صفحة الكاتب : زيد الحسن

حكومة وبرلمان والناتج صفر !!
زيد الحسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في العهد العثماني كان على أبواب المنازل مطرقتين إحداهما صغيرة والأخرى كبيرة ، فعندما يطرق الباب بالصغيرة يفهم أن الذي يطرق الباب(إمرأة) فكانت تذهب سيدة البيت وتفتح الباب ، وعندما يطرق بالكبيرة يفهم أن بالباب (رجل) فيذهب رجل البيت ويفتح الباب ،وكان يوضع على باب المنزل الذي فيه (مريض) باقة ورد حمراء ليعلم المارة والباعة المتجولين ان (مريض) في هذا المنزل فلا يصدرون أصوات عالية .
قبل سقوط نظام البعث الظالم كنا نسمع عن الحكم البرلماني، ونتلهف للديمقراطية التي تصاحب هكذا حكم ، وكنا نمني النفس بالتحرر من ظلم وجبروت القائد الاوحد وتشمئز انفسنا من قيود الدكتاتورية، وبعد سقوط النظام بنينا لنا (حلم) في حياة كريمة يصان فيها العرض والارض، وكيف لا ومن اتى بعد السقوط يرتدي عمامة سوداء وبيضاء تنير درب الغافل وترشد المتكاسل وتأخذ بيد المظلوم وتنصره ، وكيف لا ومن اتى كان قد قضى من عمره سنين طوال في بلدان الحضارة والثقافة والرقي ، وله اطلاع واسع وكبير في كيفية العيش بكرامة تحت ظل النظام في تلك الدول التي نسميها (كافرة) .
انصرمت الان ستة عشر سنة من عمر ديمقراطيتنا المزعومة ، عاث فيها سياسيو البلاد الفساد كله ، انتشرت الاوبئة والمخدرات و البارات و الملاهي الليلية وصالات القمار والمراقص وشرع لها قانون يحميها وقبضة فولاذية ملفوفة بمسبحة عدد خرزاتها مئة وواحد، تصد عنها عبث العابثي ، واصبحت الحبوب المخدرة تصل الى اصقاع البلاد من كل حدب وصوب تحت عباءة القانون والبرلمان، ومن يعترض يصنف بعثي و داعشي .
اصحاب البدلات الانيقة والاربطة (المودرن) وحليقي اللحى ما شاء الله على بنيانهم الذي بنوه في ارجاء العراق ، لقد زرعوا فينا الطائفية و الجهل و التخلف و حاربوا كل ما يمت للحضارة والتقدم بصلة ، اصبحت لهم عروش و كروش و اصبح المساس فيهم كفر و الحاد حتى ظنوا انهم الهة وعلينا عبادتهم .
الوضع العراقي بلغ سيله الزبى وما عاد لدى الشعب من انملة صبر، والترقب لم يعد يجدي من شيء ولا يسمن او يغني عن جوع، اصلاحاتهم فاسدة وكيف لا وهم من فتح ابواب الفساد وشرعنها و شرب منها حد الثمالة.
البرلمان صاحب المطرقة (الصغرى) في باب الوطن ؛ في بابك شعب كامل من رجال و نساء وشيوخ و اطفال انهكهم اهمال الحكومات المتعاقبة ولم يفلح معهم نصح ناصح ولا تهديد او وعيد، ونحن نعلم انهم تسنموا مناصبهم على اياديكم (الطاهرة) ونالوا سياط الجلد فينا بمباركتكم فهل تكرمتم علينا وترحلون .
الحكومة صاحبة المطرقة (الكبيرة) في باب الوطن ؛ على بابكم تقف دماء الشهداء ، وعويل الثكالى وانين المرضى وصراخ المحرومين ، يحملون اكفانهم على رؤوسهم ويشكون لكم من فساد البرلمان، فهل ستنقذون شعبكم من برلمان العهر، ام ستتركوننا نواجه مصيرنا لوحدنا تحت بابكم ذو (العروتين) .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زيد الحسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/07/05



كتابة تعليق لموضوع : حكومة وبرلمان والناتج صفر !!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net