تيفيلين وضياع فلسطين. وصفقة القرن.
مصطفى الهادي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مصطفى الهادي

لا يوجد ما يعتمده الكاتب للحديث والكتابة عن قضية فلسطين ومحاولة ابتلاع اليهود لها إلا ما توفر من مصادر وهي مشكوك فيها لأن براعة اليهود في التزوير وقلب الحقائق ودس الآثار المزوّرة وسرقة التاريخ والتراث وسلب انجازات العباقرة والشعوب مما لا نقاش فيه ويعتمدون في تحقيق ذلك على اقلام مأجورة سخّروها لخدمتهم عن طريق الابتزاز او الطمع اوالتهديد.
ولكن ما نقرأه من نصوص في توراتهم تدل دلالة واضحة على ان هذه النصوص هي من فعل إنسان ولا دخل لله فيها. واليهود يُتابعون تحقيق ما وضعهُ الأولون بصبر وعناد. ولعل قضية فلسطين هي من أولى اولويات اليهود الذين كلما مروا بها قبل الفين وخمسمائة عام عندما كانوا رعاة أغنام اصابهم الشوق إلى امتلاكها وسلبها من اصحابها ولذلك نرى هذه الاماني تجسدت في نصوص مرعبة من توراتهم يزعمون من خلالها أن الله أورثهم هذه الأرض بعد خلوها من سكانها ، ولم تخبرنا التوراة كيف خلت هذه المدن كلها من سكانها واصبحت ملكا لليهود كما نقرأ في سفر التثنية :
(فاسمع يا إسرائيل واحترز لتعمل، لكي يكون لك خير وتكثر جدا، كما كلمك الرب إله آبائك في أرض تفيض لبنا وعسلا.لتكن هذه الكلمات التي أنا أوصيك بها اليوم {على قلبك} وقصها على أولادك، وتكلم بها حين تجلس في بيتك، وحين تمشي في الطريق، وحين تنام وحين تقوم، واربطها علامة {على يدك} ولتكن عصائب {بين عينيك} واكتبها على قوائم أبواب بيتك وعلى أبوابك. متى أتى بك الرب إلهك إلى الأرض التي حلف لآبائك إبراهيم وإسحاق ويعقوب أن يعطيك، إلى مدن عظيمة جيدة لم تبنها، وبيوت مملوءة كل خير لم تملأها، وأبآر محفورة لم تحفرها، وكروم وزيتون لم تغرسها، فاحترز لئلا تنسى الرب الذي أخرجك من أرض مصر ).(1)
هذه المدن العظيمة من أرض فلسطين والتي لم يبنها اليهود ، والآبار التي لم يحفروها وبيوت مملوءة من كل خير ومزارع وبساتين . لم تخبرنا التوراة أين ذهب سكانها؟! ولكن ما نراه اليوم يحصل في فلسطين من إفراغ لهذه الأرض من البشر ومحاولة بناء بيوت لمن يطردوه من الفلسطينيين في سيناء وما حاولوا اقراره في مؤتمر البحرين فيما يُسمى (صفقة القرن) يدلنا على أن حلم التوراة في امتلاك ارض فلسطين كلها ، يسعى اليهود إلى تحقيقه بصبرهم العجيب يتبعهم في ذلك (نعاج) لا يهمها من أمر دنياها إلا الكراسي ومليئ الكروش.
واليهود ومنذ كتابة هذه النصوص قبل الوف السنين يضعونها في علب خاصة يربطونها على (جبينهم ، وقلوبهم وسواعدهم). ويطلقون عليها (تيفيلين) ويزعمون أن ربهم أمرهم بذلك حتى يتحقق لهم وعد الاستيلاء الكامل على فلسطين عندها سوف ينزعون هذا التيفيلين ويتحقق لهم الوعد. ولكنهم غفلوا عن نبوئات التوراة والإنجيل والقرآن تقول بأن اليهود متى ما اجتمعوا في مكان كان فيه حتفهم هم ومن يلوذ بهم والتاريخ بين أيدينا شاهدٌ على ذلك.
المصادر:
1- سفر التثنية 6: 3-12. ولابد هنا أن نذكر أن فلسطين كانت تخلو من اليهود وحتى من بني إسرائيل فيما بعد وعندما نزلت التوراة ذكرت شعبا يسكن فلسطين باسماء مختلفة فكانت مثلا تذكرهم بإسم (الفلسطيون). ولكن في الطبعات الأخيرة للتوراة تم تصحيح الاسم ، فترجموا كلمة عماليق أو جبارين إلى (فلسطينيين). كما نقرأ في سفر العدد 24: 20 ( ثم رأى عماليق فنطق بمثله وقال: عماليق أول الشعوب). فباعتراف التوراة كان العماليق اول الشعوب في فلسطين. وكان عماليق من ضمن عشائر كثيرة حكمت فلسطين كما نقرأ في سفر صموئيل الثاني 8: 12 (من أرام، ومن موآب، ومن بني عمون، ومن الفلسطينيين عماليق).
وقد ورد إسم الفلسطينيين وفلسطين في التوراة اكثر من (245) مرة قبل ان يُخلق اليهود كما نقرا في أماكن كثيرة منها : سفر التكوين 21: 32 ( أبيمالك وفيكول رجعا إلى أرض الفلسطينيين). النصوص القديمة للتوراة تقول بكل صراحة بأنها (أرض الفلسطينيين). وعندما اقول أن فلسطين للفلسطينيين قبل أن يُخلق اليهود ، لأن توراتهم تقول بأن فلسطين الحالية موجودة بشعبها قبل نبي الله إبراهيم عليه السلام كما نقرأ في سفر التكوين 21: 34 ( وتغرب إبراهيم في أرض الفلسطينيين أيام كثيرة). واما قول القرآن بأن شعب فلسطين كانوا (جبارين) جبابرة فهذا ما تقوله التوراة أيضا كما نقرأ في سفر يشوع 10: 2 ( فلسطين مدينة عظيمة وكل رجالها جبابرة). وقد كان العرب يسكنون أيضا فلسطين قبل مجيء اليهود كما نقرأ في سفر أخبار الأيام الثاني 21: 16 ( وأهاج الرب على يهورام روح الفلسطينيين والعرب).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat