صفحة الكاتب : نبيل جميل

قصة قصيرة ثمن ليالي القهر
نبيل جميل
      هل كانت صدمة  تلك التي  أحالته إلى شخص ممسوس ؟ ومثلما أشيع عنه : ( تزوّجته واحدة منهن ) .تقول أمه : ( كان كثير الاستحمام في جداول أبي الخصيب . وفي غروب يوم ما ، جاءني يشكو من صداع شديد . طقطقت له الحرمل وبخّرت السّدرة  ثم طفت به داخل الحوش وانا أقوده من يده .. اردّد الأدعية والآيات . وبعد منتصف الليل وفيما كانت تطوف بي رؤيا عطاشى كربلاء ، نهضت وانا أموت من العطش ، اتجهت نحو ( الحِبّ) وإذا بي أرى تلك (الجّنية) ، رداؤها ابيض شفيف ، شعرها أشقر، وجهها كالقمر، تلتفّ حولها هالة من نور ، كأنها إكليل عرس . كان هو الى جانبها تطفو على وجهه لحظة صمت رهيبة ، رأيته عارياً تماماً، حين اخترقتْ به جدار الطين . رفعت صوتي ، ففاجأتني ضربة كفٍّ على وجهي ، أبقتني نائمة لمدة يومين) .
 
                                             *     *      *
 
      على غير توقع تمضي السنوات وتحدث الحرب. ثم يختفي الابن وتنتقل الأم للسّكن عند أخيها في  (المعقل) . ومع الحرمان وثقل مطرقة الحصار ، تتيه الحكايات لتنقلب الى ماضٍ مؤلم تزدحم فيه الأشياء الحلوة والمرة ، فتظلّ الأم تعوي حكايتها كل غروب أمام فوّهة التنور الملتهبة ، متلعثمة بسر دفين . تزيح ثوبها عن صدر ذابل موشوم ، وتدعو: ( لقد طال الغياب .. متى تعود ؟ ربما اموت دون ان أراك ) .
    في ليلة باردة ، طرق الباب رجل وسيم ، شعره ابيض ، يقول انه قادم من لندن ، وانه يحمل رسالة ورزمة من الدولارات ، وبعد ان غرس في أذهانهم كلامه المفروش بسجاد الاطمئنان ، رحل في ظلام منتصف الليل . افترشت الأم مع أخيها الرسالة.. وقرآ معاً :( أمي العزيزة لن انساك ابداً.. سأعود في القريب العاجل ، الطاغية أيامه معدودة.. لقد حصلت على شهادة الدكتوراه في جراحة القلب ، اقبّل يديك وقدميك لأنك ابتدعت حكاية الجّنية ، تحملتي الكثير يا أمي لكي تبعدي عني مقصلة الدكتاتور لا أدري  بماذا أصفكِ يا أروع أم في الدنيا ) .   

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نبيل جميل
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/02/19



كتابة تعليق لموضوع : قصة قصيرة ثمن ليالي القهر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net