صفحة الكاتب : مصطفى جبار سند

الاتفاقية_الصينية
مصطفى جبار سند

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في البدأ، لا يظن احد ان الاتفاقية فيها غلبة للعراق على الصين او غلبة للصين على العراق، الاتفاقية مفيدة للطرفين بحدود مقبولة، ولا توجد مخاوف كبيرة كما يتصور اخرين، المشروع بدأت نواته في الحكومة السابقة وكان عرابه وزير النفط الأسبق السيد عادل عبد المهدي ودكتور مظهر محمد صالح، وتم التوقيع على مذكرة التفاهم الأولى بين العراق والصين، وبعد استقالة وزير النفط لم تتعامل الحكومة السابقة بجدية مع المشروع بسبب ضغوطات خارجية، بالنسبة للصينيين القضية لا تخلوا من بعد سياسي، كون الصين تبحث عن حلفاء في المنطقة، اما البعد الاقتصادي من الجانب الصيني فهو واضح، فالاموال الصينية تبحث عن استثماراتها، والتكنولوجيا تحتاج إلى سوق تصريف .
للجانب العراقي:
#العراق يبحث ايضاً عن حلفاء لديهم قدرة تكنولوجية عالية، وسيولة كبيرة، ودول لديها فرق في سعر الصرف أمام الدولار، يجعل قيمة العمل اكبر من القيمة الورقية للنقود المحلية، وللسيد رئيس الحكومة العراقية المستقيل وجهة نظر في ما يخص الوضع العراقي من الناحية العمرانية، فهو يعتقد ان العراق ممكن ان ينهض #محلياً في ما يخص القطاع الزراعي وزيادة الناتج المحلي والاكتفاء الذاتي، لكنه يعتقد ان اعمار البلد يحتاج إلى #قوى_خارجية لديها القدرة على الانجاز بالسرعة القصوى والكلفة الادنى، نظراً لما يعانيه البلد من تخلف كبير في جميع القطاعات والبنى التحتية والمنشآت الحيوية الكبرى، والاعتقاد السائد هو عجز المنظومة العراقية والقطاع العام والبيئة التشريعية والاستثمارية عن النهوض بالبلد من هذه الناحية خلال هذه الفترة القصيرة، خصوصاً في ظل منظومة الفساد وثقافته المستشرية و وجود قوى ومليشات ومنظومات للابتزاز تمنع البلد من النهوض والوقوف على قدميه وتمنع انجاز المشاريع الكبرى.
واود ان اجيب على ملاحظات احمد البشير :
١)) في ما ذكره من دول واجهت مشاكل مع الصين مثل كينيا وماليزيا وسريلانكا، وعدد اخر من الدول، هذا شيء طبيعي يرافق كل العقود التي فيها #شروط_جزائية و المبرمة بين الدول، علماً ان الاتفاقية الصينية #لا_تحتوي على شروط جزائية، كما ان المشاكل العقدية حصلت مع كثير من دول العالم مثل امريكا وبريطانيا والمكسيك وكوبا وكندا والارجنتين واليونان ودول اخرى وكانت مشاكل اكبر من هذه، فهذا لا يعني حظر التعامل مع هذه الدول، يضاف ان هناك تجارب ناجحة للصين مع عشرات الدول، بل معظم دول العالم، كما يمتاز العراق عن بقية الدول بوجود عقود للنفط مع الصين تقارب المليون برميل نفط يومياً وهي عقود طويلة الآجل، وتتنافس الصين مع دول العالم كل سنة على النفط العراقي، لدرجة ان الطلب على النفط العراقي وصل الى اكثر من ٤،٦ مليون برميل نفط يومياً بينما سعة العراق التصديرية لا تتجاوز ٣،٥ مليون برميل بوجود مرونة لدى العراق ب١،١ مليون برميل، وهذا يجعل الصين تقدم تنازلات كبيرة للعراق مقابل موافقة العراق على العروض الصينية، خصوصاً ان الصين هي اكثر دولة بالعالم تستورد النفط، ويحتل العراق المرتبة الاولى في استيرادات النفط للصين.
٢)) ذكر الاخ احمد البشير ان ما يتداول ان قيمة الفوائد على القروض تصل الى ٢٠٪؜ وهنا ان اود ان اوضح انه لا وجود لهكذا رقم، والفوائد قليلة جداً ، وهناك ثلاث اسباب لتخفيض الفوائد :
أ) هو ان النفط العراقي يباع للصين عادةً والدول الاخرى، ولكن يتم تسديد المبلغ بعد ٤٥ يوم، بعد تحديد السعر النهائي للبرميل بعد اجراء المعادلات المطلوبة والتي تستغرق اكثر من شهر، وهو من المفترض ان يترتب عليه فوائد للعراق، لذلك تكون تستقطع الفوائد وتكون بمثابة تسوية بين الطرفين .
ب) تقوم الحكومة الصينية والمصارف الصينية الحكومية بتخفيض الفوائد على الصندوق العراقي كنوع من التسهيلات لضمان بيع النفط الى الصين .
ج) واخيراً تنخفض الفوائد بسبب وجود ضامن وهو قدرة العراق على التسديد بسبب عقود طويلة الاجل مع الصين، وهذا ما يجعل الفوائد تنخفض لانها ترتبط بعلاقة عكسية مع وجود الضامن .
كما ان الاحتياطي العراقي وقدرته الانتاجية تجعل العراق صاحب الكعب العالي على جميع الدول، فحسب الدراسات المكمنية فأن اخر قطرة نفط تخرج فهي من العراق .

#تفاصيل_الاتفاقية
١- الاتفاقية بدون شروط جزائية وتندرج ضمن اتفاقيات الصداقة، وفي حال حصول خلاف يتم اللجوء الى هيئات التحكيم الدولية المعترف بها .
٢- مدة الاتفاقية ٢٠ سنة
٣ ينشأ الصندوق العراقي الصيني للإعمار ، وتشرف عليه الحكومة العراقية وشركة استشارية ضامنة ويتم اختيارها من قبل البنك المركزي من بين افضل ٥ شركات عالمية كبرى .
٤- الطرف الصيني الضامن للاتفاقية هو مؤسسة التأمين الصينية (ساينو شور) وهي المنظمة حكومية عليا .
٥- تحجز ايرادات ١٠٠ الف برميل يومياً من النفط المباع للصين وبالتحديد لشركتي (زنهوا وسينوك) الصينية الوطنية، وتوضع ايرادات هذا النفط في الصندوق العراقي الصيني .
٦- سقف الائتمان المصارف الصينية الى الصندوق ال

عراقي الصيني هو ١٠ مليار دولار ، وبفوائد مدعومة من الحكومة الصينية .
٧- اذا نجحت الحزمة الاولى من المشاريع، ورغب العراق بزيادة الاستثمارات، يتم رفع سقف مبيعات النفط العراقي الى ٣٠٠ الف برميل يومياً، وتقوم الصين بزيادة سقف الاقتراضات الى ٣٠ مليار دولار .
٨- يودع المبلغ بمصرف (ستك بنگ) ، ثم يقوم البنگ بتحويل الحساب الى البنگ الاحتياطي الفدرالي الامريكي في نيويورك والذي يشرف على مبيعات النفط العراقي الاجمالية ، ويوجد فيه حساب العراق من المبيعات، بعدها يحول المبلغ الى حساب جديد يسمى حساب الاستثمار (investment account) .
٩- يتم انشاء حساب بأسم حساب خدمات الديون ( repay account ) ويخصص لدعم نسبة الفائدة، وتستقطع مبالغه من حساب الاستثمار .
١٠- يشمل الصندوق تغطية المشاريع التالية

* المطارات
* بناء المدارس
* تعبيد الطرق الخارجية
* سكك
* معالجة تلوث دجلة والفرات وشط العرب
* بناء مجمعات سكنية
* مشاريع البنى التحتية
* مشاريع الطاقة والتحلية
* مشاريع اخرى حسب طلب الحكومة العراقية

فاذا كانت تكلفت احد المشاريع اعلاه مليار دولار، فأن المبلغ يؤخذ من الصندوق بواقع (٨٥٠ مليون دولار من الصين و ١٥٠ مليون دولار من مبيعات النفط العراقية)

١١- يختار مجلس الوزراء المشاريع اعلاه، ويوقع على العقد لمرة واحدة ، مثال : يتم التوقيع لبناء الفين مدرسة بعقد مفتوح يسمى (open concert)
١٢- تم البدء بإيداع اموال النفط العراقي بتاريخ ١-١٠-٢٠١٩ ، وتراكم مبلغ قدره نصف مليار دولار لغاية الان، مع جاهزية الصين لايداع ١٠ مليار دولار ، وكان من المؤمل ان يتم اختيار اول المشاريع هذه الايام ، لكن تحول الحكومة الى حكومة تصريف اعمال جردها من صلاحية التوقيع .

نأمل من الحكومة القادمة التعامل مع هذا المشروع والتوقيع على اول حزمة مشاريع .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى جبار سند
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/12/28



كتابة تعليق لموضوع : الاتفاقية_الصينية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net