صفحة الكاتب : د . عواد الخالدي

الصلاة في سوق الغزل
د . عواد الخالدي

نارٌ ودخانٌ ورمادْ
وسديمٌ اسودُ في بغدادْ
لا هُمّّ, بأن السوقَ يبيعُ الموتَ
ويحفلُ بالأوغاد
ويحصبُ ديمُ العنفِ الأفراد
الكلُّ يناد
يا لُطْفَ الله
اللهُمَّ,
بحقِ الملكوتِ
بصلاةٍ وقنوت
ابعدْ عنّا
شبحَ التابوتِ
نراهُ يدورُ
يحورُ
يمورُ
يقطف أزهار النسرين
يأكلُ قبلَ النضجِ التين
يتمرى بدماء الأهلين
من قُطِعَتْ منه الأوردة
أو ولّى من دون وَتين
من ادلج في القلب السكين؟
وشظايا العوز
و
أبجد هوز
من اسكنها ليراها الأبناء
الأبناء,
من خذلتهم يافطة الأسماء
من كتبوا قبل الألف الياء
والتحفوا بسواد الليل رداء
قلق وعناء
ذُهِل الجرحى
فتناسوا ما حلَّ بهم
من أين أتت هذي الأشلاء؟
وبِحارُ الدمِّ بسوق الغزل
يلعقها أبناء العُهر الغرباء
العرّابون وبَجْدَتهم
القفّاصون القنّاصون الذبّاحون اللعناء
أبناء مسيلمة وسجاح
نزوى وسفاح
...... , ومن عاثوا بديار الخَلْقِِ
سيدهم نغلٌ مأبونٌ
قائدهم ممسوخ الخَلق
وسماسرة الحربِ
من جاسوا بين الرئتين
وانتزعوا منّا الافئدة
فجرا, قبل طلوع الشمس
فاحترقت دجلة قبل العرس
وتجمد في الأزميل الماء
يا وطني
ما هذا العري؟
من صلّى خلفك دون رداء؟
ملعونٌ
من يكتب اسم الحب, بدون عناء!
ملعونٌ
من يحشر بين حروف الحب حرف الراء!
ملعونٌ
من يعشق ليلى , ويعاشر في السرِّ نداء!
ملعونٌ
من يسلط ظهر الشعبِ
بسوط القهر
ويقبِّلُ أيدي السفراء!
ملعون من يركل رِجلَ الشعب, وهو حذاء
***
يا بهلولْ
خلف الناس
درويش يركض كالوسواس
تنهبُ رجلاه الأرض
يحمل فوق الرأس مداسْ
تجشأ لمّا امتلأ الكرش مما تحويه الأكياس
ربَّتَ فوق الصدر بعنف
وتلمَّظ لمّا نام الحراس
- يا أبنائي!!
- يا لله!!
صار الدرويش هو الراس!
صار الدرويش هو الراس!
نحر النحرير لمَقْدَمِهِ كبشا
وارتفعت في الكفِّ الكاس
يا للناس
كم كان يدور بحارتنا؟
يستجدي فينا الإحساس
واليوم نلوذ بجانبه
نطلب أخماس الأسداس
عقمت أرحام قبيلتنا
فتسيَّد فينا الخنّاس
والنسناس
وتفشَّتْ الآم الراس
فمشى العالم بالمقلوب
القدمان إلى الأعلى
وتدلى للأرض الراس
الصبية تنقر بالدف
ونساء الحي - على مهلٍ- تصرخ فينا
يا معدان
ثمل الشيخُ
يا معدان
فرمى في الشط الترباس
يا معدان
خطمتنا الفتنةُ
واستاق الجملَ الطليانُ
نارٌ ودخان
هيْ يا أنتَ
كبِّرْ قبل طلوع الفجر
علَّ الأموات إذا نشروا
وعلا صوتك بالآذان
أن يهبط فينا ديكان
وَ يؤم ديوك الحرب الطبالين
من قفزوا فوق الجيران
صلى الأموات صلاة الخوف
وصلاة الوحشة
كالطرشان
فجدار القبر له آذان
والحيطان لها آذان
أما الجيران!! فيا... يا... يا...للجيران


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . عواد الخالدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/02/03


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • يا أبانا  (ثقافات)

    • متى تغضب  (ثقافات)



كتابة تعليق لموضوع : الصلاة في سوق الغزل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net