عن وفاة الزهراء سلام الله عليها
د . مظفر الشريفي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . مظفر الشريفي

بسم الله الرحمن الرحيم
رواية جمادى الأولى حول وفاة الزهراء سلام الله عليها
وردت عدة روايات في الكافي الشريف أن فاطمة سلام الله عليها قد عاشت أو مكثت بعد أبيها صلى الله عليه وآله 75 يوماً. وبما أنه صلى الله عليه وآله قد توفي في 28 صفر كما هو معروف عند الشيعة الإمامية فإن ما تعارف أن وفاتها سلام الله عليها في اليوم 13 من جمادى الأولى غير دقيق. والصحيح أن الاحتمال القوي وفق هذه الرواية هو يوم 14 ويوم 15 من جمادى الأولى لأن القول بأن وفاتها كانت في اليوم 13 مبني على أن نهايات الأشهر القمرية التي تلت وفاة النبي صلى الله عليه وآله كلها تامة بثلاثين يوماً وهذا بعيد جداً، فليس من المتعارف أن تتكرر ثلاثة أشهر قمرية كلها تامة أو كلها ناقصة لأن الشهر القمري -فلكياً- مدته حوالي 29 يوماً ونصف اليوم، ويُستبعد عدم رصد الشهر في ليلته الأولى لثلاثة أشهر متتالية خاصة في بيئة مثل الجزيرة العربية في فصل الصيف، حيث صادف تاريخ وفاتها سلام الله عليها وفق هذه الرواية في العشرة الأولى من شهر آب سنة 632م، ولا غيم في هذا الوقت عادة يمنع رؤية الهلال حينها. وهذا مبني على الحسابات الظاهرية وليس الواقعية لرؤية الهلال، وإلا فالحسابات الواقعية نجزم معها خطأ احتمال أن يكون يوم وفاتها سلام الله عليه يوم 13 أو 16. وبالتالي فإن احتمال الوفاة المقبول هو 14 أو 15 من شهر جمادى الأولى لأن نهايات هذه الأشهر الثلاثة وأعني صفر وربيع الأول وربيع الثاني التي تلت وفاة النبي الأكرم صلوات ربي عليه وآله كان اثنان منها 30 يوماً أو واحد فقط.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat