اسباب انكار الصحابة لبيعة الغدير. لو كان لرسول الله (ص) ولد لقتلوه.
مصطفى الهادي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مصطفى الهادي

اقرأ ما يقوله الامام علي عليه السلام في خطبته عن اسباب إهمال الأمة لأمر آل بيت رسول الله صلوات الله عليهم . واترك للقارئ الكريم التخمين والتدبر للوصول إلى النتيجة المرعبة التي وقع بها الصحابة (الكفر) واوقعوا الامة من بعدهم .
الخطبة.
يقول الامام علي في خطبته:
( قال له قائل : يا أمير المؤمنين أرأيت لوكان رسول الله صلى الله عليه و آله ترك ولداً ذكراً قد بلغ الحلم ، و آنس منه الرشد ، أكانت العرب تسلم إليه أمرها ؟ قال : لا ، بل كانت تقتله إن لم يفعل ما فعلت ، و لو لا أن قريشاً جعلت إسمه ذريعة إلى الرياسة ، و سلماً إلى العز و الأمرة ، لما عبدت الله بعد موته يوماً واحداً ، و لارتدت في حافرتها ، و عاد قارحها جذعاً ، و بازلها بكرًا ، ثم فتح الله عليها الفتوح فأثْرت بعد الفاقة ، و تمولت بعد الجَهد و المخمصة ، فحسن في عيونها من الإسلام ما كان سمجاً ، و ثبت في قلوب كثير منها من الدين ما كان مضطرباً ، و قالت : لو لا أنه حق لما كان كذا ، ثم نسبت تلك الفتوح إلى آراء ولاتها و حسن تدبير الأمراء القائمين بها ، فتأكد عند الناس نباهة قوم و خمول آخرين ، فكنا نحن ممن خمل ذكره ، و خبت ناره ، و انقطع صوت وصيته ، حتى أكل الدهر علينا و شرب ، و مضت السنون و الأحقاب بما فيها ، و مات كثير ممن يعرف ، و نشأ كثير ممن لا يعرف.
و ما عسى أن يكون الولد لو كان ! إن رسول الله صلى الله عليه و آله لم يقربني بما تعلمونه من القُرْب للنسب و اللحمة ، بل للجهاد و النصيحة ، أفتراه لوكان له ولد هل كان يفعل ما فعلت ! و كذاك لم يكن يَقْرُب ما قَرُبْتُ ، ثم لم يكن عند قريش و العرب سبباً للحظوة و المنزلة ، بل للحرمان و الجفوة .
اللهم إنك تعلم أني لم أرد الأمرة ، و لا علو الملك و الرياسة ، و إنما أردت القيام بحدودك ، و الأداء لشرعك ، و وضع الأمور في مواضعها ، و توفير الحقوق على أهلها و المضي على منهاج نبيك ، و إرشاد الضال إلى أنوار هدايتك ).
شرح النهج : 20 / 298 .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat