مات الملك.. فتوقف الجيش عن الزحف بانتظار تتويج ولي العهد ملكاً يقود الجيوش التي تعوَّدت ان ترى ملوكها أمامها ومن هنا إبتدأت الحيرة فولي العهد المتوج مازال في المهد صغيرا مما اضطروا الى حمله في مهده وخصَّصوا له مرضعا وخادمة تغيِّر له حفاظته وتشطفه وترعاه والمشكلة ان احاسيس الجيش ارتبطت بأحوال المهد فإذا بكى الرضيع اعتلى البؤس الوجوه واذا ضحك ابتسموا فرحاً وكأن مناغاته خطابا حماسيا يدفعهم للقتال واشتد اوآر الحرب والملك القائد نائم في مهده عند مقدمة الجيش لايدري انه يقود أمة من الناس ولاعلاقة له بما يجري الى حين انكسر الجيش وخسر الحرب وتركوه وحيدا عند الاعداء وهم يراقبون عن كثب ما سيفعل ملكهم الاسير تقرب اليه قائد العدو متبخترا بنصره ووقف على المهد منتشيا بغلبته يخاطب الرضيع شامتا: أين جيشك فقد تركوك أجبني؟ فحدثت المفاجأة إذ رد عليه الرضيع بجواب شجاع لكن من تحته!!! فتلعثم القائد عند هذا الجواب الواضح وامام جنوده فهمَّ غاضبا أن يرفع الملك من مهده ليلقيه ارضا وإذا بالملك الرضيع يرد ردا عنيفا أقسى من الرد الأول هذه المرة إذ بال في وجهه فاشتد غضب القائد بين سخرية جنده وزاد في عزيمة الجيش المنكسر ان يرى ملكه الرضيع بهذه الشجاعة فقرر العودة الى القتال لإنقاذ ملكه الشجاع ومهد عرشه من الأسر وفعلا عاد الجيش وانتصر بحكمة البراءة التي تنقص بعضنا هذه الآيام!!!.
( حيدرة علاوي ـ متوسطة القدس ... كربلاء المقدسة )
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat