قيامة عشق الحسين
زهراء خالد البغدادي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
زهراء خالد البغدادي

الرؤيا وأنت فاتح العينين وقلبك يخفق وروحك جزعة متلهفة،ترى العالم من نافذة السماء ويتراءئ لك أنت في العالم الفوقي تتلذذ بأصوات المستغيثين ،يذهب عنك الخوف تماما وأنت تتنقل بين قباب صغيرة تحيط بتلك القبة العملاقة ..وعيناك تحتضن كل شيء وإذناك ينساب إليها صدى هتاف اسمه وهو يمر حول القباب باتجاه السماء ..أي قوة يملكون وأي حب كبير يسكن حنايا القلوب ..كلمات ،كلمات ما أطيبها وهي تتسلق وتطير وتبحث عن منفذ الصعود إلى سماء الملك وأنت على حافات الممرات تتنقل كفراشة تبحث عن ملاذ لها كي تنفش ما تبقى من أجنحتها الملونة .. هل شعرت بالحزن ؟ - نعم.. حزن خال من الخوف ودموعي كانت عنوان تعشقي مع الحدث ... كنت لا أهاب الموت وأنا أميل يسارا ويمينا وأحيانا إلى الأمام بلا تردد .. حسبت إنني سقطت من أعلى الضريح باتجاه العاشقين وامسكني في اللحظة الأخيرة محب خلفي يبكي على بكائي . استفزني ذلك الطائر الذي يحوم حول القبة الذهبية دون أن يحرك جناحيه ... جميع الأبصار انتبهت إليه انه لا يجزع من الدوران .. انه مثلي ومثل الجميع ينظر الخادم أن يخرج من قمة الفتحة بأعلى القبة ..الطائر يحوم ويقترب والأصوات تتعالى بالتكبير والتهليل والدعاء ..أنها ليلة من ليلي الجنة رسمت في بقعة من بقعها التي اخضرت بدماء السعداء من ألف وأربعمائة سنة ونيف..الطائر يقترب أكثر والأصوات تشدد وفي لحظة الهياج العاطفي فتحت تلك الفتحة ليطل منها خادم يرفع كلتا يديه باتجاه السماء .سكن الجميع وعم الهدوء وساد صمت غريب بغربة المكان وتحولت الأجواء إلى لون دموي وتشابكت الإضاءة في حائر المكان فأصبح محرابا مقدسا لرجل مقدس إذن للصلاة ...صلاة التشيع صلاة العروة الوثقى صلاة توحد القلوب العاشقة الولهة بحب إمام نذر نفسه وأهله من اجل عطاء الوجود الذي منى به الملك لعباده ..فكان دمه عنوان النصر والبقاء فبدأ بشخص وانتهى بملايين يسعون زحفا إليه . أجنحة الطائر أصبحت حمرا ،والخادم رافع يده وكأنه يسقيه ماء منظر يثير البصر ..ارتفعت أصوات الآلات تعلن بدء المراسيم ..فأنزل الخادم العلم الأحمر بتأن والآلات تعلن صوتها وتمتزج أصواتها مع أصوات الجمهور الشيعي الكثيف ..الطائر يدور بسرعة والخادم ينزل العلم ببطء ويداه تسحب الحبل بقوة يتهيأ للرائي أن هناك قوة تسحب العلم للسماء وقوة الخادم تسحبه باتجاه القبة والشاهد الوحيد الطائر فيما إذا كان هنا صراع بين السماء والخادم..تمكن ان يطوي العلم وانهالت الأصوات مع الآلات تتعالى باتجاه الأفق وصدى صوتها يجعل الطائر يسرع في دورانه ... وارتفع بأعجوبة علم الحزن والألم والوجع ليعلن بدء الحداد السنوي لصاحب القبة وما أن رفرف علم الحزن والفجيعة حتى توارى الطائر عن الأنظار.واختفى الخادم تحت قبة الأمام فكان أول أيام عاشوراء .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat