نارٌ ودخانٌ ورمادْ
وسديمٌ اسودُ في بغدادْ
لا هُمّّ, بأن السوقَ يبيعُ الموتَ
ويحفلُ بالأوغاد
ويحصبُ ديمُ العنفِ الأفراد
الكلُّ يناد
يا لُطْفَ الله
اللهُمَّ,
بحقِ الملكوتِ
بصلاةٍ وقنوت
ابعدْ عنّا
شبحَ التابوتِ
نراهُ يدورُ
يحورُ
يمورُ
يقطف أزهار النسرين
يأكلُ قبلَ النضجِ التين
يتمرى بدماء الأهلين
من قُطِعَتْ منه الأوردة
أو ولّى من دون وَتين
من ادلج في القلب السكين؟
وشظايا العوز
و
أبجد هوز
من اسكنها ليراها الأبناء
الأبناء,
من خذلتهم يافطة الأسماء
من كتبوا قبل الألف الياء
والتحفوا بسواد الليل رداء
قلق وعناء
ذُهِل الجرحى
فتناسوا ما حلَّ بهم
من أين أتت هذي الأشلاء؟
وبِحارُ الدمِّ بسوق الغزل
يلعقها أبناء العُهر الغرباء
العرّابون وبَجْدَتهم
القفّاصون القنّاصون الذبّاحون اللعناء
أبناء مسيلمة وسجاح
نزوى وسفاح
...... , ومن عاثوا بديار الخَلْقِِ
سيدهم نغلٌ مأبونٌ
قائدهم ممسوخ الخَلق
وسماسرة الحربِ
من جاسوا بين الرئتين
وانتزعوا منّا الافئدة
فجرا, قبل طلوع الشمس
فاحترقت دجلة قبل العرس
وتجمد في الأزميل الماء
يا وطني
ما هذا العري؟
من صلّى خلفك دون رداء؟
ملعونٌ
من يكتب اسم الحب, بدون عناء!
ملعونٌ
من يحشر بين حروف الحب حرف الراء!
ملعونٌ
من يعشق ليلى , ويعاشر في السرِّ نداء!
ملعونٌ
من يسلط ظهر الشعبِ
بسوط القهر
ويقبِّلُ أيدي السفراء!
ملعون من يركل رِجلَ الشعب, وهو حذاء
***
يا بهلولْ
خلف الناس
درويش يركض كالوسواس
تنهبُ رجلاه الأرض
يحمل فوق الرأس مداسْ
تجشأ لمّا امتلأ الكرش مما تحويه الأكياس
ربَّتَ فوق الصدر بعنف
وتلمَّظ لمّا نام الحراس
- يا أبنائي!!
- يا لله!!
صار الدرويش هو الراس!
صار الدرويش هو الراس!
نحر النحرير لمَقْدَمِهِ كبشا
وارتفعت في الكفِّ الكاس
يا للناس
كم كان يدور بحارتنا؟
يستجدي فينا الإحساس
واليوم نلوذ بجانبه
نطلب أخماس الأسداس
عقمت أرحام قبيلتنا
فتسيَّد فينا الخنّاس
والنسناس
وتفشَّتْ الآم الراس
فمشى العالم بالمقلوب
القدمان إلى الأعلى
وتدلى للأرض الراس
الصبية تنقر بالدف
ونساء الحي - على مهلٍ- تصرخ فينا
يا معدان
ثمل الشيخُ
يا معدان
فرمى في الشط الترباس
يا معدان
خطمتنا الفتنةُ
واستاق الجملَ الطليانُ
نارٌ ودخان
هيْ يا أنتَ
كبِّرْ قبل طلوع الفجر
علَّ الأموات إذا نشروا
وعلا صوتك بالآذان
أن يهبط فينا ديكان
وَ يؤم ديوك الحرب الطبالين
من قفزوا فوق الجيران
صلى الأموات صلاة الخوف
وصلاة الوحشة
كالطرشان
فجدار القبر له آذان
والحيطان لها آذان
أما الجيران!! فيا... يا... يا...للجيران
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat