الحظ عند ( ستيفن هوكينج )
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يحيى غالي ياسين

من الغريب استعمال لفظة ( الحظ ) من قبل علماء كبار في تخصصهم العلمي كالفيزيائي النظري الشهير ستيفن هوكينج وجَعلِها أساساً لآراء علمية وأوراق بحثية غاية في الأهمية ..!!
فنرى أنه كلما أكتشف نظاماً دقيقاً وبنفس الوقت ضرورياً للحياة على هذه الأرض أو يتعلق به وجود الكون وبقاءه ، وكلما أشار الى معادلة متوازنة وخطيرة في الطبيعة فإنه سرعان ما يُرجع سبب وجودها الى " الحظ " ..!!
فمثلاً في كتابه ( التصميم العظيم ) كثيراً ما يستعمل هذه الكلمة - الحظ - منهزماً بواسطتها عن الإعتراف بالحقيقة الكونية الكبرى المتمثلة بوجود خالق ، نختار لكم مقطعين من كلماته :
- إنَّ نظامنا الشمسي لديه خصائص " محظوظة " لم يكن من الممكن من دونها أن تتطور أبداً أشكال الحياة المعقدة ...
- نحن " محظوظون " بالعلاقة بين كتلة شمسنا وبين المسافة التي تبعدنا عنها ... فإذا كانت كتلة شمسنا أقل أو اكثر بعشرين في المئة ، فإن الأرض ستكون أبرد من المريخ أو أسخن من الزهرة ..
... ومثل هذا الكثير في نفس الكتاب أعلاه .
ففي الوقت الذي يعتمد فيه هؤلاء العلماء على المبدأ التجريبي وأنهم لا يؤمنون بالتفسيرات الغيبية وما وراء الطبيعة ولا يؤمنون بأي فكرة أو معتقد مالم يكن مبرهناً عليه بتجربة مختبرية أو معادلة رياضية .. نراهم في أبحاثهم وآرائهم عندما يصلون الى نقطة لا يمكن تفسيرها في المختبر ولا يستطيعون صياغة معادلة رياضية تتولد عنها مباشرةً يجعلون " الحظ " هو سببها ومنشئها ، فأي تناقض هذا ..؟!
ونحن نقول أن حظ ستيفن هو " الله " الذي تعتقد به الديانات الكبرى في هذا العالم ، والقضية عبارة عن تغيير مصطلح لا أكثر أمّا خوفاً من شيء او رغبةً في شيء آخر ..
وإذا لم يقبلوا بهذه المقاربة فعليهم أن يعطونا تفسيراً علمياً للحظ وحسب المنهج الذي يتّبعونه في الوصول الى استنتاجاتهم ..؟
علماً أن إستبدال المصطلحات الدينية بأخرى علمية مرادفة لها هو أمرٌ مُتّبع في كثير من البلدان الغربية كأمريكا مثلاً التي يشير اليها ستيفن هوكينج في كتابه المزبور ذكره ، حيث أنه بسبب حظر تدريس الدين في المناهج الدراسية يعمد الى تسمية الإله مثلاً بالصانع الذكي .. وهكذا
تسمية الأشياء بمسميّاتها وعدم إخفاء الحقائق هو من أبجديات الأمانة العلمية ، والانحراف عن ذلك يعود لأمراض نفسية لا أكثر ..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat