(2)
كنت أقلب عيني بين الأحلام , تاركا خلفي قلبا يحرقه اللهب المعتق , وظلت عيني شاخصة , بين أحلام الأمس وكوابيس الغد , وبين صمتي الذي خشيتُ منه على النيام , وبين أنين نايِّك الحزين , سمعت همسا لم أتبين كنهه في بادئ الأمر , التفتُ حولي فلم أرَ غير تلك الظلمة التي صارت تبثها الشموع , فقد قال نفرٌ من الشمع التي يخنق ظلامها ضياء الأمس :
- لقد سمعنا بكاءً عجبا , يهدي الى الموت , فآمنا بان لا حياة للعاشقين ,
وأنا يا سيدتي وقبل أن يتم النفر حديثه , رأيته يذوي مشرعا الرحيل , فصرت أغلق عيني لأحفظ ما بقي بها من ذكراكِ , بكائي وطيوفك , وتلك الشموع التي استحالت ظلاما , وسرتُ في نومي , فاذا بالهدهد حزينا كسيرا , لم يطل وقوفي أمامه صمتا , حتى تطلع نحوي بكل ما يحمل العبدُ لسيده من احتقار , ويبدو أنني لم أعد كما كنت ذلك الملك , فلم ينتظرني الهدهد بل عاد بعد رحلته , ولم أعاقبه , لأن لو لي قِبل بالعقاب لفعلته مع نفسي فهي أولى بالجحيم , فقال حين أبديت اكتراثي لحزنه ,
لقد وجدتها رهينة ذلك المعبد الميت , حزينة تلعن بصمتها كل أغانيك التي رددتها , وأحسست في صوته يا سيدتي نبرة ايمان حقيقة فأدركت ان كفره بي كان منبع ذلك الايمان
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat