علم اقليم كوردستان 00 لماذا في البصرة ؟
كامل المالكي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كامل المالكي

فوجىء مشاهدو الفضائيات الاحد الماضي وهي تنقل بالصوت والصورة خبر احتفالية من نوع خاص تمثلت بنشر اعداد من علم اقليم كوردستان في شوارع محافظة البصرة اقصى جنوب العراق تثمينا لموقف الرئيس البرزاني في مبادرته المعروفة وكان راعي الاحتفال مكتب السيد طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية السابق والنائب في مجلس النواب عن القائمة العراقية حاليا واتضحت رعاية المكتب المذكور لهذه الاحتفالية من خلال ما سربته عدد من الصحف المحلية الصادرة صباح نفس اليوم ( الاحد ) حول تبني هذه الاحتفالية وكذلك من خلال اطلالة ممثل مكتب السيد الهاشمي في البصرة عبر شاشة فضائية ( الحرة العراق ) الذي راح يتحدث بنشوة بالغة وهو يشيد بالموقف التاريخي للرئيس البارزاني وبنفس الوقت عن دهشته لمواقف بعض اهل البصرة الرسميين من احتفاليته هذه .
ورغم ان مساحة الحرية التي يتمتع بها المواطن العراقي واسعة سواء اكان هذا المواطن سياسيا او غير ذلك في التعبير عن ارائه واقامة الاحتفالات على اشكالها فان الطريقة التي احتفل بها مكتب السيد الهاشمي والذي تنصلت منه القائمة العراقية التي ينتمي اليها يوم امس انما تثير اكثر من تساؤل خاصة وانها تأتي على النقيض من الموقف المعهود للقائمة العراقية من مسائل كثيرة تتعلق بحالة الاقليم عموما واقليم كوردستان خصوصا ويتجلى ذلك في الموقف من المادة 140 من الدستور التي شكلت احدى اهم النقاط الخلافية مع ممثلي الاقليم خلال المفاوضات السياسية التى سبقت اجتماع مجلس النواب وانتخاب رئيس الجمهورية وعدم توصلهم الى اتفاق حول نقاط الورقة الكوردستانية على خلاف التحالف الوطني الذي يدير الحكومة المحلية في البصرة و الذي كان متوافقا مع تلك الورقة بل اضاف اليها نقاطا دستورية جديدة وافق عليها الطرف الكوردستاني ايضا ما يؤكد التوافق الهش للقائمة العراقية باطرافها المختلفة مع الجانب الكوردستاني والتحالف الثابت والستراتيجي بين الاخير واطراف التحالف الوطني , كما ان القائمة العراقية استبقت الاحداث وحاولت القفز على مبادرة الرئيس البارزاني وكانت متحمسة لمبادرة الملك السعودي لذلك ايدت الاخيرة على الفور ما بدا واضحا للعيان بأنها لم تكن تعلق عليها الآمال وهذا ما حدث بالفعل حيث لم تحصل تلك القائمة على ما أرادت من آمال أو مكاسب .
اضف الى ذلك ان الموقف الوطني للسيد البارزاني لم يكن غريبا وفريدا من نوعه على صعيد الوطن العراقي بحيث يستدعي هذه الاحتفالية الفريدة من نوعها في حين كان بامكان مكتب السيد الهاشمي ان يلجأ الى طرق واساليب احتفالية اخرى لاتثير اي حفيظة من هذا الطرف أو ذاك , في وقت عبرت فيه كافة القوى والاحزاب ومعها الشارع العراقي برمته عن تقديره لمبادرة الرئيس البارزاني دون ان تلجأ الى رفع الاعلام والشعارات أو غير ذلك .
من هنا اثير التساؤل حول نية المحتفلين الذين جوبهوا بمواقف وتحفظات على الصعيد الرسمي والشعبي دون المساس بالعلاقة الاخوية والنضالية الثابتة بين ابناء الوطن الواحد, وقد ذهب بعض المحللين بوصف الاحتفال بأنه محاولة لبث الفرقة من جديد بين الاحزاب الشيعية من جهة والتحالف الكوردستاني من جهة ثانية على افتراض ان الحكومة المحلية واطراف اخرى في البصرة ستتصرف بتشنج وانفعال وقد يلجأ البعض الى تمزيق علم الاقليم وهذا هو المطلوب من معادلة الاحتفال المفتعل ,لكن وعي البصريين شعبيا ورسميا احبطت هذه المحاولة ووأدتها في مهدها مؤكدين عمق العلاقة بين اطراف الوطن وثباتها وصلابتها ولم تثنها أو تؤثر فيها رياح الخديعة .
كامل المالكي
kamiljabur@yahoo.com
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat