عظم الأشخاص من عظم الانجازات.
مصطفى الهادي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مصطفى الهادي

الانجازات فيها جوانب مظلمة وأخرى مشرقة . وهناك الكثير من الظالمين اشتهروا بإنجازاتهم الإجرامية والتاريخ مليئ بأمثال هؤلاء : هؤكو ، جنكيز خان الفراعنة وغيرهم ، ولكن انظر بماذا اقترن ذكرهم وكيف يستحضرهم التاريخ بأبشع صورة.
وهناك اشخاص قدموا انجازات كانت نقاط مضيئة في سماء البشرية .فأصبحوا منارا تقتدي بهم الشعوب وتستمد منهم كل مقومات عوامل التغيير.
ومن هذا يتضح أن كبر حجم الضحية من كبر الانجازات فكلما كانت الانجازات عظيمة عظمت شخصية القائم بها وسيتردد صداها إلى ابعد الاماكن فلرب مليون انسان او اكثر يُقتلون بصمت فلا يدري بهم أحد ، ولكن لرب قتيل ملأ موته الدنيا صراخا وعويلا فشاع ذكره في السماء قبل الأرض، لا بل رب ميّت تنقص الارض بموته كما يقول تعالى : { أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها}. اجمع العلماء على أن الله قصد بذلك موت العلماء. لا بل أن اهل السنة والجماعة يروون بأن عرش الرحمن يهتز لموت بعض الاشخاص كما نسبوا للرسول (ص) أنه قال عن سعد بن معاذ : (لقد استبشرت الملائكة بروح سعد واهتز له عرش الرحمن). ولا أدري لماذا يهتز عرش الرحمان لموت شخص لم يقض في الاسلام سوى سبع سنوات وماذا قدّم سعدا في هذا السنوات السبع سوى انهم نسبوا إليه مجازر مروّعة أساءت للاسلام وصبغته بالدموية.فبينما يموت ابو بكر وعمر وعثمان ومعاوية ويزيد ومائة وعشرون الف صحابي وغيرهم بصمت وتضيع قبورهم ، لولا ان الشيخين احترزا لذلك وحشرا انفسهما قرب النبي لما بقى لهم ذكر ولا قبر حالهم حال عثمان الذي دُفن في مقابر اليهود. نرى أن عليا يموت والسماء تُنادي يوم موته (تهدمت والله أركان الهدى). والحسين يموت فتصبح تربته بقعة من بقاع الجنة وأن الشفاء في تربته واستجابة الدعاء تحت قبته ، فأنظر يا رعاك الله إلى خواتم الأمور ونهاياتها . هذه قبور أئمة الهدى شامخة تُناطح السماء وتُضاهي الشمس جمالا ، فأين قبور الظالمين من عهد عاد.
هؤلاء آبائى فجئنى بمثلهم ـــــ اذا جمعتنا ياجرير المجامعُ
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat