قانون الانتخابات المنصف و آلية مقترحة
د . احمد خضير كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تهدف قوانين الانتخابات النيابية و تشريعاتها الى وصول مجموعة من الافراد ( يطلق عليهم النواب او ممثلي الشعب)   يكونون ممثلين عن الشعب وفق قاعدة الاقتراع او الانتخاب السري باستخدام الاساليب الديمقراطية ... 
وتتجمع هذه المجموعة في مجلس واحد وتحت قبة واحدة تدعى قبة البرلمان ( وتاخذ تسميات مختلفة حسب كل دولة مثل مجلس النواب او الجمعية الوطنية او مجلس الشعب او المجلس التشريعي والخ..)  وتتولى ثلاث مهام رئيسية هي تمثيل الشعب امام الحكومة و تشريع القوانين و الرقابة على اعمال الحكومة ...
 واليوم يمر العراق بازمة كبيرة تمثلت كبر تلك الازمات بمشكلة المحاصصة و تمثيل الاحزاب التي عملت على منافعها الخاصة والفئوية على حساب الشعب مما أدى الى استفحال افساد الاداري والمالي وغياب المحاسبة وتشريع قوانين تمنح امتيازات لفئة دون اخرى مما ادى الى خروج مظاهرات كبرى في الاول من تشرين الاول ادى استخدام العنف ضدها الى تفاقم المشكلة وتحولها الى حالة من العصيان المدني والانتفاض ضد الوضع القائم ...
و طرحت المرجعية العليا في النجف الاشرف خارطة ريق للخروج من الازمة الكبيرة بعد ان ابدت قلقها من عدم جدية القوى السياسية في الاستجابة الى مطالب الشعب وقد تبلورت الخطوة الاولى التي طرحتها المرجعية في ضرورة الاسراع في انجاز قانون الانتخابات وقانون مفوضيتها يعيد ثقة المواطنين بالعملية الانتخابية تحت شرطين :
الاول: لا يتحيز للاحزاب والتيارات السياسية.
الثاني: يمنح فرصة حقيقية لتغيير القوى التي حكمت البلد خلال السنوات الماضية
و اتجهت العقول المفكرة و الوطنية بالاضافة الى السياسية الى اقتراح اليات متعددة من الانظمة الانتخابية الكثيرة ...
وكان أقربها ما طرحه الدكتور أثير أدريس من تمثيل القانون الفرنسي والمتمثل في الاقتراع على مرحلتين وكما نشره.. .. ولان المشروع الذي طرحه يتضمن ترشيح اعلى الاصوات لللانتقال للمرحلة الثانية قد يبقي على استحواذ بعض القوى السياسية والاحزاب والتيارات في بعض المناطق للاستمرار في تواجدها بقوة تحت قبة البرلمان مما يعيد المشكلة في العراق...فان تعديلا بسيطا على المشروع المقترح وهو بدلا من اخذ اعلى الاصوات ان يتم استبعاد الاقل اصواتاً مما يتيح فرصة بقاء اكثر من مرشح للانتقال الى المرحلة التالية وبالتالي ضمان بقاء المستقلين للترشح مع وجود فترة كافية تتضمن تثقيف الشارع على مرحلتين لانتخاب الاكفأ...و لكي لا أطيل عليكم أعزتي ادرج لكم مقترح القانون الانتخابي وهو مزيج ما بين نظام الاقتراع على دورتين و النظام التفاضلي  (بالنسبة للكوتا)
الثا- الدوائر الانتخابية وكيفية توزيعها:
1-    تقسم المحافظات الى دوائر انتخابية متعددة مساوية لعدد النواب بعد اقتطاع الكوتا وبحسب الكثافة السكانية لكل محافظة اذ يمثل كل نائب دائرة انتخابية تمثل 100 الف من السكان الذين يحق لهم التصويت، وبحسب المعادلة الاتية:
عدد الدوائر الانتخابية= عدد نواب المحافظة – عدد مقاعد الكوتا
2- يكون الترشيح ضمن الدائرة الانتخابية فرديا.
3-  يتعبر المرشح فائزا بالمقعد الممثل للدائرة الانتخابية في حال حصوله على (50%+1) من اصوات سكان الدائرة الانتخابية التي ترشح ضمنها وفي حال عدم حصول اي من المرشحين على نسبة ال (50%+1),  يتم استبعاد كل من حصل على اقل من ( 5% او 10%) من الاصوات وتعاد عملية الاقتراع بعد مدة لاتزيد عن شهرين بين المتنافسين.
4- يؤخذ الاعلى اصواتا كمرشح عن الدائرة الانتخابية في الدورة الثانية في حال عدم تحقق شرط (50%+1)

رابعا – الكوتا :
(مقاعد الكوتا ويكون ترشيحهم كالتالي:
مقاعد النساء تمثل 25% من عدد مقاعد كل مجلس النواب وبالتالي تساوي 25% من عدد مقاعد كل محافظة ومقاعد المكونات الاخرى 
1-    المكون المسيحي (5) توزع على المحافظات (بغداد, نينوى,كركوك,دهوك,اربيل)
2-    المكون الايزيدي (1) مقعد محافظة نينوى
3-    المكون الصابئي المندائي (1)مقعد في محافظة بغداد
4-    المكون الشبكي (1) مقعد في محافظة بغداد
5-    الكرد الفيلية (1)مقعد في محافظة واسط.
2-  توزع الدوائرالانتخابية ضمن المحافظة وفقا للمعادلة الاتية:
عدد الدوائر = عدد نواب المحافظة – عدد مقاعد الكوتا للمحافظة 
مثلا: لوكان عدد نواب محافظة ما 40 نائبا سيكون عدد النساء الواجب صعودها للبرلمان عن هذه المحافظة = 10 نساء، و مقعد للطائفة المسيحية والخ لذا سيكون عدد الدوائر الانتخابية ضمن هذه المحافظة كالاتي:
عدد الدوائر الانتخابية في المحافظة يساوي عدد النواب (40) – (عدد النساء (10) + مقعد المكون المسيحي (1))= 29 دائرة انتخابية.
2- وفقا للمعادلة اعلاه تقسم هذه المحافظة الى 29 دائرة انتخابية ينتخب عن كل دائرة مرشح واحد كما تم شرحه في (ثالثا – 3).

4-  للحصول على عدد النساء المطلوب صعودهن للبرلمان او الكوتا للمكونات الاخرى 
نعتمد الخطوات التالية:
- تتنافس الكوتا على مستوى المحافظة.
- لحق كل ناخب ترشيح مرشح عن دائرته الانتخابية او تفضيل ترشيح مرشح عن الكوتة .
- يعتبر ممن تم ترشيحه عن الكوتة من الحاصلين على اعلى الاصوات في الدوائر الانتخابية ال 29 فائزين بعضوية مجلس النواب عن هذه المحافظة، بمعنى انه بعد ظهور نتائج الدوائر الانتخابية ومعرفة الفائزين بالمقعد البرلماني عن كل دائرة يتم احتساب اصوات الكوتا في كل دائرة انتخابية وجمعها على مستوى المحافظة وترشح الاسماء الاعلى اصواتا للفوز بالكوتا والى ان يتم ملئ كل مقاعد الكوتا.

تحديد الكتلة الاكبر وتشكيل الحكومة 
يعتمد على اتفاق اكبر عدد من البرلمانيين لترشيح رئيس الجمهورية و رئيس الوزراء هو الكتلة الاكبر.

الموضوع السابق مجلس حسيني ــــ الذل الاجتماعي وأسبابه

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat