لا تغيّر نفسك ، بل غيّر من قواعد اللعبة
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يحيى غالي ياسين

بهذه الحكمة ختمت ( حليمة أدين ) عارضة الأزياء الصومالية المسلمة السوداء المحجبة والمحتشمة كلمتها في منتدى شباب العالم الذي يُعقد في شرم الشيخ في نسخته الثالثة 2019 ..
أعجبتني هذه الكلمة كثيراً ووقف تفكيري عندها لدقائق ، حكمة عميقة ومُلهمة خاصة عندما ينطق بها من عَمل بها ونجح من خلالها ..
استطاعت هذه الفتاة رغم لون بشرتها وديانتها وأحتشامها أن تتصدر مجلات أزياء عالمية وأن يتجاذبها مصممون عالميون للعمل معهم ..
لم تغيّر مَلبسها ولا شكلها ولم تخفِ ديانتها ولم تتنكر لحسبها ونسبها ولكن كل ما هنالك غيّرت بإعدادت الآخر اتجاهها ولعبت في آيقونات القناعة لديه وتحكّمت في خارطة التفكير عنده حتى قبلها بل جعلها على رأس قائمة اولوياته واهتماماته ..
هذه حكمة حياة ، وقانون عمل ، وأسلوب تعاطي مع الأشياء ، فكم هي المواقف التي تخلَّينا فيها عن بعض التزاماتنا وأدبياتنا من أجل إرضاء الشخص الفلاني أو الجهة الفلانية ..! وكم هي الأقنعة التي اختفينا خلفها هروباً من واقع لا يريد الآخر أن يتقبله منا ، فكم هو جميل أن يتصالح الإنسان مع نفسه ويعيش بحقيقته وطبيعته وليس بأهواء الآخرين ..
قبول الآخر والتعايش معه لا بد أن تكون ثقافة عالمية تتحلّى بها جميع شعوب الأرض ، أدركت بعض المجتمعات الحديثة مؤخراً أنّ تنوّع الحضارات وتلاقحها مصدر قوّة للبشرية ، حتى أعلنت بعض المدن نفسها ( مثل برشلونه الاسبانية ) كمدن معرفية من إحدى أهم أسسها وقوانينها هو استقبال المهاجرين القادمين من أصول وحضارات مختلفة ليتكون نسيج مجتمعي معرفي عابر للزمان والمكان .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat