صفحة الكاتب : حنان الزيرجاوي

الرحلة المؤجلة
حنان الزيرجاوي

 هَرَعَ من كان في البيت على صوت صياح وبكاء... هرعوا إلى مكان نومها، وأحدهم يصطدم بالآخر، فقد كان الصوت مخيفاً مصحوباً بالصراخ، كادت قلوبهم تسبق أقدامهم ليروا وحيدتهم وما الذي أصابها! مدللتهم التي يتسابقون لتلبية حاجاتها... الأم كانت أسرع خطوات من الأب، لأن قلبها سبق كل خطوات العالم، دخلت وهي مدهوشة وضمّتها إلى صدرها... هنا انتهبت وهي تلمس أمها في كل ناحية من جسمها، وقد فتحت عينيها، كان الشرار يتطاير منهما ليحرق من بجنبها، وتتلعثم بكلمات: أمي، أمي، هل أنا أحلم أم ماذا؟ هل أنتِ أمي حقاً إلى جنبي؟ وهذا الواقف هو أبي؟ وهذا بيتنا؟ هل ما زلت على قيد الحياة؟ فأخذتها في حضنها الدافئ الذي اعتادت أن تستقر فيه وهي تهدئها... نعم أنتِ كما أنتِ! ها نحن معك ((حبيبة أمك الغالية)) تكلمي: ماذا حدث؟ مهلاً يا أمي، دعيني ارتشف قليلاً من الماء... كأني دُعيت إلى سفرٍ ، جاءني نداء: هلمّي إلى رحلة، وجهزي نفسك، وهيا بنا، هلمي معنا... فخرجت حتى وصلت إلى مكان يشبه المطار، أو مكان يذهب الناس فيه إلى أماكن مختلفة، حتى استوقفني اثنان لم أر اقبح منهما خلقة في حياتي! وأنا فزعة مرعوبة من قسوتهما... وسألاني بزجر: إلى أين؟ فتلعثمت بالكلام، وأجبتهم: جاءني نداء إلى رحلة! فنظرا في أوراقي وجوازي، ونظر أحدهما إلى الآخر نظرة كدت أُصعق من هولها، وقالا: انتظري قليلاً... وأنا أنظر إلى من حولي، أرى أناساً بملابس جميلة، يصحبهم أُناس بغاية الجمال وبغاية الرقة... وأرى آخرين يُسحبون بسلاسل ويصرخون يستغيثون! ولكن لا أرى أحداً يسمعهم أو يغيثهم! سألت وسألت، لماذا هم هكذا؟ فكانت الإجابة: لو لم تؤجل رحلتك لكنتِ معهم، فكم تبرجت وخرجتِ وأنتِ متزينة؟ كم ليلة نمتِ على صوت الغناء؟ وكم وكم وأنا في هذه الدهشة التفت إلي أحدهم وقال: قد أُجلت رحلتكِ إلى غير هذا الموعد...


 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حنان الزيرجاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/07/13



كتابة تعليق لموضوع : الرحلة المؤجلة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net