خربشات طائية ما أشبه اليوم بالبارحة.. المرجعية والكورونا والناس!
الشيخ منتصر الطائي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ منتصر الطائي

كنتُ كلما توقّفت عند بعض المحطات التاريخية ومنها (السقيفة) استغرب كثيراً كيف أن الإمام المعصوم وإمام الزمان المتمثل في وقته برسول الله محمد (ص) أوصى بإمامي علي (ع) كيف الناس انكرت عليه ذلك ودعت بل وعمدت على اختيار غيره.
وهذا ما ينطبق على غيره من الأئمة المعصومين (ع) بدءً من الأئمة علي والحسن والحسين (عليهم السلام) وهكذا صعوداً.
كنت أتساءل كيف يجرؤ أحد من شيعتهم على معارضتهم بل وشقوا لأنفسهم فِرقاً ونِحلاً شيعية مع وجود الإمام المعصوم (ع) فظهرت الكيسانية والزيدية والإسماعيلية والناووسية والشمطية والفطحية وهكذا.
ولكن اليوم وبعد اعتراض الكثير من الناس ومن مختلف الشرائح الاجتماعية من عوام الناس وطلبة العلوم، على صدور بيانات من أغلب مراجع الدين - الذين أعرفهم وفق تتبعي القاصر – دعت إلى إيقاف التجمّعات الدينية – مثل صلاة الجماعة والجمعة والمجالس والمراقد- التي من شأنها أن تكون أرضاً خصبة لانتشار فيروس وباء الكورونا، حفاظاً على حياة الإنسان ومصلحته والتي هي (مقصد) أولته الشريعة الإسلامية أيما اهتمام في أحكامها الشرعية، وقتها أدركت ما الذي جرى في (السقيفة) قبل نحو (1400) سنة مضت وما تلاها.
وكأن المعترضين من العوام او طلبة العلم، هم أكثر تقديراً لتشخيص المصلحة وللملاك الشرعي وما ينبغي وما لا ينبغي من الفقيه أو المرجع الديني.
وكأن الفقيه او المرجع الديني الذي يدعو إلى إيقاف هذه التجمّعات او الحد منها، قد انطلق من منطلقات شخصية لا صلة لها بالواقع، أو أنه أصدر بيانات تعكس هواه ومزاجه وربما عناده، لا مراعاة لمصلحة الإنسان على مستوى (حياته – كرامته – ماله –صحته- وغيرها).
فما أشبه اليوم بالبارحة!!.
فكما اعترض (السابقون) على النبي وآل بيته (ع) وكأنهم كانوا اعرف منهم بالمصلحة كما حدث في مشهد الإمام الحسن (ع) وقتاله معاوية وما انتجت صلحاً او هدنة تشخيصاً للمصلحة وفق الظروف آنذاك، كذلك يعترض (اللاحقون) اليوم على موقف المرجعية الدينية، وربما سيقود ذلك الى انشقاق جديد في صفوف الشيعة وعلاقتهم بمرجعيتهم الدينية، وما أرى ذلك إلا (غربالاً) سيسقط فيه من يسقط كما سقط قبل نحو 1400 سنة من سقط.
والعاقبة للمتقين المتمسكين بالمرجعية الدينية في مثل هذه الظروف الراهنة.. وأية تقوى – بشرية- أهم مما نعيشه اليوم.
اللهم أني بلغت.. اللهم فأشهد.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat