صفحة الكاتب : سعدون التميمي

ياليتني كنت كردياً
سعدون التميمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عند زيارتي الاخيرة لاقليم كردستان العراق وتجوالي فيه واطلاعي على العمران والبناء والتقدم الذي تشهده مدن الاقليم واللمسة الحضارية الجميلة التي تطفو على الشارع الكردي وسير الحياة اليومية بشكل هادئ ومتناغم والنظام الذي يمارس في الشوارع وكذلك عمل الموؤسسات والدوائر الحكومية  بشكل متقدم ، اصابتني الدهشة والاستغراب وحالي حال الاخرين اعجبت كثيراً بهذه النقلة النوعية الكبيرة التي حظت بها مدن الاقليم والشعب الكردي الذي عانا ماعاناه لسنوات طويلة من الحرمان والويل  والقتل والتهجير من قبل النظام السابق الذي كان يمارس بحقهم ابشع الاساليب واحقرها وباسم العروبة والقومية المقيتة .
فاخذت اتسائل في نفسي ماهو الفرق بيننا وبينهم هم يتنعمون بالخير والامان ونحن نتحسر على ابسط الاشياء هل هم كانوا يسعون وراء هدف كبير ومهم ونحن نتلاهث وراء سراب واكذوبة كبيرة ، 
فها هم قد حصلوا على حقوقهم وذلك بصبرهم وارادتهم ووحدتهم واختيارهم الصح لمن يمثلهم ولمن يحكمهم ولمن ينوب عنهم ، ونحن لازلنا في اخر الطابور ننتظر الفرج  لاننا اخطأنا الهدف ولم نوفق في اختيارنا لكوادرنا ، فياترى هل هم ملائكة ونحن شياطين ، هل هم مبشرين بالنعيم ونحن كتب علينا العذاب وقلة الراحة ؟ ، هل هم اكراد اكراد لايصلحون الا ان يكونوا ابطال النكتة مثلما كنا نسمع في زمن الثمانينيات من نكات ابطالها سعدي الحلي وعزت الدوري والاكراد ، وهل نحن العرب عباقرة مخترعين ومفتحين باللبن ام العكس نحن لانفقه من التحضر والمدنية شيء وقد كتب علينا ان نعيش في تخلف حضاري مستمر بالرغم من تمتعنا بثروات هائلة وطاقات وطنية كبيرة تأهلنا ان نكون افضل من غيرنا وان نعيش افضل حياة ، ام اننا كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ   ـــ   والماء فوق ظهورها محمول .
فما تحقق للشعب الكردي لم يأتي من فراغ بل هو بحكمة القيادات الكردية وحنكة الساسة الكرد ليصلوا بشعبهم الى بر الامان عكس مايحصل معنا نحن العرب من نهب ليخيراتنا والمتاجرة بارواحنا ومقدراتنا ونحن كعراقيين عرب لانملك سوى التطبيل  والتراقص في حضرة القادة والذهاب الى صناديق الانتخابات وان نقدم الارواح قرابين لهم .
فحتى لواقرت الاقاليم وحصلنا على اقليم لجنوب ستان واقليم لدليم ستان واقليم لنجف ستان هل ستعمل الاحزاب العربية والساسة العرب وسياسيو الصدفة على احقاق حقوقنا والاخذ بنا نحو بر الامان والخير والمساوات ، ام ان ابن الحزبي مقدم وابن الفقير مؤخر وان ابن السيد موقر وابن العامي مكبل ، وهل ستنتهي الطبقية التي ارسوا دعائمها وعملوا عليها منذ دخولهم العراق من خلال معطف بريمر، وهل ستنتهي الصراعات فيما بيننا نحن العرب العراقيين وتصفية واقصاء بعضنا للبعض الاخر وهل سيترك الساسة حلبة الصراع والانتقال الى ميدان البناء والاعمار  ونحن كشعب هل  سنعمل على غسل  قلوبنا بماء الحب وان تتوحد احلامنا وكذلك خطابات الساسة ، تسائلات كثيرة تكورت في رأسي وتجمعت في ذاتي والاجابة لا والف لا سيبقى الحال على ماهو عليه وستقيد القضية ضد مجهول وسنبقى في حضيرة التخلف العربي ولن تقم لنا قائمة ، فكم تمنيت اليوم لو اني كنت كردياً حتى لو الفوا وحكواعني الف نكتة المهم ان اشعر بالامان وان اطرد كوابيس الفقر والخوف والجوع والقلق عن نوافذ حياتي لاني لم اجني من عروبتي سوى الدمار والتهجير والطائفية وفتاوى القتل والرجعية ... 
 
سعدون التميمي 
 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سعدون التميمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/02/04



كتابة تعليق لموضوع : ياليتني كنت كردياً
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net