هو: كعادته دائما فعندما طرقت باب قلبه عرفت جيدا أنه سيفتحه بموسيقى من المحبة.
هو :شاعر بنى بيته الشعري على قلوب الناس.
هو: ابن تكريت التي تفتح أيديها لتقبل كل المارين بشوارعها وتزرع وردا ابيضَ ببستان عراقنا الغالي،
جلسنا معه وهو يسرد لنا حكايته وهمومه وتصفحنا ذكرياته ومواقفه الشعرية
هو الشاعر احمد الشادي الذي يمتاز بهدوئه وقلبه الكبير
سمح لغيم أسئلتي أن يمطر على أرض قلبه وأن تنبت الأجوبة على ورقة الحلم.
الأُمُّ تنوّمُ صغيرها بـ( دللّول)
س/ في مجموعتك (أغنية لآخر القادمين) من هو آخر القادمين ؟ ولمن تغني فيها حيث أن مجموعتك في غالبها الأعم تقطر حزناً على العراق ؟
- المجموعة كما تعلم حملت اسم إحدى قصائدها وقراءة هذه القصيدة تفسر لماذا اخترت هذا الاسم ذلك أن القصيدة كانت ذاتية تحمل همَّ الوطن وغنيت فيها لأمّي بغداد التي دائماً ما يأخذني الشعر إليها بوعي أو بدون وعي وكما يقال العقل الباطن واللاشعور يظهر دائماً بين ثنايا الكتابة ، فآخرُ القادمين أنا لأني قدمت إلى الميدان الشعري متأخراً جداً بعد أن بدأ شغفي بالشعر في مرحلة مبكرة أي قبل بلوغي العشرين من العمر ، أما لمن غنيت فيها فقد غنيت لما أحمل من قيم أي غنيت للوطن للدين للمرأة للحب للذات للجمال للغة للشعر ، أما موضوع الحزن فهو رفيق دائم لبلاد ما بين النهرين ينعكس في الشعر والغناء بل في قراءة كتاب الله ألا ترى معي كيف يقرأ القاريء العراقي وأي المقامات الصوتية يستخدم ألا ترى الأم وهي تنوم صغيرها بـ( دللول) تلك التي زرعت فينا الموسيقى الحزينة ونحن في المهد . أما العراق فلهُ اللهُ من بلدٍ تكالبت عليه الأحقاد والأعداء فكيف لا يقطر الحزن والكمد مني قبل أن ينعكس في شعري ؟
س/ طرقت موضوعاً صعباً في مجموعتك ( الكتابة عن الرسول صلى الله عليه وسلم ) هل ترى أنك وفقت به ؟ وقصيدة (الخمسُ الشداد) كُتبِت بعد مرور خمس سنين على الاحتلال فماذا تقول الآن بعد جلاء الاحتلال ؟
- بحكم اطلاعك على أغلب شعري هل رأيتني أمدح غير رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ هذا لأني اخترت الأمر بوعي وإدارك تامَّين فلو قارنت بين أي شخصية مرت بالتاريخ البشري كله وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كانت هناك نسبة للمقارنة لهذا فأنا لا أبالغ حين قلت ( فداك أبي وأولادي وأمي .. ونفسي قبلهم والمقلتان ) وحين قلت ( إنّي على العهد ما أبقيت جارحة .. إلا بحبكَ ملأى وهيَ تشتغلُ ) ، أما هل وفقت فأنا لا أرى نفسي كذلك حتى أكتب فيه عليه الصلاة والسلام قصيدة لم يكتبها أحدٌ من قبل وحتى أمدحهُ بما يستحقُ فشخصيته العظيمة وأعماله الجليلة ويده البيضاء كبرت وسمت حتى صعب علينا إدراك بعض ما يستحقه منا عليه الصلاة والسلام ناهيك عن المحددات والقيود في الكتابة عن هذا الأمر فليس من المعقول مدحهُ بغير ما جاءت به الشريعة المطهرة من التوحيد الخالص لله تعالى فضلاً عما يستحقه بأبي هو وأمي ونفسي ومالي وولدي .
