إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق
سيد صباح بهباني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لا يحب علياً ( كرم الله وجهه وعليه سلام الله ) إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق :
أخبرنا الشيخ أبو عبد الله أحمد بن محمد بن شهريار الخازن بمشهد مولانا أمير المؤمنين (كرم الله وجهه وعليه سلام الله) في شوال سنة اثنتي عشرة و خمسمائة قال حدثني الشيخ أبو عبد الله محمد بن الحسن الخزاعي قال حدثنا أبو الطيب علي بن محمد بن بنان قال حدثنا أبو القاسم الحسن بن محمد السكري من كتابه قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق ببغداد من كتابه قال حدثنا محمد بن دينار الضبي قال حدثنا عبد الله بن الضحاك قال حدثنا هشام بن محمد عن أبيه قال : اجتمع الطرماح و هشام المرادي و محمد بن عبد الله الحميري عند معاوية بن أبي سفيان فأخرج بدرة فوضعها بين يديه و قال يا معشر شعراء العرب قولوا قولكم في علي بن أبي طالب و لا تقولوا إلا الحق و أنا نفي من صخر بن حرب إن أعطيت هذه البدرة إلا من قال الحق في علي فقام الطرماح و تكلم في علي (كرم الله وجهه وعليه سلام الله) و وقع فيه فقال معاوية اجلس فقد عرف الله نيتك و عرف مكانك ثم قام هشام المرادي فقال أيضا و وقع فيه فقال معاوية اجلس فقد عرف الله مكانكما فقال عمرو بن العاص لمحمد بن عبد الله الحميري و كان خاصا به تكلم و لا تقل إلا الحق ثم قال يا معاوية قد آليت أن لا تعطي هذه البدرة إلا لمن قال الحق في علي قال نعم أنا نفي من صخر بن حرب إن أعطيتها منهم إلا من قال الحق في علي فقام محمد بن عبد الله فتكلم ثم قال :
بحق محمد قولوا بحق * * فإن الإفك من شيم اللئام
أ بعد محمد بأبي و أمي * * رسول الله ذي الشرف الهمام
أ ليس علي أفضل خلق ربي * * و أشرف عند تحصيل الأنام
ولايته هي الإيمان حقا * * فذرني من أباطيل الكلام
و طاعة ربنا فيها و فيها * * شفاء للقلوب من السقام
علي إمامنا بأبي و أمي * * أبو الحسن المطهر من حرام
إمام هدى آتاه الله علما * * به عرف الحلال من الحرام
و لو أني قتلت النفس حبا * * له ما كان فيها من أثام
يحل النار قوما أبغضوه * * و إن صلوا و صاموا ألف عام
و لا و الله لا تزكو صلاة * * بغير ولاية العدل الإمام
أمير المؤمنين بك اعتمادي * * و بالغر الميامين اعتصامي
فهذا القول لي دين و هذا * * إلى لقياك يا رب كلامي
برئت من الذي عادى عليا * * و حاربه من أولاد الحرام
تناسوا نصبه في يوم خم * * من الباري و من خير الأنام
برغم الأنف من يشنأ كلامي * * علي فضله كالبحر طامي
و أبرأ من أناس أخروه * * و كان هو المقدم بالمقام
علي هزم الأبطال لما * * رأوا في كفه ذات الحسام
علي آل الرسول صلاة ربي * * صلاة بالكمال و بالتمام
فقال معاوية أنت أصدقهم قولا , فخذ هذه البدرة.
وبينما كان معاوية جالس وأراد أن يشتفي بعلي وأمر ضرار وقال ياضرار صف لي علي .
دَخَلَ ضِرَارُ بْنُ ضَمْرَةَ عَلَى مُعَاوِيَةَ ، فَقَالَ لَهُ ـ معاوية ـ : صِفْ لِي عَلِيّاً ؟
فَقَالَ لَهُ : أَ وَ تُعْفِينِي مِنْ ذَلِكَ ؟
فَقَالَ : لَا أُعْفِيكَ .
فَقَالَ : كَانَ وَ اللَّهِ بَعِيدَ الْمُدَى ، شَدِيدَ الْقُوَى ، يَقُولُ فَصْلًا ، وَ يَحْكُمُ عَدْلًا ، يَتَفَجَّرُ الْعِلْمُ مِنْ جَوَانِبِهِ ، وَ تَنْطِفُ الْحِكْمَةُ مِنْ نَوَاحِيهِ ، يَسْتَوْحِشُ مِنَ الدُّنْيَا وَ زَهْرَتِهَا ، وَ يَسْتَأْنِسُ بِاللَّيْلِ وَ وَحْشَتِهِ.
كَانَ وَ اللَّهِ غَزِيرَ الْعَبْرَةِ ، طَوِيلَ الْفِكْرَةِ ، يُقَلِّبُ كَفَّهُ ، وَ يُخَاطِبُ نَفْسَهُ ، وَ يُنَاجِي رَبَّهُ ، يُعْجِبُهُ مِنَ اللِّبَاسِ مَا خَشُنَ ، وَ مِنَ الطَّعَامِ مَا جَشَبَ.
