صفحة الكاتب : الشيخ ليث الكربلائي

يُحرّفون الكَلِم !
الشيخ ليث الكربلائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الهيئة التنسيقية للحكومات المحليّة وبعض اتباع الأحزاب اجتزؤوا من خطبة الجمعة هذا النص " ينبغي العمل على أن ترجع الامور الى سياقها الطبيعي " فأخرجوه عن سياقه وفسروه - في محاولة للضحك على الذقون كعادتهم - بأنه دعوة لعودة الحياة لطبيعتها كما كانت قبل التظاهرات !!
بينما الصحيح انه بصدد الدعوة الى اعادة بسط يد القوات الأمنية على المؤسسات بدلا من العشائر وهذا هو النص الكامل: " ولكن ينبغي العمل على أن ترجع الامور الى سياقها الطبيعي في جميع المناطق من تحمل القوى الأمنية الرسمية مسؤولية حفظ الأمن والاستقرار وحماية المنشآت الحكومية وممتلكات المواطنين " والحرف (من) في النص جاء بمعنى الباء.
فهؤلاء بعد ان عجزوا عن ركوب المد البشري السلمي الذي فاضت به بغداد اليوم لجؤوا لمثل هذه الحيلة الرخيصة.
ثم إن أول الخطبة يفند زعمهم حيث جاء فيها : " لا شك في أنّ الحراك الشعبي اذا اتسع مداه وشمل مختلف الفئات يكون وسيلة فاعلة للضغط على من بيدهم السلطة .. "
وأيضا سبق وأن أكدت المرجعية الدينية على ان الرجوع الى حال ماقبل التظاهرات من دون انجاز شيء بعد كل تلك الدماء والارواح أمر مستبعد من قائمة الخيارات الممكنة حيث جاء في خطبة الجمعة 15/11/2019: " لن يكون ما بعد هذه الاحتجاجات كما كان قبلها في كل الأحوال "
وهنا ينبغي التنويه على ان المرجعية الدينية لم يصدر منها شيء بخصوص انهاء الاضراب سواء اضراب الطلاب او غيره بل سبق وان اكدت على ان لا يكون ذلك مثارا للتناحر والجدل حيث جاء في خطبة الجمعة 8/11/2019 : " ليس لأحد أن يلزم غيره بما يرتئيه، ولا يليق أن تكون المشاركة أو عدم المشاركة مثاراً لتبادل الاتهامات بين المواطنين عند الاختلاف في الرأي، بل ينبغي أن يحترم كلٌ رأي الآخر ويعذره فيما يختاره "
فإذا كنتَ مقتنعا مثلا بضرورة انهاء اضراب الطلاب ليس من الانصاف ان تمتهن التعريض بالآخرين والعكس صحيح أيضا ، والمثقف الذي يعجز عن التأثير في الرأي العام في مثل هذه المسألة وأضرابها ينبغي ان يصب جام غضبه على أدواته العرجاء قبل صبه على الجماهير !!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ ليث الكربلائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/12/07



كتابة تعليق لموضوع : يُحرّفون الكَلِم !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net