قانون العنف الأسري من صراع الحضارات الى تسويقها
سجاد الحسيني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سجاد الحسيني

من اهم النظريات التي خرجت في تسعينيات القرن الماضي هي نظرية صراع الحضارات للفيلسوف السياسي "صامويل هنتنجتون" التي تقول بصراعات مابعد الحرب الباردة لن تكون بين الدول القومية وإختلافاتها السياسية والإقتصادية فحسب ، بل ستكون الاختلافات الثقافية المحرك الرئيسي للنزاعات بين البشر في السنين القادمة، وجاءت هذه النطرية في معرض رد كاتبها على اطروحة تلميذه الفيلسوف الأمريكي فرانسيس فوكوياما المعنونة نهاية التاريخ والإنسان الأخير ، لايخفى على المتتبع للأحداث المتسارعة، الصراع الثقافي من جهة الغرب ومحاولته تذويب الهويات الاخرى خصوصا الإسلامية منها، من خلال العولمة العالمية، ووسائل الإعلام، والاعلام الحديث كوسائل التواصل الاجتماعي ، انتقلت أمريكا وحلفاؤها الى استراتيجية جديدة في هذا النوع من الصراع وهو تقنين تلك الثقافات التي تصدرها للمجتمعات خصوصا في الدول الهشة امنيا وسياسيا واقتصاديا مثل العراق ، كثيرة هي الشواهد في العراق على دعم امريكا لقوانين مثل قانون العنف الأسري الذي يعتزم البرلمان التصويت عليه، ووقفها ضد قوانين اخرى مثل قانون الأحوال الشخصية الجعفري، ليس من ثقافات المجتمع الاسلامي خصوصا في العراق ان يترك رب البيت أسرته دون قيود وضوابط تعمل على تهذيبهم وتربيتهم، فالبنت الذي تكون علاقة مشبوهة او غير شرعية مع رجل ما تكون محمية بحسب القانون المزمع اقراره !! والأب القاسي يستطيع ابناءه ترك المنزل والذهاب الى دار الإيواء وان كان الابناء قاصرين!! وكذلك بقاء الزوجة المطلقة في بيت زوجها ، وغيرها من الفقرات التي هي بطبيعة الحال ثقافات مستوردة وغربية على تراثنا والسلوك الإسلامي والعادات والتقاليد العربية، عندما تشاهد السفارة الأمريكية تعمل جاهدة على دعم هذا القانون واقراره وبذلت في سبيل ذلك الالاف الدولارات فضلا عن الندوات ومايسمى بمنظمات المجتمع المدني والتي هي في اغلبها ادوات ضغط تستخدمها السفارة لدعم هكذا امور وضرب مايعارض السياسية والمشروع الأمريكي في المنطقة هنا علينا ان نبحث عن المستفيد من اقرار هكذا امور وجعل غطاء قانوني لها ، هذا الكيل بمكيالين لايأتي من فراغ بل هو جزء من هذا الصراع الكبير وتستخدم الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الصراع ادوات كثيرة سياسية واعلامية واقتصادية من أجل الضغط على تلك الدول والمجتمعات لتحقيق المآرب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat