صفحة الكاتب : محمد كاظم خضير

هل العراق إلا أحزاب معدودات... و أسر منتقاة ؟
محمد كاظم خضير

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أن تكتب عن حقائق تؤرق عموم أهل البلاد، دون اكتراث الجميع من ضعف و من قوة، أمر خطير و عمل شرير لا يسترعي و لا يستحق الانتباه، بل هو كذلك وجع داخلي مرير لا يحسه إلا قلة مقيدة بأصفاد و مفاهيم المتغلغلة حتى النخاع في نسيج المجتمع و المستحكمة في عقول أفراده

و منظومات جماعاته "الشرائحية" الاعتبارية و المفاهيمية حتى الجنون المفضي من بعد إلى التيه.

هو العراق لايبرح مكانا في موطن "الرافدين " الاختياري و لا تغير في لبسها إلا ما يكون من أقنعة المرور على خشبة المسرح و لعب أدوار النخاسين و المدافعين عن قيم قرون الضياع و البحث عن الدولة المركزية و ما بعد تشكلها و رسم حدودها و رفع رايتها و تحديد شعارها.

هي الحقائب الوزارية توزع بينها في غفلة من الزمن و جمود المكان مجموعة من ارستقراطية أحزاب معدودات و إقطاع الإثنيات، لها الحضور الطافح و اليد الطولى على الرطب و اليابس من معنى و خيرات البلد، و تقتسم موسميا الوظائف التسييرية الكبرى بمشيئتها، لها و لأجل خدمتها و رفع أسهمها في الحضور السياسي و السيادي و تثبيت مكانتها؛

و هي الأموال العمومية توضع تحت تصرفها و لحواشيها و زبونيتها و قد فتحت لأفرادها أبواب الصفقات الحكومية شو الاحتكارية الكبرى فامتلكوا بسرعة:

ـ العقار الممتد و المتاجر الهائلة المحتوية كل بضائع العالم،

ـ و الصيدليات المُحتكِرة كل الأدوية لصالح مصحاتهم التي قلصت دور المستوصفات و المستشفيات و رمت بالضعفاء على قارعة الأوبئة و في متاهات المقابر الموحشة،

و امتلكوا دون سواهم زمام :

ـ التعليم الفاسد فزادوه فسادا بمدارسهم الخصوصية حتى قتلت دور المدرسة الحكومية التي صنعت على علاتها و في بداياتها أجيالا مضت لم يكن دور أفرادها و في أضعف حالته إلا أنهم وضعوا البلاد على سكة الدولة المركزية،

ـ المواني البحري حتى هاجر التاجر من شدة سطوتهم وفسادهَم،

،

ـ و الثروة النفطية فأداروا سياستها ليهرب النفط من قبل مافيات حزبيا بعيدا عن الحكومة الاتحاديه.

فإلى متى و الوعي يستشرى و يدب ـ و إن ما يزال على نحو نظري ـ سيظل الوضع على هذه الحال و البلاد في ركودها المزمن و تخلفها المرير عن ركب الأمم من حولها؟

ثم إلى متى ستظل سماء العدالة ملبدة بغيوم الغبن و الإقصاء و الوساطة و المحسوبية و الزبونية و الإقصائية و الانتقائية على أيدي قلة القلة، يعيث أبناؤها و نساؤها و شيوخها بمقدرات البلد المعتبرة و يمسكون على غير هدى بسياساته الاقتصادية و التجارية و التبادلية و ما يكون من الاستخراجية و التسويقية على أيدي المبتدئين يؤطرهم المقعدون بفعل السن و تحت وطأة المرض و خطاب الماضي و صلف الإقطاع الذي أفرزهم من جلباب لا يبدو أنه يبلى؟

و متى يكون أخيرا الفرج من قبضة هذه القلة من الإقطاع الحزبي و الإثني و الشرائحي الجاثمة عبثا على مصائر العباد لم ترهبها سياسات مكافحة الفساد و نهب مقدرات البلد فظلت تقطع أرزاقهم و تثقل كواهلهم و تنشف ريقهم و عرقهم و تهدر حقوقهم و تكمم أفواههم و تصعد ثم تمر على ظهورهم، المثخنة بجراح سياطهم المعنوية و التسلطية، سلما لهيمنتها و كأن الأمر طبيعي؟

فهل من مجيب؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد كاظم خضير
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/07/27



كتابة تعليق لموضوع : هل العراق إلا أحزاب معدودات... و أسر منتقاة ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net