطلق ولا زال من ارضهم ويتحرك بتمويلهم واموالهم ؟! , لماذا يدعمون الاحتلال على ارض الواقع ويحاولون ان يصوروا في العالم الافتراضي انهم ضده ؟! , الجواب ببساطة ان اسقاط امريكا لنظام الطاغية صدام بعدما اكمل دوره وضع دول الخليج وسنة العراق وحتى امريكا في مأزق وهو ان النتيجة الطبيعية لحكم العراق في ظل الديموقراطية والحرية هو وصول الشيعة للحكم لأنهم الاغلبية , وهذا ما لا ترتضيه دول الخليج خاصة السعودية وبالتالي لابد من ايجاد ذريعة لضرب العملية السياسية في العراق وافشال حكم الشيعة بأي طريقة ممكنة فلجأوا الى استخدام المنظمات الارهابية مثل التوحيد والجهاد والقاعدة وداعش وغيرها لاستهداف كل شيء في العراق بالمفخخات والعبوات والانتحاريين والكواتم والذبح ووالخ , وبرروا جرائمهم بأن العملية السياسية غير صحيحة لأنها جاءت على خلفية احتلال وان الشيعة عملاء لأمريكا واستحلوا قتلهم بهذا المبرر ! , رغم ان القوات الامريكية يتم تمويلها كما اسلفنا من نفس الانظمة الخليجية التي تقتل الشيعة بتهمة العمالة للأمريكي ! , ولا تزال قواعد امريكا موجودة في تلك الدول وتحمي انظمتها ! , اذن ذريعة الاحتلال ما هي الا وسيلة لتبرير قتل الشيعة في العراق و افشال العملية السياسية وابعاد الاغلبية الشيعية عن الحكم , ونفس القوى هذه التي سعت لتدمير العراق وقتل شعبه نلاحظ على وسائل اعلامها المختلفة حملات متوالية ومستمرة الى اليوم تقول وتؤكد على فشل العملية السياسية في العراق وتعطي لذلك بعد طائفي وان الشيعة لا يستطيعون ان يحكموا او لا يحسنون الحكم !!! , نعم عزيزي القارئ الكريم , نفس الانظمة الخليجية و القوى السنية العراقية المرتبطة بها التي سعت بكل وسيلة لإفشال العملية السياسية في العراق وغصب حق الاكثرية الشيعية نجدها اليوم تستخدم فشل العملية السياسية ايضا لإبعاد الشيعة الاكثرية عن الحكم وغصب حقهم الشرعي والقانوني ! , وكما استخدمت انظمة الخليج ومن يتبعها من الاحزاب السنية الفكر الديني الوهابي وغيره لاستهداف شيعة العراق وتدمير البلد وايقاف مسيرته نراها اليوم تستخدم المدنية والفكر العلماني ايضا لنفس الهدف ولكن من خلال تجييش الشارع و استخدام ورقة الخدمات وغيرها وهي تحرك اتباعها وخلاياها من خلال ما تملكه من وسائل اعلام وجيوش الكترونية , اذن عدو العملية السياسية في العراق وعدو الشعب العراقي ومستقبله واحد وهو انظمة خليجية معينة مثل السعودية وقطر والبحرين ومن يتبعها من وى سنية و ايتام المقبور صدام , ولكن هذا العدو تارة يرتدي لباس الدين ويظهر بمظهر منظمات مسلحة مثل القاعدة والتوحيد والجهاد وكتائب الفاروق وداعش ومرة اخرى يظهر بمظهر مؤسسات المجتمع المدني و التيار المدني ونحو ذلك . هذه هي الحقيقة وما يحصل على ارض الواقع في العراق وهذا هو موقف سنة العراق حتى لو دخلوا في العملية السياسية لأنهم يدخلون فيها لتخريبها من الداخل كما صرح رئيس البرلمان العراقي الحالي محمد الحلبوسي حيث قال ان سعد البزاز مالك قناة الشرقية اوصاه بذلك وكلامه موجود على مواقع الانترنيت .

الموضوع السابق كورونا راحل وسيخلف فينا الأمراض...!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat