صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

لعبة الكلام
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في البدء كانت الكلمة.

وإذ قال ربك للملائكة.

قالوا أتجعل فيها.

قل هو الله أحد.

الناس يتكلمون بطرق مختلفة، وبلغات متعددة. هناك من يدعو لفكرة بعينها، وهناك من يتعلم من الكلام، وهناك من يتسلى به وينادم، وهناك من يتكلم طوال ساعات الليل والنهار، ويسمونه الثرثار.

الكلام لعبة الحياة، ولعبة الكلام هي التي تستهوينا، فنسرح في طلب العيش، والعبادة الحقة والتعلم، وسبق الآخرين، والتفوق عليهم، ونبحث عن المعرفة من وحي الكلمات.

أتابع برنامجا من قناة فضائية يتكلم مقدم البرنامج فيه عن الحق والباطل، ويحاول إثبات أحقية مايدعو إليه، والزعامة الدينية التي يتبعها، ويراها الحق المؤكد، وتتصل به سيدة، وتطلب منه عدم قذف الزعيم الذي تتبع بألفاظ قاسية. هو يمارس لعبة الكلمات ليقنعها، وهي تمارس ذات اللعبة لتدافع عن أمر تؤمن به.

بهذه الكلمات التي تقال على الهواء، وتسجل وتذاع من الراديو والتلفاز، وبواسطة أشكال من المنشورات والمسموعات والمرئيات يساق الناس الى عبادات وديانات ومذاهب وزعامات لايعتقدون بها حقا بعد تفكير وتمحيص وعن معرفة ودراية، بل لأن غالب الناس يستهويهم قول، وتسلب ألبابهم فكرة، فينساقون وراءها، وقد يتعصبون لها بعد أن ملكت عقولهم.

لعبة الكلام تضلل الناس، ويمارسها الكاتب والشاعر والسياسي ورجل الدين والخطيب المفوه والزعيم المرفه لقوم، أو لعشيرة، أو لطائفة فيحصل على الأتباع والأشياع وأمره على الدوام مطاع.

لعبة الكلام حولت ملايين البشر الى متعصبين، والى مضحين، والى قتلة محترفين، وهم يظنون أنهم يفعلون الصواب، وهم في الحقيقة يقومون بمايمليه عليهم من ضللهم وأوهمهم. وقد تبرأ الشيطان من الذين إتبعوه، وصارت الخطيئة مسؤولية الإنسان الذي سيدفع الثمن وفق قاعدة: القانون لايحمي المغفلين.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/01/13



كتابة تعليق لموضوع : لعبة الكلام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net