صفحة الكاتب : مصطفى الهادي

الطبقية الجديدة ، كم يبلغ عمر الإنسان؟. 
مصطفى الهادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

التفاوت في عمر الإنسان وعدم وجود حد معيّن يخبرنا بأن المصمم الخالق أراد لهذا المخلوق البقاء الأبدي في عالم مثالي ولكن بتقصيره تسلل إليه الموت، فكان البديل حاضرا فنقله من دار البقاء إلى دار الفناء ليعتمد على قابلياته التي زرعها فيه.

الدين قال كلمته حول طول عمر الإنسان وفعل ذلك منذ آلاف السنين حيث اخبرتنا عقائد الامم المختلفة بأن عمر الإنسان في فترة من الفترات وصل إلى مئآت السنين ولربما بعضهم إلى آلاف السنين فمن وجهة نظر الدين فإن ذلك غير مستحيل وقد اعطانا الدين نماذج على ذلك مثل آدم وذريته ونوح وصولا إلى الخضر واليسع وإيليا وملكي صادوق واخنوخ إدريس وعيسى وسلمان الفارسي والمهدي عليهم السلام جميعا، هذا في عالم الإنسان أما في المخلوقات الروحانية فإنها لا تموت.

العلم الذي انكر ذلك طيلة آلاف السنين يأتي اليوم ليخبرنا بأن باستطاعة الإنسان اذا توفرت له ضروف معينة ان يعيش آلاف السنين فقد اصبح العلماء يعتقدون بأن الموت مجرد شركة منافسة أخرى يمكن التغلب عليها. ويتوقع العلماء بأن المستقبل سوف يشهد انقساما طبقيا جديدا في المجتمعات وهو (الانقسام الطبقي في الأعمار) حيث سوف يمتلك الاثرياء اعمارا طويلة بما يمتلكونه من ثروة قد يصل فيها عمر الغني إلى سنين متمادية . بينما طبقة أخرى من الناس سيكونوا (فقراء عمريا). أما كيفية حصول ذلك فقد توقع الكثير من الأطباء أن تطوير العلاجات الفعالة لإدامة الصحة واطالة العمر والفعالة في مكافحة الشيخوخة وان هذه العلاجات ستكون مكلفة جدا ولم يتمكن من الحصول عليها سوى الأثرياء، واما في البلدان الفقيرة حيث سيكون دخل الفرد اقل من دولارين فلن يكن بمقدورهم شراء هذه العلاجات ولذلك فلا مكان لهم في عالم المستقبل.

اليوم نقول لاولئك العلمانيين و الملحدين ممن ينكر احد ابرز مسلمات الدين وهي طول العمر نقول لهم أن شركات (علمانية) عملاقة كبرى ميزانياتها بالملايين تُدير عملية تطوير وسائل اطالة العمر والقضاء على الشيخوخة وهذا اعتراف ضمني من هذه الشركات بأن الدين على حق ولولا أنها رأت امكانية تحقق ذلك لما رصدت مليارات الدولارات في سبيل هذه الأبحاث.

شركات مثل شركة مايكروسوفت بيل غيتس، وصاحب مؤسسة بيل وميليندا غيتس . وكذلك الملياردير بيتر تيل الشريك المؤسس لشركة باي بال المتخصصة في تحويل الأموال عبر الإنترنت و مدير شركة أمازون جيف بيزوس وقد خصص زوكربيرغ مع سيرجي برين وآخرين من المساهمين بالجائزة السنوية الخاصة بعلوم الحياة البالغة ملايين الدولارات والمخصصة لأبحاث تمديد عمر الإنسان.اضافة إلى انفاق الميارات من قبل مدراء شركات كبرى امثال : مؤسس شركة فيسبوك مارك زوكربيرغ الذي استثمر ما لا يقل عن ثلاثة مليارات دولار من أجل زيادة كبيرة في متوسط عمر الإنسان. وكذلك غوغل شركة التكنولوجيا العملاقة ضخت مبالغ كبيرة لمكافحة الشيخوخة ولاري إليسون المليارير المؤسس لشركة أوراكل، أنشأ مؤسسة إليسون التي تركز على البحوث الهادفة لإيجاد علاج للشيخوخة، واستثمر فيها 430 مليون دولار.

لولا معرفة هؤلاء بامكانية تحقق ذلك لما بذلوا هذه الاموال الطائلة خصوصا وان الطفرة العلمية الأخيرة انتقلت بالانسان من العلاج السطحي إلى العلاج الجيني. يقول الدكتور الكوري الأمريكي جون يون ان اختراق الشفرة البرمجية التي تُنظم صحة الإنسان وتتحكم بطول عمره اصبح الان متوفرا. وسط هذا الجدل العلمي، برزت أجوبة مثيرة للاهتمام طرحها العلم أخيرا ومنها هذا السؤال : إذا سألتني اليوم هل يمكن لنا أن نعيش حتى عمر خمسمئة عام؟ فجوابي هو نعم.(3)

فكيف ذلك ؟ 
ما يخفيه العلم اكثر مما يُظهره وهناك اسرار لا يعلم بها أحد سوى القائمين عليها ولكن من خلال التسريبات نعرف أن هناك امور تجري ومنها : (هل نستطيع إيجاد حل للموت؟). (1) فجاء الجواب من شركة كاليكو(2) وبكل وضوح على لسان العالم البريطاني المتخصص في أبحاث الجينات ومعالجة الشيخوخة أوبري دي غراي الذي يرأس الفريق العلمي في مؤسسة سينس الأميركية للبحوث حيث قال : (إن أول إنسان سيعيش حتى عمر 150 عاما هو موجود بيننا حاليا، وأن أول إنسان سيعيش حتى عمر ألف سنة هو أصغر من هذا الذي سيعيش 150 عاما بمقدار 10 سنوات فقط). (4)

والسؤال هو: إذا انكر العلمانيون والملاحدة وغيرهم ممن يحملون في قلوبهم امراض طائفية او عنصرية إذا انكروا استحالة ان يعيش الانسان آلاف السنين فما هو جوابهم على رأي العلم الحديث الذي ينفي استحالة ذلك ويؤكد تحققه لا بل فعله في بعض الحالات ؟؟

المصادر: 
1- مجلة تايم الأمريكية على صفحتها الأولى عدد 30 سبتمبر/أيلول 2013.
2- وهو اسم مختصر لشركة : (كاليفورنيا للحياة). والتي رصدت مليارات الدولارات وجنّدت مئآت العلماء من اجل القضاء على الشيخوخة.
3- طبعا هذا السؤال لم يطرحه الدين بل طرحه العلماء والاطباء العلمانيون واكثرهم من الملاحدة. 
4- يعني الاثنان موجودان الذي سيعيش 150 عاما والآخر الذي سيعيش 1000 سنة كلاهما على قيد الحياة الآن.

# في الكتب المقدسة الأخرى ذكرت بأن الكثير من الأنبياء والاشخاص طالت اعمارهم حتى أن بعضها وصل إلى سبعمائة عام مثل قوله في التوراة سفر التكوين 11: 13( وعاش أرفكشاد أربع مئة وثلاث سنين).
سفر التكوين 11: 15(وعاش شالح أربع مئة وثلاث سنين).
سفر التكوين 11: 21 ( وعاش مئتين وسبع سنين).
سفر التكوين 5: 7 ( وعاش شيث ثماني مئة وسبع سنين).
سفر التكوين 5: 11( فكانت كل أيام أنوش تسع مئة وخمس سنين). 
سفر التكوين 5: 14( فكانت كل أيام قينان تسع مئة وعشر سنين). 
واما نوح فقد عاش الف وسبعمائة سنة قبل الطوفان وعاش بعد الطوفان اكثر من ثلاثمائة سنة: سفر التكوين 9: 28 ( وعاش نوح بعد الطوفان ثلاث مئة وخمسين سنة).
وفي الإنجيل فهناك كثيرون طالت اعمارهم ولكن انفرد منهم (ملكي صادق) حيث ان عمره من بداية الدنيا إلى نهايتها كما يقول في رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 7: 1(ملكي صادق بلا أب، بلا أم، بلا نسب. لا بداءة أيام له ولا نهاية حياة. هذا يبقى كاهنا إلى الأبد). واما في الهندوسية فقد عمّر كريشنا الف سنة . وفي البوذية ورد في الإرياني ستيانس ان البوذا لم يمت بل اختفى وهو عائش إلى ان يأتي ثانية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى الهادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/07/08



كتابة تعليق لموضوع : الطبقية الجديدة ، كم يبلغ عمر الإنسان؟. 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net