ماذا يعني تكليف شركة (G4S ) لحماية بيت الله الحرام ؟؟؟ حماية بيت الله من الحجاج.
مصطفى الهادي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مصطفى الهادي

لعله من مصائب الزمان أن الانسان يكفر وهو عالم بكفره محيط بطغيانه متعمدا لهدم أركانه ووهن بنيانه ..
لا أحد ينكر أن الله تعالى تكفل في جعل بيته آمنا ((مكة المكرمة)) وهذا ما جاء على ذكره القرآن وبكل وضوح في قوله تعالى : ((فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً)).(1) وكذلك في دعاء شيخ الأنبياء إبراهيم عليه السلام حيث يطلب من الله ((وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا )). (2) ناهيك عن أطنان الأحاديث الدالة على ذلك .. ولكن الذي يصدمك أنك ترى آل سعود يقومون بتكليف اقذر شركة في العالم لتقوم بتوفير الأمان لـ (بيت الله الحرام) أحد الأمكنة الأكثر قدسية لدى المسلمين.
شركة G4S المتورطة بفضائح مخزية في كل أنحاء العالم حيث توفر خدماتها الأمنية للمولك والزعماء الطغاة وتوفير غطاء امني مزدوج ضد مواطني الكثير من هؤلاء الزعماء وهي التي دفعت شركة بلاك ووتر إلى العراق. ولكن هذه الشركة (G4S) تفردت باقذر عمل قامت به ضد الشعب الفلسطيني عندما كلفتها السلطات الإسرائيلة بتوفير الحماية لشعب إسرائيل عبر ممارساتها في الاراضي الفلسطينة المحتلة حيث تؤمّن خدمات للسلطات الإسرائيلية، منها إدارة السجون والمعتقلات، اقامة الحواجز ونقاط التفتيش التي تُستخدم لاضطهاد الفلسطينيين وحرمانهم حرية التحرك، الاشراف على بناء الجدار العازل. اضافة إلى عمليات الاغتيال المنظمة لرموز المقاومة الفلسطينية . والاشراف على الخط الحدودي الفاصل بين حزب الله وإسرائيل .
فلم يعد سراً على أحد أنّ شركة G4S، التي تُعدّ الأولى عالمياً في الخدمات الأمنية المتشعبة، تعمل مع السلطات الإسرائيليّة في اضطهاد الشعب الفلسطيني وتصفية قياداته. حين أعلن الموقع الإلكتروني ((أسرار عربية)) عن كشفه التعاون بين الرياض والشركة الأمنية. نقل الموقع معلومات من نسخة عن مجلّة داخلية تصدرها الشركة تفيد بأن G4S ((بدأت تقديم خدماتها إلى الحكومة السعودية منذ عام 2010، بعدما كانت قد أسست شركة خاصّة في المملكة باسم ((المجال – جي فور أس)) تتخذ من مدينة جدة، على بعد 80 كيلومتراً من مكة المكرمة مقراً لها.
ولعل من ابرز مهمات هذه الشركة في موسم الحج هونصب الكاميرات الخفية في بعثات الحج والفنادق ومنها بيوت النساء وكذلك الخيام وداخل الحرم أيضا. هذه الممارسات التي يُفترض أن تخدش الحساسية تجاه القيم الإنسانية العامّة لدى الحجّاج،يجب ان يقوم الحجاج بالتظاهر لفضح الاعمال التجسسية عليهم في اقدس بقعة في الكرة الأرضية .
يعمل في هذا الشركة حالياً أكثر من 920 ألف شخص، وتُعدّ ثالث أكبر رب عمل في القطاع الأمني المزدوج الخاص عالمياً. لها حضور فاعل في أكثر من 130 بلدا،شركة خطيرة شيطَنت نفسها عبر ممارسات مباشرة وغير مباشرة منها المرتبط بالفساد المريع في سجن الاطفال وخرق القوانين الدولية . والاغتيال والتصفيات الجسدية لأشخاص من دون أن تعرف ذنبهم. وقد نقل موقع مرصد الشرق الأوسط عن متحدث باسم الشركة قوله: ((رغم أننا لا نؤمّن الخدمات الأمنية مباشرة للحجاج، إلا أننا نُقدم الدعم الأمني لزبائن في السعودية، ويجب تعزيز ذلك الدعم في موسم الحج)). وهذا يعني أن هذه الشركة غير مسؤولة عن أمن الحجاج ، وإنما مسؤولة عن توفير الأمن للسلطة السعودية الحاكمة .
هذه الشركة تتقاضى عشرات الملايين من الدولارات سنويا لحماية (( بيت الله الحرام من الحجاج)) .
أما آن لأمراء آل سعود أن يعو قوله تعالى : (( ومن دخلهُ كان آمنا))
هل نسى آل سعود قول النبي الذي رواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن عباس : ((أخرجوا المشركين من جزيرة العرب)) علما أن اغلب العاملين في هذه الشركة هم من الهندوس والسيخ وعبدة البوذا من بنكلاديشيين وطاويين وغيرهم ..
يا أمة ضحكت من جهلها الأمم .
1- سورة آل عمران : 96.
2- سورة البقرة : 126 .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat