صفحة الكاتب : مرتضى علي الحلي

من أسباب خروج الإمام الحُسَين ، عليه السلام ، من مكةَ إلى العراق
مرتضى علي الحلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لقد وجدَ الإمامُ الحُسَين – عليه السلام- نفسَه الشريفةَ أمامَ خياراتٍ
 لا مناصَ منها، وعلى رأسها الخروجُ من مكةَ فوراً لمصالحٍ شخّصها يقيناً وهي كالتالي .

 1 – الحفاظُ على حُرمة بيتِ الله الحرامِ ( الكعبة المُشرّفة) مِن هتكِ جنودِ وزمرِ يزيدَ السريّة والتي حاولتْ اغتيالَ الإمامِ الحُسَينِ في موسمِ الحَجِ . 
والإمامُ الحٌسينُ المعصومُ كان يرى حرمةَ القتالِ في حَرمِ الكعبةِ المقدّسةِ في الشهر الحرامِ والتي جعلها اللهُ تعالى داراً آمنةً ونهى عن القتالِ فيها (( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آَمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ )) (67)العنكبوت. 

2 – إنّ خروجَ الإمامِ الحُسَينِ ، عليه السلام ، من مكةَ وفي يومِ الترويةِ الثامنِ من ذي الحُجّة الحرامِ سنة ستين للهجرة , كانَ مبدأً لحَراكِ المعصومِ الإصلاحي ضد الطاغية يزيدَ اللعينَ الفاسقَ الفاجرَ , وإعلاماً لعامةِ المُسلمين ممَنْ يحجّون في مكةَ بأمرِ النهضةِ والتغييرِ والرفضِ للطاغوت وحكومته الظالمة .

3 – علمُ الإمامِ الحُسينِ ، عليه السلام ، بموقفِ الشيعةِ بالكوفة المؤيّدِ للنهضةِ والرافضِ لحكمِ يزيدَ اللعينَ , وإنْ تغيّرَ الموقفُ فيما بعدُ ولكن كان يرى من الضرورةِ الأكيدةِ العَملُ على كسرِ طوقِ الخنوعِ و الخوفِ من الظالمين كيف ما كان الحالُ .

وبالفعل رفضَ الشيعةُ البيعةَ ليزيدَ بعد هلاكِ معاوية وكاتبوا الحُسَين وبايعوه وطلبوا منه القدومَ إلى الكوفة وقد قبِلَ الإمامُ ذلك منهم مع علمه بعواقبِ الأمورِ للمصلحةِ التي كان يراها في الأمدِ المتوسط والبعيد وإنْ كان الأمدُ القريب آنذاك غير محمودٍ في عقباه ,لِما جرى مع العبدِ الصالحِ مُسلم بن عقيل – رضوان اللهِ تعالى عليه – من أمرٍ فجيعٍ وفظيعٍ .

ولكن في النتيجةِ ورغمَ وقوعِ المأساة الكبيرة على شخصِ الإمام الحُسَين إلاّ أنْ نظره الشريفَ في قبولِ مكاتبةِ أهلِ الكوفة لم يذهب سدىً, فقد جنى ثماره فيما بعد الشهادة مباشرةً بدءاً من ثورة التوابين وثورة المُختارِ و ثورة زيد الشهيد وغيرها والتي أطاحتْ بدولة بني أمية في أمدها البعيد يقيناً .
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مرتضى علي الحلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/08/10



كتابة تعليق لموضوع : من أسباب خروج الإمام الحُسَين ، عليه السلام ، من مكةَ إلى العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net