صفحة الكاتب : قيس النجم

سياسيون على مسطبة الإحتياط!
قيس النجم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الأمة الجوفاء الخاوية التي لا تفكر تقع ضحية لمن يغزوها، والبلد يحترق، والأعداء يتمكنون من مسافات واسعة من بلادنا فكرياً وثقافياً، وعليه فبناء العملية السياسية في هذه المرحلة الخطيرة التي يمر بها عراقنا، يجب أن يكون مطمئناً لجميع العراقيين، ويسحب فتيل الأزمة، ويطيب الخواطر، ويهدئ النفوس.

يجب ألا نسمح لشذاذ الأفاق وللغرباء ولحثالة المجتمعات المريضة، أن تستوطن أرضنا، أو تركب موجة التظاهرات بشكل سلبي، والإدراك بأن مفتاح الترابط الإجتماعي يبدأ من التماسك، والوحدة الوطنية، والحفاظ على الحقوق والواجبات، على أنه من المفترض في السياسة هي فن الحلول الممكنة والمسارات الوسطية، والتي يتوافق عليها جميعنا أو تطمئن غالبيتنا، لا فن العزف على المتناقضات وتفقيس الأزمات.

وسط التدافع الكبير على تفاصيل التظاهرات وتداعياتها، يجب أن ندرك أن المتظاهر السلمي يتظاهر، وهو مرفوع الرأس بقوة الحق الذي يتظاهر لأجله، وأنه مع الأولويات المستحقة للوطن والمواطن، وعليه فمهمة نشر الوعي هي من أخطر المهام التي تضطلع بها المنظمات والشخصيات المشاركة في مثل هكذا عرس ديمقراطي.

أحيانا في التظاهرات، يكيل بعضهم الإتهامات للآخرين، وبعضها حقيقي وصحيح، لكن يجب ألا ننسى دور العدو المتربص بنا، والحل يكمن في تحصين بيتنا الداخلي، فثوابت الوطن أعظم من متغيرات السياسة، ثم أننا نحن ضد التظاهرات التي تحصد الأرواح، وتبث الكراهية، وتخلط الأوراق، وتربك عمل الدولة، وتزيف الحقائق وهذا ما تقوم به الجماعات التخريبية.

ختاماً: أيها السياسيون المتحكمون ببلدنا الجريح، كونوا على قدر المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقكم برعيتكم، وأجلسوا على مسطبة الاحتياط في هذا الوقت الحرج، لأن العراق أكبر من الجميع، وعليكم أخوتي وأحبتي المتظاهرين السلميين أنتم أيضاً، ان تميزوا بين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ونحن مقبلون على مرحلة ختامها مخيف وطريقها وعر، وإذا لم نضع النقاط على الحروف، وندفع بقوة عجلة البلد لتسير نحو برَّ الأمان، سيكون ختامها لا يحمد عقباه على الجميع.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قيس النجم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/02/02



كتابة تعليق لموضوع : سياسيون على مسطبة الإحتياط!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net