صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

في ذكرى شهادتها كيف وماذا نقرأ عن السيدة الزهراء
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كثيرةٌ هي الكتب والبحوث والمقالات التي تناولت حياة الزهراء عليها السلام وسيرتها سرداً وتحليلا .. الا انه على القارىء الواعي والنبيه ان يسأل نفسه باستمرار ماذا عليه ان يقرأ من تلك الكتابات الان ، وأي منها يختار ، وكيف يقرأ ما سيختار .. الى آخر الاسئلة التي تتدفق لديه حول القراءة الجيدة والمطلوبة ..

وطبعاً فإن قراءاته السابقة ومستجداته الذاتية والمحيطة به وتغيّر انماط وانساق وضعه كقارىء ومثقف ومهتم تتدخل كلها في صياغة الاجابة الصحيحة عن الاسئلة المتولدة تلك وتضع له فهرست مبكر لقراءته قبل الشروع بها ..
فمثلاً : ضمن الوعي البشري المعاصر والظروف التي تعيش بها المجتمعات الانسانية ، فهل ينبغي لنا ان نقرأ الزهراء من حيثية انها ( بنت نبي الله ) فقط او من حيثية ( زوجة ولي الله وأم اولياء الله ) ، ام من حيثية ( ايتها المظلومة المغصوبة .. المضطهدة المقهورة .. ) .. ؟ ام لا بإعتبار أن كل ذلك يعتبر قراءة اولية لأهداف انبل واسمى تتمثل بصفتها ( سيدة نساء العالمين) أو بصفتها ( حجّة الحجج ) ..؟

لا شك ان قراءة الزهراء بهذه الحيثية الاخيرة هي اهم واشمل ، انفع وانجع بكثير من تلك الجزئيات .. فعندما نقرأ عنها كسيّدة فإننا اذن نقرأها كقوانين بشرية وأوامر انسانية وحزمة تشريعات الهية .
من المناسب وفق هذه الرؤية مثلا ان نراجع اقوال الزهراء واحاديثها ، افعالها وعبادتها وعفافها وسائر شؤونها من حيثية انها سيّدة وان قولها وعملها حجّة واجب الاتّباع .. عندما نقرأ الزهراء بهذا اللحاظ ومن هذا المنطلق نكون قد تقدمنا خطوة الى الأمام في معرفتها ورفع مظلوميتها ، فهؤلاء الذين اغتصبوا حقها كانت غائبة عنهم تلك المعرفة الدقيقة او لنقل حاولوا تغييبها ..

الان لنغيّر بوصلة الكلام ونجعله من حيثية اخرى ، فبدلاً من توضيح القراءة الجيدة من جهة المقروء فلنرى القراءة من جهة القارىء كيف وماذا تكون ..؟ وهل ينبغي أن نقرأ الزهراء بعين الفرد ، اي باعتبار القارىء فرداً ام نقرأها من عين المجتمع وكوننا نحمل هموم أمّة .. ؟

والفرق شاسع وكبير في طريقة القراءة ومقدار فهمها واقتطاف نوع وكمية ثمراتها ، فعندما نقرأ في سيرتها ونحن مسؤولون عن معالجة قضايا مجتمع ونبحث في حياتها عن دواء ليكون ترياقاً لأمراض اجتماعية واخطاء مصيرية في مسيرة البشرية ستكون الغلة مختلفة ما لو قرأتها بتكليف فردي لا يتعدى حدودي الخاصة .

يقول تعالى عن ابراهيم ع ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً ) اي كان يقوم مقام أمّة .. وهذا هو الشخص ( القارىء ) الرسالي في الواقع فهو يمثل جماعته وأمته ، فيستهلك نفسه فيها ويذوب في المجموع ولا يرى لنفسه شيئا ، فلنقرأها بعين المُصلح لا الصالح وبعين الواهب لا " الناهب " ..

وعين القارىء هذه مكمّلة لعين المقروء تلك والتي قلنا عنها انها سيّدة وانها شخصية عامّة ولم تكن مجتزئة بحال من الاحوال ..

سلام الله على الزهراء وعلى قرّاء الزهراء قراءةً واعية مُجدية ورحمة الله وبركاته ..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/01/28



كتابة تعليق لموضوع : في ذكرى شهادتها كيف وماذا نقرأ عن السيدة الزهراء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net