أما موضوع قصيدة (الخمس الشداد) فمناسبتها تزامنُ ذكرى الاحتفال بمولد الرسول عليه الصلاة والسلام مع ذكرى مرور خمس سنين على الكارثة التي حلت بالعراق والتي أدت لكل ما نرى من تداعيات سببها الاحتلال البغيض ، وقد يكون الاحتلال غادر بآلياته ومعداته العسكرية لكن زواله لا يكونُ تاماً إلا بزوالِ آثاره ، وهذه الكلمة أوجهها لمن يتصدى لقيادة البلد اليوم كأحزاب وكأشخاص من الذين اكتشفوا فجأة أننا بلد يتكون من أديانٍ وقومياتٍ وطوائفَ ومناطقَ مختلفةٍ ونسوا تاريخاً يمتد عميقاً من التعايش والألفة والهمِّ المشترك ، فإذا كان المحتل يفكر بهذه الطريقة فكيف يفكر أبناء البلد الواحد بما يمزق كل آصرةٍ أو رابطٍ أو وشيجةٍ تربطنا ببعضنا وإذا كان الظلم والاستبداد هو ما صنع واقعنا الحالي فترك الظلم والاستبداد هو المخرج والحل لمشاكلنا ، إذاً أنا أعتبر الاحتلال زائلاً متى ما تحررت العقول ومارس الشعب حريته وتمتع بالكرامة في وطنه.
س/ في أي مرتبة تضع نفسك بين هذه الصفات الأدبية ( روائي ـ مسرحي ـ موسيقي ـ قاص) ؟
- مع الرواية بدأت هواية المطالعة والتعرف على الأدب ـ هذا إذا استثنينا بداياتي في مطالعة مجلات الأطفال وقصص تلك المرحلة حيث بدأتُ هواية المطالعة بعمر عشر سنين ـ ومن خلال الرواية اطلعت على أساليب الأدباء في الكتابة وأحببت اللغة ، ولا أخفيك أنني حاولت مرتين كتابة الرواية على قلة خبرتي ولكن تأثراً ـ وكل أديب كما تعلم يبدأ بمرحلة التأثر ـ ولكن مر بي ما جعلني أترك الأمر وقتها ، وحالياً أفكر بكتابة رواية وعندي رؤية لإطارها العام ويصدني عن الشروع في الأمر أنني لم استكمل متطلبات كتابة رواية تكون ناجحة ومؤثرة وذات عمق وصدى يحسب لي لا عليّ ، أما المسرح فهو فنٌ أتذوقه وقد شاركت في صياغة أشعار عامية لمسرحية كتبت بالعامية أيضاً من قبل القاص ناشد سمير الباشا لذا اعتبرني مشاركاً وذكر اسمي مقترنا باسمه فيها لكنني لا أعد نفسي إلا متذوقاً لهذا الفن ، أما الموسيقى فلا أرى لي شيئاً فيها سوى السماع والمحبة لبعض آلاتها كالعود والناي والقانون من الآلات الشرقية والبيانو والكمان من الآلات الغربية ويعجبني فيها كل لحن يهز أوتار الروح ويريح النفس والأعصاب ، وأما القصة فقد جربت نفسي في كتابتها ، وأنا كما تعلم قاريء نهم لكل ما يقع تحت يدي من هذا الفن الراقي وأحب بعض الأسماء المحلية والعربية فيه ، لكنني بعد التجربة أقول بثقة لست قاصاً بل قاريء محب لفن القصة .
إذاً كما تجدني أتوزع في محبتي للأصناف الأدبية إلا أنني شاعر وشاعر فقط .
س/ موضوع (الشعر نفسه) كان جلياً لديك في نصين كاملين الأول (بلى هو الشعر) والثاني (الشعر) ، كيف تعرِّفُ الشعر ؟ وما هو دور الشاعر في عصرنا الحالي ؟ وإلامَ تعزو عزوف الناس عن الشعر خصوصاً الشعر الفصيح وميلهم للشعر العامي؟
- قبل الإجابة عن سؤالك أبشرك بوجود نص ثالث لي عن الشعر سيظهر في مجموعتي القادمة إن شاء الله ، وأخبرك أيضاً أن قصيدة (بلى هو الشعر) لقيت الاستحسان ولقيت النقد من قبل اثنين قريبين مني ، فالاستحسان كان من الدكتور فائز طه عمر الباشا أستاذ النقد في كلية الآداب جامعة بغداد حيث قال عنها أنها سدت ثغرة في الشعر العربي لأنها قصيدة جاءت من أولها إلى آخرها خالية من أي غرض خلا الشعر نفسه وهذه شهادة أعتز بها كثيراً من رجل أعتز به لقربه مني ولمكانته العلمية المتميزة ، أما النقد فقد جاءني من قبل الشاعر الكبير هزبر محمود حيث قال لم يعد النقاد حالياً يميلون لشعر يتحدث فيه الشاعر عن الشعر ويعطي عنه تعريفات معينة وأنا أعتز بهذا القول اعتزازي بالقول الأول وأعزوا اختلاف الآراء لتنوع الخبرات ، أما كيف أعرِّفُ الشعر فلست منظراً لهذا الأمر حتى أعرِّفهُ وقد عَرَّفهُ قبلي فحول النقاد ، ولكني ذكرت عنه في النص الذي تكلمنا عنه ما يشبه التعريف حيث قلت (ما الشعر إلا انفعالاتٌ يفيضُ بها ... قلبٌ تطايرَ من أعطافه الشررُ) ، أما عن دور الشاعر في عصرنا كما تقول فأظنه ناقلٌ لوثيقةٍ تاريخيةٍ وجماليةٍ عن مرحلته إن لم يكن لمعاصريه فللأجيال القادمة ، وأما عزوف الناس عن الشعر فله أسباب عديدة أهمها الواقع المزري الذي يعيشونه حيث أن همَّ اللقمة أكبر من همِّ الشعر وغيره ، ثمَّ انحدارُ مستوى التعليم في بلادنا لدرجة أنك تجد خريج كلية في الشهادة أميّاً في واقع الحال ، وسعي البعض ممن يحسبون على الشعر لتغريب الشعر وجرِّهِ بعيداً عن واقع الناس وحاجاتهم الفعلية فالشاعر لسان قومه لذا كانت العرب تبتهج وتقيم الأفراح حين يبزغ بينهم شاعر ويقولون ولد في القبيلة شاعر جديد لأنه سينتصر لهم أمام خصومهم بلسانه كما ينتصر لهم المقاتل بسنانه فأين البعض من هذا هم في وادٍ والناسُ وهمومهم في وادٍ آخر ، ولا يفهم من كلامي أنني ضد نوع معين أو اتجاه تجديدي في الشعر لا فليس هذا ما أعني ولكن رأيتُ ورأيتَ أنت هذا الصنف الذي أتحدث عنه يؤازرهم فئة أخرى من الإعلاميين تملأ الصحف والمجلات بتفاهاتهم التي يسمونها شعراً وهي رموز لخواطر نفسية رخيصة همُّها ـ ولأكن صريحاً ـ الجنس وأشياءَ أخر مما لا يريده الناس ولا يرضونه بعيداً عن قيمهم وأخلاقياتهم المتجذرة ، والكارثة يا صديقي أنهم يسمون غثاءهم هذا ويأطرونه بأسماء وكلمات كالتحرش بالثوابت والحداثة والاختلاف والبحث عن غير المألوف وهم لا يفرقون في مسألة الثوابت بين الثوابت المجتمعية التي يجوز التحرش بها بل يجوز هدمها إذا كانت تؤدي للتخلف وبين الثوابت الحقيقية التي يعد التحرش بها ضرباً من الجنون . ولست ضد الحداثة بل معها ولكن ليس على طريقة القوم من قطع الصلة مع الجذور فكيف ستنمو الغصون والأوراق؟ أما المختلف فالشعر قول مختلف غير مألوف وبحث متجدد عن ديمومة الحياة ، لهذه الأسباب تجد الناس تميل للشعر العامي على حساب الشعر الفصيح ، وبالمناسبة أنا أحب الشعر العامي فهو يشتغل على الخيال كما يشتغل الشعر الفصيح ويخاطب الناس بما يفهمون وما هو قريب منهم وهو مؤثر ومحبوب أيضاً .
س/ هل أنصفت النساء بمجموعتك ؟ كم هي نسبة الغزل بقصيدتك ؟ وإذا وضعت أفراحك وأحزانك في الميزان فأي كفة سترجح ؟
- لست من يجيب عن سؤال الإنصاف ، فهذا الأمر متروك للقراء والنقاد ودارسي الأدب ، ونسبة الغزل في القصيدة موجودة وغير مفقودة لكنها ليست طاغية على مجموعتي ، أما إذا وضعت الأفراح والأحزان في كِفَتَيّ الميزان لا شك سترجحُ كِفَّةُ الأحزان .
س/ سلّم الأمنيات كيف تتسلقه ؟ وإلامَ تروم الوصول في حياتك ؟ ما هي أحلامك المؤجلة ؟ وكيف تترجل في ساحات قلبك ؟
- أتسلقه بالصبر والإصرار وعدم الانصياع للواقع المر ، أما أين أبغي الوصول فأنا أريد ترك بصمة خاصة في الحياة سواء كان ذلك بالشعر أو بغير الشعر ولكن هل تتوفر الفرصة ؟ هذا هو السؤال ، أما كيف تترجل في ساحات القلب فهي تترجل احتراقاً وانتظاراً وقد أكون ترجمتها في بيت من أبيات قصيدتي (أغنية لآخر القادمين) حيث قلت (يا دلوَ عمري أما سيارةٌ قدمتْ...لباب جُبِّكَ قد يأتي بها البُشرا) .
س/ هزبر محمود هو ملهمك الشعري وأنت تعتز به كثيراً ما سرُّ هذا الاعتزاز وكيف استطعت معارضة قصيدته (شاعر في زمن الضياع) ما الذي استفزك لمعارضته ؟
- تأثرت بكثيرين قبل هزبر محمود لكنه علامة فارقة في مسيرتي الشعرية بالإضافة للقاص ناشد سمير الباشا فمنذ شاهدت الهزبر في مسابقة شاعر العرب التي أطلقتها قناة المستقلة مع آخرين من شعرائنا العراقيين أدركت أين وصل الشعر وقبلها كنت شَغِفاً بالشعر فقط لكن بعد ذلك عملت على تطوير كل قابلياتي الشعرية وكان الهزبر أبرز الملهمين لي واعتزازي ينبع من كونه شاعراً حقيقياً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وزاد اعتزازي به بعد معرفته بشكل شخصي فوجدته إنساناً دمث الأخلاق لطيف المعشر سريع البديهة يصغي أكثر مما يتكلم وإذا قال شعراً فلا حدود لشعريته ، وناشد سمير علامة أخرى في مسيرتي الشعرية فهو بحكم تخصصه في مجال الأدب لم يبخل عليَّ بالنصائح التي جعلتني انتبه وأنا أمارس الفعل الشعري فكم أسدى لي من نصيحة وجدت أثرها في عموم نظرتي للأدب وللحياة ومجموعتي لم تكن لترى النور لولا دعم ناشد سمير وبمختلف الأشكال .
أما بخصوص قصيدته (شاعر في زمن الضياع) فقد سمعتها لأول مرة في قناة المستقلة ثم سمعتها منه في كركوك وهو يعتلي المنصة وكم صفقت له وقتها وقرأتها بعد أن أهداني مجموعته (أثرٌ على الماء) وما الذي استفزني لمعارضته بقصيدتي (شاعرٌ آخر في زمن الضياع) فكل قصائد هزبر تستفزني وتحرضني وكما سبق وقلت لا حدود لشعرية هذا الرجل ولا لأخيلته غير المألوفة . وبالمناسبة لقيت معارضتي لقصيدته الإشادة منه حين ألقيتها بين يديه في ملتقى الطوز وسألته هل أجدت المعارضة قال أجدتها أيما إجادة .
س/ نزار قباني كان شاعر المرأة فماذا تسمي نفسك أنت ؟
- هنا اسمح لي أن أجيبك بسؤال من أطلق على نزار هذا اللقب ؟ ومن أطلق على أحمد شوقي أمير الشعراء ومن أطلق على الجواهري شاعر العرب الأكبر ومن أطلق على حافظ إبراهيم شاعر النيل هم أنفسهم أم القراء والنقاد ؟ لا شك ستقول القراء والنقاد ولكن السؤال هل هذه الألقاب تعبر عن الحقيقة في حقيقتها وأحقيتها أم ستظهر آراء أخرى تفند هذه الألقاب وتعمل على دحضها ؟ لذا أترك الأمر لمن يريد إطلاق لقب أو اسم ما ولا أخوض في هذا المضمار .
س/ وأنت تخوض حروبك فكر بغيرك
لا تنسَ من يطلبون السلام ؟
لمن توجه هذا الكلام ؟ وبمن تفكر وكيف تفكر إن كان درويش يفكر هكذا ؟
- اسمح لي أن أجيبك شعراً على منوال محمود درويش : وأنت تريد البناء تمهَّل ... فغيرك لا يجدون الطعام ...ولا يسكنون بيوت الحجر ... وأنت تفكر بابنكَ كم ألفُ ثكلى تعافُ لها ذكرياتٍ كثير ... سوى ذكرياتِ الذي قد طواهُ التراب ... وكم ألفُ مقطوعةٍ يدهُ أو رجلهُ ومن فقأت عينهُ علامة من يطيلون ليلَ الخصام ... يقولون ساسَ سأكره كل السياسيةِ كل ذوي نزعة اللغة العاهرة ...وأطلبُ يا صاحبي يا عليّ على أرضنا أن يَعُمَّ السلام .
س/ في آخر نص في مجموعتك (ذكرى) من هيَ صاحبة الذكرى ؟ وكيف تعانق ذكرياتك ؟ ومنذ متى لم تلتق بها ؟
- ها أنت يا صديقي تقلب في دفاتري القديمة وتستفز عندي ذكريات حب لم يكتب له أن يرى النور لخجلي الشديد من أن أصارح من كنت أرى في عيونها أنها تبادلني نفس المشاعر وحيثُ يُنتظرُ من الرجل الخطوة الأولى كنتُ أكبو قبلَ أيِّ خطوة ، أما منذ متى لم ألتق بها فمنذ 1988 ولك أن تقول ما تشاء .
ولكنها تعانق ذكرياتي فقد جعلتني شاعراً ، والحبيبة أما أن تكون واقعاً أو تعيش كذكرى في القصيدة .
س/ كلمة (أطفال) ترددت كثيراً في طيات مجموعتك هل ما زال قلبك طفلاً أم صار مراهقاً ؟ وهل كتبت للأطفال ؟
- ما زال في داخلي ذلك الطفل الذي زغردت أمهُ ساعة بشرها أبوه بتسجيله في المدرسة ، والذي كان يستظل تحت ظلال شجرة التوت ، قد أكون انتقلت من خلال النمو البدني للمراهقة والرجولة والكهولة ولكني ما زلت طفلاً ، ولا يفرحني في هذه الدنيا أكثر من ضحكة طفل ولا يعتصر قلبي أكثر من بكاء طفل ، وقد كتبت للأطفال أناشيد مدرسية فأنا وأنت نتعاون مع مديرية النشاط المدرسي والفني في هذا المضمار وآخر نشيد كتبته كان عن الترغيب بالعادات الصحية والرياضة والتغذية الصحية وقد أجمع كل ما كتبت في مجموعة خاصة بالأطفال .
س/ الثورات العربية كحلت عيون شعوبها هل أنت معها أم ضدها ؟ وكيف صورتَ هذه المشاهد وكيف عبرتَ عنها ؟
- الثورات العربية كحلت عيوننا جميعاً وأثبتت للعالم أننا شعوب حية لا تنام على ضيم حيث ألهمت ثورات الربيع العربي العالم أجمع وأصبح شعار (الشعب يريد إسقاط النظام) يردد باللغة العربية في وول ستريت في نيويورك . أنت تعلم أن الطغاة العرب لم يقدموا لشعوبهم سوى الخطب الرنانة الفارغة لكنهم لم يرتقوا بالشعوب ولم يخدموا إلا ذواتهم المليئة بعقد النقص والمحيطين بهم من الطفيليين الذين صاروا مخالب لقمع الشعوب ، إذاً لم يكن لتلك الأنظمة إلا هذه النهاية التي كشفت كم كان الطغاة العرب أمثلة للجبن ورعاة للفساد والظلم ، وحصيلة تفاعلي مع هذه الثورات كمٌ من القصائد التي تتغنى بالحرية وتمجد الشعوب الثائرة وتستحث الثائرين على مواصلة السعي لانتزاع الكرامة .
س/ كيف تخطط لمستقبلك الشعري ؟ وبماذا تفسر تأخرك في طباعة المجموعة الأولى ؟ وما هي الكلمة الأخيرة التي تقدمها لقرائك؟
أحمد الشادي : سأبدأ بسؤالك عن تأخري في طباعة مجموعتي الشعرية ، عمري الشعري بدأ منذ نهاية عام 2007 مع أنني كنت أكتب قبل ذلك لكن لم أتواصل مع الشعر لظروف قاهرة وشخصية ولم يعرف أحدٌ عني أني أكتب الشعر حتى عام 2007 وما بعده وكل قصائد مجموعتي كتبت بعد هذا التاريخ وصدرت في العام 2010 بطبعتها الأولى إذاً لم أتأخر عملياً وأنا أكملت قصائد أخرى لمجموعة جديدة ستصدر هذا العام بإذن الله .
أما التخطيط لمستقبلي الشعري فلا أخطط إلا لكتابة قصيدة ناجحة وكل شيء مستقبلي يأتي من خلال الشعر لا غير .
وللقراء أقول أن الأمم تتقدم بالبناء الفوقي أي ببناء العقول فبدون الثقافة العامة والخاصة لن يكون هناك رقيٌ أو تقدم ، والشعر علامة من علامات رقيِّ الأمم وتميُّزها وكل سعي لتحسين الذائقة الجمالية والتحريض على التفكير والتمرد على الواقع المتخلف لا بد أن يلقى المساندة والمؤازرة من قبل الجميع بدون استثناء .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat