صفحة الكاتب : محمد علي مزهر شعبان

الكاظم ع في القلوب . لنتقي كوارث الخطوب .
محمد علي مزهر شعبان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

فرعون لم تغمره المياه، بل تجذر، وموسى النبي لم يسجن، فالرب منحه تلكم العصى من إعجاز قدرته، وكانت جيش نجاته، كبى فرعون وسحق كبرياءه، هي ذي إرادة رب عظيم لم تستنزف من موسى النبي جسدا، مضى الى حيث ما ارسل من أجله . هوذا التاريخ خطان لا يلتقيان، طاغ ومظلوم، قاتل ومقتول سجان وسجين وليس بعد حين بل ألاف السنين وفي عهد اشد ظلامية وأعتى جبروت لا سحر ولا سحرة، إنما الخوف المواطن في أنفس الجبابره، يلقى موسى اخر في دياجير السجون، يحمل رسالة عنوانها خذ التجلد والصبر، لتقدم درسا لمن دخل الرعب في خوالج صدورهم، وانت لم تحمل عصى، ولم تواجه ندك بالسيف، انما الحق في ديدنك، هز العروش، إنها معركة كانت ولازالت، ترتجف لها اوداج واوصال الطغاة، بين أصحاب الفكر النير والطريق الحق ومسار العدل، قصاد من يريدها امتلاك بلا منازع، وقتل وابادة لكل من أيقنوا انه فكر نير متحرك، ولانهم يدركوا أنهم الباطل برمته . كنت اميرا ودفقا ومنهجا لسجناء حرية الرأي يا موسى، حين تبعث موجات من الارادة في التجلد والقدرة الهائلة على تجاوز ما يحيق بالجسد، والتجلد من أجل قضيه .

نعم ايها السجين الملقى في دياجيرها، وكاهل السلاسل الذي ضيق حركتك، من قيود المعصمين واشتباك الساقين، فلا ضجر ولا إنهيار، وإنما التسامي لرسالة القائد لتابعيه، على مواصلة معركة الخير والشر، ليؤسس الى الاتجاه الذي ثبت عقيدة في لبها .

حقا يا أبا الرضا انت تعيش في الانفس مثالا تتداوله تتداوله الالسن وتعتز به الانفس، وتكابر به الاجساد وما يقع عليها باختلاف طبيعة ميولها ونزوعها . الشعوب تحتفي بالعناوين الكبيرة، وهكذا يمجد الامثلة الساميه في نزوع البشرية نحو الخلاص من الطغاة، والامثلة لا تحصر ولا تعد ولا تحصى، إنما هي طريق الارادة .

ابا الرضا، حين إعتقلوك من مدينة جدك، وهم أدرى بأن العلة في ذات المعلول، ولانك تبعث فيهم الرعب، حين يعصف بكرسي الحكم الملتصقين به . أنت لم تطالب بالسلطة سوى الرجوع الى جادة الحق والعدل، ومبعث خوفهم إدراكهم أنك الاحق والافضل والانقى والازكى . أنت لم تصارع للوصول الى دست السلطه، ولكن العرش من تحت هارون يهتز، حين يبقى موسى حيا كحقيقة على الارض، فاعتقلوك ليس على شبهة او حدث، بل هو الحكم وممن مسكه على مر التاريخ . ايها العظيم لقد ودعت الدنيا ولم تودعك . إبن جعفر لا أبكيك بل أحتفي بعظيم الانسانية والرمز التاريخي، الذي رسم خريطة الدرب لمن يعشقوا الحرية . موسى في القلوب وليس في مهلكة الدروب، المنذرة بالتهلكه . مقامه قائم الى يوم الدين، فاتعظوا أيها الزائرون.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد علي مزهر شعبان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/03/20



كتابة تعليق لموضوع : الكاظم ع في القلوب . لنتقي كوارث الخطوب .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net