كَانَ وَ اللَّهِ فِينَا كَأَحَدِنَا ، يُدْنِينَا إِذَا أَتَيْنَاهُ ، وَ يُجِيبُنَا إِذَا سَأَلْنَاهُ ، وَ كُنَّا مَعَ دُنُوِّهِ مِنَّا وَ قُرْبِنَا مِنْهُ لَا نُكَلِّمُهُ لِهَيْبَتِهِ ، وَ لَا نَرْفَعُ أَعْيُنَنَا إِلَيْهِ لِعَظَمَتِهِ ، فَإِنْ تَبَسَّمَ فَعَنْ مِثْلِ اللُّؤْلُؤِ الْمَنْظُومِ ، يُعَظِّمُ أَهْلَ الدِّينِ ، وَ يُحِبُّ الْمَسَاكِينَ ، لَا يَطْمَعُ الْقَوِيُّ فِي بَاطِلِهِ ، وَ لَا يَيْأَسُ الضَّعِيفَ مِنْ عَدْلِهِ ، وَ أَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُ فِي بَعْضِ مَوَاقِفِهِ ، وَ قَدْ أَرْخَى اللَّيْلُ سُدُولَهُ ، وَ غَارَتْ نُجُومُهُ ، وَ هُوَ قَائِمٌ فِي مِحْرَابِهِ ، قَابِضٌ عَلَى لِحْيَتِهِ ، يَتَمَلْمَلُ تَمَلْمُلَ السَّلِيمِ ، وَ يَبْكِي بُكَاءَ الْحَزِينِ ، فَكَأَنِّي الْآنَ أَسْمَعُهُ وَ هُوَ يَقُولُ : يَا دُنْيَا ، يَا دُنْيَا ، أَ بِي تَعَرَّضْتِ ؟ أَمْ إِلَيَّ تَشَوَّقْتِ ؟ هَيْهَاتَ ، هَيْهَاتَ ، غُرِّي غَيْرِي ، لَا حَاجَةَ لِي فِيكِ ، قَدْ أَبَنْتُكِ ثَلَاثاً لَا رَجْعَةَ لِي فِيهَا ، فَعُمُرُكِ قَصِيرٌ ، وَ خَطَرُكِ يَسِيرٌ ، وَ أَمَلُكِ حَقِيرٌ ، آهِ آهِ مِنْ قِلَّةِ الزَّادِ ، وَ بُعْدِ السَّفَرِ ، وَ وَحْشَةِ الطَّرِيقِ ، وَ عِظَمِ الْمَوْرِدِ .
فَوَكَفَتْ دُمُوعُ مُعَاوِيَةَ عَلَى لِحْيَتِهِ فَنَشَفَهَا بِكُمِّهِ ، وَ اخْتَنَقَ الْقَوْمُ بِالْبُكَاءِ .
ثُمَّ قَالَ ـ معاوية ـ : كَانَ وَ اللَّهِ أَبُو الْحَسَنِ كَذَلِكَ ، فَكَيْفَ كَانَ حُبُّكَ إِيَّاهُ ؟
قَالَ : كَحُبِّ أُمِّ مُوسَى لِمُوسَى ، وَ أَعْتَذِرُ إِلَى اللَّهِ مِنَ التَّقْصِيرِ .
قَالَ : فَكَيْفَ صَبْرُكَ عَنْهُ يَا ضِرَارُ ؟
قَالَ : صَبْرَ مَنْ ذُبِحَ وَاحِدُهَا عَلَى صَدْرِهَا ، فَهِيَ لَا تَرْقَى عَبْرَتُهَا ، وَ لَا تَسْكُنُ حَرَارَتُهَا.
ثُمَّ قَامَ وَ خَرَجَ وَ هُوَ بَاكٍ.
فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : أَمَا إِنَّكُمْ لَوْ فَقَدْتُمُونِي لَمَا كَانَ فِيكُمْ مَنْ يُثْنِي عَلَيَّ مِثْلَ هَذَا الثَّنَاءِ!
فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ كَانَ حَاضِراً : الصَّاحِبُ عَلَى قَدْرِ صَاحِبِهِ
نحــــــــن أصحاب الدليل .... أينما مال نميــــــــل !!!.
مكروا والله خير الماكرين .. المهم يجب أن نعرف أن الحق حق مها أرادوا دفنه فلا يتمكنوا وأن الله بالغ أمره ولو كره ... يجب أن نتعاون ونتآخى ونتحد لعيد حضارتنا ونبني أوطاننا والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.
أخوكم المحب المربي السيد صباح بهبهاني البهبهاني بهباني
behbahani@t-online.de
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
سيد صباح بهباني

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat